|
|
|
حاوره: عارف الشرجبي - دعا نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى الدكتور قاسم لبوزة، كل القوى الوطنية التي تواجه العدوان إلى الابتعاد عن المماحكات السياسية، والعمل على تعزيز قيم الشراكة الوطنية. واعتبر الدكتور قاسم لبوزة إقدام الفار هادي على إجراء نقل مجلس النوّاب إلى عدن، يهدف إلى إعاقة أي تقدّم أمام التسوية السياسية السلمية والجهود التي تبذل لتطبيع الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن.
وقال في حوار مع صحيفة «الميثاق»: "دستورياً فالقرار باطل وهو تصرّف منعدم دستورياً وقانونياً لأن أحكام دستور الجمهورية اليمنية ولائحة مجلس النوّاب تتعارض مع ذلك التصرّف تماماً، والدستور لايزال المرجعية الأهم التي هي محل إجماع وطني بعد أن استفتي عليه من الشعب اليمني".
وطالب الأمم المتحدة وأمينها العام والمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بأن يتّخذوا موقفاً واضحاً تجاه هذا الفعل الذي يخالف تشريعاتنا الوطنية، وأن يسجّلوا موقفاً بعيداً عن أية حسابات ولو لمرّة واحدة.. والى نص الحـوار :
< بدايةً كيف يقرأ نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى نتائج زيارة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ لليمن.. وما أهميتها؟
- نحن في المجلس السياسي الأعلى وقيادة المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وحلفائهما نرحب بأية جهود مخلصة تبذل من أية جهة أو منظمة أو دولة صديقة من شأنها حل الأزمة ووقف العدوان وفك الحصار على بلادنا، وقد أعلنا مراراً أننا لن ندير ظهورنا لأي دعوات حوار أو تفاوض أو مبادرة سياسية من شأنها تحقيق السلام ووقف نزيف الدم في بلادنا، وأيادينا ممدودة للجميع لتحقيق السلام وليس للاستسلام كما يريد الطرف الآخر، أما بخصوص الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ للعاصمة صنعاء فلم تأتِ بجديد ويبدو أنه اعتبرها زيارة روتينية ليقول للعالم أن الحل السياسي والمساعي مستمرة للوصول الى حل للأزمة، في الوقت الذي يغمض الجميع أعينهم عن استمرار العدوان واتسخدام مختلف أنواع الأسلحة البحرية والجوية والبرية، ناهيك عن الحصار الجائر والذي قارب العامين، وبالتالي ما جدوى الزيارات والحوارات إن لم يتوقف العدوان ويفك الحصار ومن ثم تبدأ خطوات الحل السياسي، ومع ذلك نحن على استعداد للذهاب الى آخر العالم بحثاً عن السلام والأمن والاستقرار للشعب اليمني الذي تغافل العالم عن مظلوميته في حالة ذهول وحيرة وتخبط غير مسبوق من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي الذي تخلى عن مسئولياته تجاه دولة عضو في الأمم المتحدة، وبالتالي زيارة ولد الشيخ لم تأتِ بجديد ولم يكن لديه ما يطرحه على الحكومة اليمنية في صنعاء والأحزاب والمكونات السياسية، فظهر وكأنه ساعي بريد ينقل الينا ما يملى عليه من دول العدوان فقط، ومن خلال متابعتنا لمواقف ولد الشيخ وجدناه منحازاً لدول العدوان وتحديداً السعودية والإمارات وأصبح غير محايد كما كنا نعول عليه، وبالتالي لقد أصبح جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل، إلا إذا غير من اسلوب تعاطيه مع الأزمة اليمنية بشكل إيجابي ليس باعتباره ممثلاً للمنظمة الدولية فحسب بل ولكونه عربياً مسلماً يفترض أن يتألم لما يحدث لأخوانه في اليمن من قتل وتدمير وحصار وتجويع وترويع لشعب ليس له ذنب إلا أنه يرفض الخنوع والذل والاستسلام والتفريط بسيادته.
< وماذا عن موقف الأمم المتحدة؟
- اليمن عضو مؤسس للأمم المتحدة ولها حقوق على هذه المنظمة وكل المنظمات التابعة لها بما فيها مجلس الأمن الدولي، لكن يبدو أنها قد تخلت عن كثير من القيم والمبادئ التي تضمنها ميثاق إنشائها، هذه المنظمة منذ الإعلان عنها لم تحقق شيئاً للشعوب الفقيرة وإنما تعمل دوماً كأداة طيعة للدول العظمى بما يحقق مصالحها على حساب الدول الصغرى، فكم من قرارات صدرت من مجلس الأمن لصالح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الا أنها لم تنفذ وظلت حبيسة الأدراج خدمة للكيان الصهيوني المحتل، وبالتالي فقد أصبحت الأمم المتحدة على المحك إما ان تنهض بواجبها الأخلاقي أو أن تعلن عن وفاتها لأنها فقدت مبرر وجودها والمتمثلة بالحفاظ على مصالح الدول الأعضاء.
< علامَ تعولون في إيقاف العدوان على بلادنا؟
- نحن لا نعول إلا على الله ثم على صمود شعبنا اليمني العظيم وعلى الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء القبائل الذين يسطرون أروع ملاحم البطولة في كل جبهات الشرف وأثبتوا للعالم مجدداً أن اليمن مقبرة الغزاة وأن الشعب اليمني لن يركع إلا لله وحده، ومع ذلك ستظل أيدينا ممدودة لأي حوار يفضي لوقف العدوان على بلادنا آخذين بالاعتبار أسوأ الاحتمالات التي قد تواجهنا في الحقل السياسي أو ميادين القتال، ولذا فشعارنا هو يد تحمل البندقية وأخرى تحمل غصن الزيتون، وليس لدينا خيار الا النصر والنصر فقط لأننا أصحاب حق ومظلومية عمدت بدماء الأطفال والنساء والشيوخ، وقد قال تعالى «أُذن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا وأن الله على نصرهم لقدير»، واعتقد أن عامين من العدوان كانت كافية لأن تصحو ضمائر العالم ليعلم أن الأموال السعودية مهما تعاظمت فهي أداة لقتل كل قيم السلام والتعايش والإخاء، وأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية التي تحلم بالعيش بسلام.. انظر الى ما يحدث اليوم في العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن وغيرها ستجد أن المال السعودي حاضراً بقوة يحرك آلة القتل والدمار الذي تحصد الملايين من اخواننا وأبنائنا بوحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
< يزعم المعتدون أن هذه الدماء تُسفك ثمناً لإعادة شرعية الفار هادي.. فعن أية شرعية يتحدثون وأنتم في قمة هرم السلطة؟
- الشرعية لا تُغتصب رغماً عن إرادة الشعوب ولا تأتي على ظهر دبابة المحتل الأجنبي، كما يحاول الفار هادي فعله وإنما تمنح من قبل الشعب والمؤسسات الدستورية، وإذا كنا قد أخطأنا حين منحنا ثقتنا لهادي في انتخابات صورية لمدة عامين، فقد انتهت العامان في 21 فبراير 2014م ومن بعد هذا التاريخ ظل هادي مغتصباًَ للسلطة بدعم من بعض الدول التي جندته لمهمة تدمير اليمن، وإذا عدنا للمادة السابعة والثامنة من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية سنجد أنها حددت فترة حكم هادي بعامين فقط كرئيس توافقي انتقالي.. الآن لم يعد هناك توافق عليه بعد أن استدعاء العدوان على الوطن، وكان على مجلس الأمن والعالم أن يتفهموا ذلك وأن يحترموا إرادة الشعب اليمني الذي اختار من يحكمه وخرج بالملايين في الساحات المختلفة رفضاً للفار هادي وتأييداً لشرعية المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني.
< ولكن الفار هادي يقول إنه يستند الى المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 والى مخرجات الحوار؟
- بكل أسف يبدو أن هادي ومن يسانده من دول العدوان لم يقرأوا المبادرة الخليجية جيداً، لأنها حددت فترة حكم هادي بعامين فقط، ثم أن الحديث عن المبادرة الخليجية أمر غير مقبول وغير منطقي في هذا الوقت بالذات لأنها سقطت عند أول طلعة جوية لطيران العدوان السعودي الإماراتي على بلادنا في 26 مارس 2015م.
وأصبحت دول الخليج معتدية على بلادنا ولم تعد دولاً وسيطة، ومن غير المنطق القبول بأن يكون القاضي هو الجلاد في الوقت نفسه، أما القرار 2216 فقد صدر بعد العدوان بعشرين يوماً ويدين العدوان ولم يسمح بالحصار براً وبحراً وجواً بل أكد على السيادة اليمنية وسلامة الأراضي وبالتالي أين السيادة التي حرص عليها القرار في ظل الاحتلال الإماراتي للعديد من المحافظات اليمنية مثل حضرموت وعدن ومأرب، وهل ممكن أن يتحدث أي شخص عن شرعية وهو من استجلب العدوان من كل أصقاع الأرض ليدمروا بلده ويقتلوا شعبه على طريقة شمشون الجبار أنا ومن بعدي الطوفان، ولذا فهادي ودول العدوان هم من انقلب على القرار وانتهكه واستغله بطريقة خاطئة غير شرعية، ومن هنا نقول للفار ومن معه: لقد انقلبتم على كل القوانين والمبادرات وليس من حقكم الحديث عن شرعية زائفة، وتتهمون الآخرين بالانقلابيين في الوقت الذي تؤكد الوقائع أن هادي والأحزاب التي معه هم الذين انقلبوا على اتفاق السلم والشراكة الموقع بين كل القوى والمكونات السياسية في 21 سبتمبر 2014م وعمد الاتفاق في الأمم المتحدة بقرار «2151» إن لم تَخُنّي الذاكرة.
< إذا كانت كثير من الدول لم تتفهم حقيقة ما يدور من عدوان.. فما جدوى استمرار الحوارات؟
- اعتقد أن الضبابية التي كانت سائدة في الموقف الدولي نتيجة التعتيم والتضليل الإعلامي من قبل دول العدوان وحلفائهم قد انتهت واتضحت الرؤية بشكل أفضل لاسيما بعد اعتراف السعودية بارتكابة مجزرة القاعة الكبرى بعد حملة إعلامية هائلة لطمس معالم جريمتها التي يعرّفها القانون الإنساني الدولي أنها جرم حرب، وإن كنا نشاهد ان سطوة المال السعودي المدنس مازال مهيمناً على كثير من دوائر صنع القرار في أمريكا والغرب عامة، ورغم ذلك نحن أصحاب حق ورسالة سلام ومحبة وتعايش ولن نكون يوماً أداة للعدوان أو قتال الا في حالة الدفاع عن النفس وتراب الوطن، ومن هذا المنطلق نرحب بأية دعوات للحوار والسلام باستمرار.
< وماذا عن مبادرة وزير خارجية أمريكا جون كيري.. هل مازالت قائمة؟
- نحن في المجلس السياسي الأعلى وأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام أكدنا مراراً أننا مع أية مبادرة لوقف العدوان وإنهاء الحصار على شعبنا، وقد اعتبرنا أن مبادرة كيري تعتبر أرضية للحوار والتفاوض وكنا نتمنى على مجلس الأمن ومبعوث الأمين العام أن يتخذوا موقفاً صارماً ضد هادي وجماعته، لأنهم رفضوا مبادرة كيري وخارطة ولد الشيخ وظلوا يتهربون بذرائع واهية لا تخدم أحداً إلا دول العدوان وهادي الذي يدرك أن أي اتفاق سيكون بوابة خروجه من المشهد السياسي لأنه واتباعه يعرفون أن الشعب اليمني يلفظ كل خائن وعميل، ولهذا نراهم لا يراهنون إلا على الحسم العسكري.
< في إحاطته الأخيرة الى مجلس الأمن قال اسماعيل ولد الشيخ أن مكون أنصار الله والمؤتمر الشعبي لم يقدموا تصوراً للحل.. ما حقيقة ذلك؟
- أولاً لسنا ملزمين بالرد عليه وإن كانت قد زلّت لسانه بقصد أو بدون قصد، فالواقع يؤكد عكس ما يدعيه.. من الرؤى سواء في حوارات «جنيف1-2»، والكويت، وقدمنا العديد من التنازلات وكنا قد أوشكنا على الاتفاق قبل عيد الفطر الماضي ولكن وفد الرياض تنكر لكل ما تم الاتفاق عليه وأصر على العودة للصفر، واسماعيل ولد الشيخ يعلم هذا جيداً، وعلى أي حال نحن ليس لدينا أي إشكالية في تقديم التصورات إذا كان ذلك يسهم في حل الأزمة، ولكن على الأمم المتحدة إدراك حجم المعاناة والظلم الذي يعانيه الشعب اليمني جراء الحصار، لذا عليهم أولاً أن يرفعوا الحظر الجوي على المطارات والموانئ ووقف الحرب والعدوان وإيقاف الدعم السخي للقاعدة وداعش من قبل السعودية وبعض دول الخليج لأن من غير المعقول أن يكون هناك حوار ونحن نشاهد الآلاف من اليمنيين يموتون جوعاً ومرضاً وقصفاً من البر والبحر والجو..
ثم بعد ذلك نبدأ بناء المؤسسات الرسمية من قمة هرم السلطة الى أدناها ثم نعود الى الشعب في انتخابات برلمانية يتحدد على ضوئها ترتيب بقية الأوراق وبناء البيت اليمني طبقاً للدستور، واعتقد أن العودة الى الشعب في إجراء الانتخابات هو تكريم لهذا الشعب الذي أثبت أنه أعرق وأعظم شعب على الأرض بصبره وأصالته وقوة إيمانه بعدالة قضيته رغم تخلّي العالم عن مناصرته بكلمة الحق.
< في حال تم الوصول الى اتفاق سياسي لوقف العدوان ومن ثم التوافق على تشكيل مؤسسة الرئاسة وحكومة لفترة انتقالية ويتم بعدها إجراء انتخابات بمشاركة كافة الأطراف بمن فيها التي في الخارج.. فما مصير المؤسسات القائمة؟
- أقول باختصار ووضوح إن المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني لم تغتصب السلطة كما هو حال الطرف الآخر الذي يسعى للوصول الى السلطة ولو على أشلاء الشعب.. المجلس السياسي والحكومة جاءا بإرادة شعبية عارمة عبرت عنها الملايين التي خرجت مؤيدة في ساحات الوطن، وبالتالي فقد جئنا في ظروف غاية في التعقيد من أجل خدمة الشعب وبرغيته، فإذا كانت مصلحة المواطنين تقتضي القبول بالشراكة مع الطرف الآخر فليس هناك مانع لأن المصلحة الوطنية أقدس من أية مصلحة شخصية أو حزبية أو مناصب، فكلنا خدام هذا الشعب..
< وما الذي حققه المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني للشعب خلال الفترة الماضية؟
- هذا السؤال كثيراً ما يتردد رغم قصر الفترة الزمنية التي عملنا فيها، ناهيك عن الأوضاع الاستثنائية التي تعاني منها بلادنا نتيجة العدوان والحصار وشحة الإمكانات.. هذه الأوضاع الصعبة جعلتنا نجدول المهام الموكلة لنا والمطلوبة حسب أولوياتها وأهميتها، فكان لابد أولاً من توحيد صفوفنا وجبهتنا الداخلية لمواجهة العدوان، فتم حشد الطاقات واستنهاض الهمم ورفد جبهات القتال بالرجال والعتاد والإمكانات اللازمة المتاحة وهذا الأمر لا يستهان به على الإطلاق، فاليمن تواجه حرباً ضروساً وعدواناً دولياً من البر والبحر والجو وبمختلف الأسلحة المتطورة، واعتقد أن كسر شوكة العدوان وإلحاق الهزائم به قد تحقق في كل الجبهات ومواقع الشرف.. الجانب الآخر الذي وضعناه ضمن أولوياتنا هو توفير احتياجات المواطن من الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وغيرها من المواد والخدمات،.
كما حافظنا على استمرار وانسيابية العملية التعليمية بكل مراحلها رغم القصف والعدوان الذي طال كثيراً من المرافق والمنشآت التعليمية.. أما الجانب السياسي والدبلوماسي فقد استطعنا أن نتواصل مع الكثير من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية ونقلنا حقيقة الأوضاع في بلادنا جراء العدوان، فتمكنا من لفت أنظار العالم واستقطاب دول وهيئات، وهناك رأي عام دولي يتشكل وفقاً لقناعات أوصلناها خلال فترة عمل المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني..
ولعلكم تدركون الاستياء الدولي من الفار هادي ومن معه، من دول العدوان جراء مما تمارسه بحق اليمن وشعبها، ولم تكن خطة أو مبادرة كيري التي اشترطت رحيل هادي المشهد السياسي إلا تعبيراً عن العزلة التي وصل اليها، ولهذا لجأ هادي ودول العدوان الى الحرب الاقتصادية على بلادنا ابتداءً بالحصار الجائر للموانئ والمطارات وسحب العملة الوطنية من الأسواق وضرب المصانع والمزارع، وما محاولة نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلا إحدى حلقات الحرب الاقتصادية التي يشنها هادي على الشعب اليمني.
وبالتالي هناك عمل مستمر للمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ رغم كل التحديات والعوائق، وهذا لا يعني أننا راضون عما قدمناه ولذا نحن الآن نبذل مزيداً من الجهود لتوفير رواتب الموظفين رغم كل الصعوبات ولو بتوفير بدائل أخرى وفق خيارات أصبحت متاحة وقيد التنفيذ في أقرب وقت بإذن الله تعالى.
< أشرت الى أن هناك تغييراً إيجابياً لصالح بلادنا جراء العدوان.. فأين تقف روسيا مما يجري؟
- موقف روسيا الاتحادية موقف جيد، وهذا ليس بغريب عليها، فهي تنحاز مع الدول الفقيرة والضعيفة منذ فترة حكم الاتحاد السوفييتي وحتى الآن، وهذا ليس من فراغ بل يأتي نتيجة إرث حضاري إنساني سارت عليه روسيا، فكان التعامل الروسي الخارجي انعكاساً للسياسة الداخلية، ولهذا الإرث الحضاري الذي يجعله عندما يسعى لتحقيق مصالحه لا يتعدى على مصالح الآخرين لاسيما الدول الصغيرة، ولهذا وقف الاتحاد السوفييتي مع كافة حركات التحرر في الوطن العربي والعالم الثالث ضد الاستعمار الغربي، ومن هذا المنطلق نحن نتطلع من روسيا الاتحادية لموقف أكثر صرامة ومساندة لوقف العدوان وفك الحصار المفروض علينا منذ ما يقارب العامين، كما نتطلع أن تعمل كل ما بوسعها لإصلاح وإزالة الاعوجاج الذي تعاني منه منظمة الأمم المتحدة فتربطنا بروسيا علاقات صداقة منذ القدم وهي علاقة احترام متبادل ومصالح مشتركة سنعمل على تعزيزها مستقبلاً وكما وقفت روسيا بكل ثقلها السياسي والعسكري مع الجمهورية العربية السورية لابد أن يكون لها موقف مشابه في رفع الظلم عن بلادنا خاصة وأن المعتدي على سوريا هو نفسه المعتدي على اليمن.
< هل تعتقد أن وصول الرئيس الأمريكي الجديد ترامب الى البيت الأبيض سيغير من اسلوب تعاطي أمريكا مع الأزمة اليمنية خاصة والعربية بشكل عام؟
- معلوم أن السياسة الأمريكية لا تتغير كثيراً بتغير الرؤساء لأنها تسير وفقاً لاتجاه البحث عن المصالح بكل تجرد بعيداً عن الجانب الإنساني أو الأخلاقي.. سياسة أمريكا لا يمكن أن ترتكب حماقة محاولة الخروج عن هيمنة وإدارة اللوبي الصهيوني المتجذر في مفاصل صنع القرار للبيت الأبيض حتى وآن تعثر هذا الرئيس أو ذاك الا في حدود ضيقة جداً، وبالتالي نحن لا نعول على مجيئ ترامب أو غيره بقدر ما نعول على الشعب اليمني ثم على الجيش واللجان الشعبية، وبالتالي علينا أن نعزز من التلاحم الداخلي ونحرص على عدم السماح بالتدخل في شؤوننا الداخلية ولا نحاول أيضاًَ التدخل في شؤون الغير لأننا نؤمن بقيم التعايش والاحترام المتبادل بين شعوب العالم.
< تحدثت عن تعزيز الجبهة الداخلية في الوقت الذي يقال إن هناك تصدعاً في جدار تحالف المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله.. فيما حقيقة ما يشاع؟
- هذا شيء غير صحيح ويأتي من قبل الطابور الخامس الذي يعمل على إيجاد شرخ في جدار التحالف وإن كان هناك خلاف أو اختلاف فهو كما قال الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى حول من الذي سوف يسبق الآخر في الوصول الى جبهات القتال لمواجهة العدوان وأدواته، وفي هذا الإطار يمكن الحديث عن اختلاف، فأنت ترى أن واحداً زائد تسعة يساوي عشرة، وأنا أرى أن خمسة زائد خمسة يساوي عشرة، فكلانا على حق ولكن الاختلاف في كيفية واسلوب التعاطي مع هذه المسألة..
إذاً أقول: على وسائل الإعلام وكل أبناء الوطن أن يترفعوا عن الصغائر وأن يدركوا أن اليمن وطن الجميع ولابد أن نعمل على ردم أية هوة أو خلاف خاصة ونحن نواجه عدواناً لا يحمل أية قيمة من قيم الإنسانية.. وعلى الإعلام الرسمي أن يتعاطى مع القضايا الوطنية من منظور شامل ولا يتبع هذا الطرف أو ذاك، أما الإعلام الحزبي أو الأهلي فعليه مسؤولية كيف يجسد حب الوطن ومواجهة العدوان، وليكن معيارنا وشعارنا الوطن أولاً، والشخص الذي يرى نفسه غير قادر على تجسيد هذا المفهوم فغيره سيقوم بمهمة الدفاع عن الوطن بالكلمة الحرة الشريفة التي تجمع ولا تفرق .. الكلمة التي تضمد الجراح ولا تنكئها.
< برأيكم.. لماذا اختار الفار هادي هذا التوقيت لنقل مجلس النواب الى عدن؟
- إقدام الفار على إجراء نقل مجلس النواب إلى عدن أراد من خلاله أن يعيق أي تقدم أمام التسوية السياسية السلمية والجهود التي تُبذل لتطبيع الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن.
أما دستورياً فالقرار باطل وهو تصرف منعدم دستورياً وقانونياً لأن أحكام دستور الجمهورية اليمنية ولائحة مجلس النواب تتعارض مع ذلك التصرف تماماً، والدستور لايزال المرجعية الأهم التي هي محل إجماع وطني بعد أن استفتي عليه من الشعب اليمني.
وفي ذات الوقت نطالب الأمم المتحدة وأمينها العام والمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ بأن يتخذوا موقفاً واضحاً تجاه هذا الفعل الذي يخالف تشريعاتنا الوطنية، وأن يسجلوا موقفاً بعيداً عن أية حسابات ولو لمرة واحدة.
< صدر مؤخراً قرار العفو العام الى أي مدى تمت الاستفادة منه من قبل المغرر بهم؟
- قرار العفو العام خطوة مهمة في توحيد الجبهة الداخلية وتعزيز التلاحم الوطني وتطمين المغرر بهم من قبل العدوان ومرتزقته.. ولا ننسى أننا أبناء وطن واحد وعلينا القبول ببعضنا مهما تباينت المواقف أو اختلفنا في فترة من الفترات.
ولقد قمنا بإصدار قرارات بإنشاء لجنة العفو العام ولجان فرعية في العديد من المحافظات وعملت بشكل إيجابي وتم التواصل مع بعض المغرر بهم واستقبال طلبات للاستفادة من القرار، وهناك مؤشرات جيدة تؤكد أن العفو العام كان خطوة في الطريق الصحيح لإعادة الثقة لمن أخطأ وأراد العودة الى الوطن سواء ممن هم خارج الوطن أو في الداخل.. وقد كان للجان الفرعية في المحافظات نشاط متميز في الإفراج عن السجناء الذين تنطبق عليهم المعايير واستفادوا من القرار، ولذا لابد أن نفعل من عملية التواصل مع من يريد الاستفادة من القرار وهي دعوة من خلال هذه الصحيفة المتميزة نوجهها للجميع للاستفادة من القرار والعودة وسيجدون كل الرعاية.
< لاحظنا نزول عدد من أعضاء المجلس السياسي والحكومة الى جبهات القتال.. ما مدى تأثير ذلك على معنويات المقاتلين؟
- سأكون معك واقعياً وندع الحقيقة هي التي تتحدث في هذا الأمر وهي كلمة يجب أن نسجلها ليعرفها العالم أن رجال الرجال في مواقع الشرف والبطولة على كل الجبهات قد أوجدوا استراتيجيات وخطط قتالية فريدة لم تكن قد عرفتها العلوم العسكرية، أما عملية بث روح الحماس في نفوس المقاتلين، فالعكس هو الصحيح فكلما نزلنا الى الجبهات نعود وقد ارتفعت معنوياتنا بشكل لم نكن نتوقعه خاصة عندما نشاهد ذلك الصمود الاسطوري لرجال الرجال من الجيش واللجان الشعبية على مختلف الجبهات، ولا ننسى دور القبائل من أبناء صنعاء وبقية المحافظات التي تشارك بدعم المقاتلين بالمال والسلاح والرجال، ولولا الزخم الشعبي والجماهيري للقبائل في ترسيخ عملية الصمود والمواجهة لما وقف العالم بكل إجلال وإكبار للشعب اليمني الصامد في مواجهة عدوان دولي غاشم.
< يدعي العدوان أنه سيطر على بعض السواحل اليمنية في ذوباب وباب المندب ومدينة المخا.. ما حقيقة ذلك؟
- هذه المزاعم يرددها إعلام العدوان وهي عبارة عن أحلام يقظة، أما على الأرض فانتصارات الجيش واللجان الشعبية والقبائل هي التي تتحدث عن نفسها، ولم يجن العدوان ومرتزقته الا الهزائم والخسارة في الأرواح والعتاد، وحصدنا الانتصارات المتلاحقة بعون من الله ونصره.
< ما دوافع العدوان من وراء محاولة احتلال مينائي المخا والحديدة؟
- لقد انتهج العدوان السعودي ومرتزقته سياسة العقاب الجماعي للشعب اليمني، ولذلك يسعى الى إطباق وفرض السيطرة على الموانئ لكي يمنع وصول الأغذية والأدوية وأي إيرادات تدخل للخزينة العامة للدولة ولكنه نسي أو تناسى أن الشعب اليمني قادر على المواجهة الانتصار حتى في أصعب الظروف.
< وماذا عن جبهة نهم التي يدَّعون أنهم قد اقتحموها وسيطروا عليها؟
- منذ أكثر من عام ونصف وهم يقولون إنهم دخلوا نهم وهدفهم من وراء ذلك رفع معنوياتهم قواتهم المنهزمة.. متناسين أن حبل الكذب قصير وما يصح إلا الصحيح، وكلما كذبوا أُصيبوا بالإحباط وكان كذبهم وبالاً عليهم وجرهم الى التقهقر والانهزام.. وأثق ومن خلالكم الشعب اليمني أن النصر حليفنا بإذن الله.. ولابد من الإشارة الى أن ادعاءهم الاقتراب من مطار صنعاء إنما لكي يقولوا للعالم إن فتح المطار أصبح غير ممكن نتيجة المعارك التي تدور في محيطه، وتناسوا أن العالم يعرف زيف ادعائهم وأنهم لا يجنون إلا الخسران المبين.
< كلمة أخيرة تودون قولها؟
- إن كان لديّ من كلمة فهي تحية تقدير واعتزاز وإكبار للقائدين العظيمين الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام والى السيد عبدالملك الحوثي قائد وزعيم أنصار الله على مواقفهما الوطنية الصادقة وعلى ما يقدمانه للوطن من جهود مخلصة في مواجهة العدوان الغادر.. كما أشكر كل الشرفاء في جبهات البطولة والشرف من أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية ذوداً عن الوطن ويلقنون الغزاة والمعتدين والمحتلين الجدد والذين يحاولون تدنيس تراب الوطن دروساً مرة، تؤكد أن اليمن ستظل طاهرة من كل رجس أو خبث كما قال تعالى:
«بلدة طيبة ورب غفور».كما أن على كل القوى السياسية التي تواجه العدوان الابتعاد عن المماحكات السياسية وتعمل على تعزيز قيم الشراكة الوطنية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|