الميثاق نت -
أكد رئيس الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الدكتور إسماعيل الجند ان الحمم البركانية التي انفجرت في جزيرة جبل الطير على ساحل البحر الأحمر الأحد الماضي بدأت تتلاشى تدريجياً في طريقها إلى الخمود بصورة نهائية . وقال الجند لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) ان ثورة البركان الذي انفجر في جزيرة جبل الطير بدأت بالانخفاض تدريجياً ، وتلاشت الحمم البركانية من السماء وخفت أعمدة الدخان التي تصاعدت بعد الانفجار بصورة كبيرة في طريقها للانتهاء بشكل نهائي . وأضاف انه " لا توجد مخاوف في امتداد أنشطة بركانية في الجزر اليمنية القريبة من جزيرة جبل الطير" . وأشار إلى انه يتواجد حالياً فريق فني متخصص من خبراء وأكاديميين في مجال الفيزياء والكيمياء البحرية والبيئية والأحياء والأسماك البحرية مع محطات حقلية للرصد الزلازلي في الجزر اليمنية القريبة من الجزيرة التي وقع فيها البركان بهدف مراقبة النشاط البركاني في جزيرة جبل الطير .. منوهاً بأن عمل الفريق الفني يهدف إلى تقييم الأثر البيئي والأضرار التي ألحقها بركان جبل الطير بالبيئة البحرية ودراسة التأثيرات الميتافيزيقية للحمم البركانية على الحياة البحرية . وكان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد وجه بتشكيل فريق فني برئاسة وزير النفط والمعادن خالد محفوظ بحاح وعضوية كل من رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الدكتور إسماعيل ناصر الجند، وأستاذ الجيولوجيا والبراكين بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبد الباري القدسي وخبير البراكين والمعادن الدكتور محمد علي متاش المستشار العلمي لهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية . وكشف التقرير الأولي للفريق الفني المشكل عقب الانفجار البركاني في جزيرة جبل الطير على ساحل البحر الاحمر عن وجود بعض المؤشرات أن مثل هذا البركان قد يكشف عن احتمالات وجود ثروات طبيعية بالجزيرة والمياه المغمورة المجاورة لها . وأوضح التقرير الذي جاء عقب زيارة ميدانية للفريق الفني لموقع الانفجار البركاني من الجو في جبل الطير في البحر الأحمر والواقع على بعد 100 كيلو متر إلى الشمال الغربي من مدينة الحديدة انه تم رصد أشارات زلزالية ( بحسب تقارير مركز الرصد الزلزالي بذمار) بتاريخ 22 سبتمبر المنصرم وقد أستمر هذا النشاط إلى يوم إنطلاق النشاط البركاني، ولم يكن متوقعاً أن يتزامن النشاطين في وقت واحد لاسيما أن منطقة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن تقعان ضمن الخط الزلزالي - والحزام البركاني الدوليين . وأشار التقرير الى ان النشاط البركاني لجبل الطير تقدر مساحته بحوالي 10 كيلو متر مربع وتمثل بالمقذوفات البركانية الحية المتمثلة بالجسم البركاني ( تدفق حمم ومقذوفات بركانية ذات لون أسود رمادي) ، كما تنبثق الحمم البركانية من أعلى الجبل وبارتفاع يقدر بـ 230 مترا تقريبا وبإنسياب يصل إلى البحر قاطعا مسافة تقدر بحوالي كيلو متر واحد، فيما تنساب الحمم البركانية من الجزء الشمالي الشرقي للشق القاطع للجبل بأتجاه شرق - شمال شرق , غرب - جنوب غرب , كما لوحظ وجود فوهات بركانية ( حمم بركانية نارية ممزوجة بصخور مكسرة) في الجزء الشمالي الغربي وفي الجزء الجنوبي من الشريط الساحلي للجزيرة . وقال التقرير انه لوحظ وجود العديد من بؤر النشاط البركاني التي ما زالت تطلق أدخنة بيضاء والتي قد تمثل أبخرة حارة ( الفوهة البركانية التي من خلالها تخرج الغازات والأبخرة البيضاء المصحوبة بغاز ثاني أكسيد الكربون ) بينما تتصاعد أبخرة من جوارها وهي ذات لون رمادي إلى بني والتي تدل على أنها غنية بغازات ثاني أكسيد الكربون . وأَضاف ان الفرق بين النشاط البركاني الحالي وما سبقه من أنشطة في الأزمنة الجيولوجية هو أن النشاط الحالي يتمثل بانسياب الحمم البركانية التي لم تصاحبها إنفجارات شديدة والتي يتكون على أثرها صخور الفتات البركاني بفعل وجود الغازات المحبوسة حيث تمثلت الحمم الحالية بحمم صخور البازلت ذات اللون الداكن . كما أظهر التقرير الأولي أن أخر نشاط لهذا الجبل كان في القرن التاسع عشر متزامناً مع بركان كارا كاتو العظيم في اندونيسيا ، كما أتضح أن النشاط البركاني الحالي لجبل الطير يمثل واحد من أنشطة خاصرة جنوب وسط البحر الأحمر . وأشار التقرير الى أن النشاط البركاني الحالي لجبل الطير ينبعث من شقوق ذات اتجاه شرق - شمال شرق ,غرب - جنوب غرب , والذي يمثل تقريباً محوراً عمودياً لخاصرة المحيط المصغرة ذات اتجاه شمال - شمال غرب ، فيما تبين أن التركيب الصخري لجزيرة جبل الطير بالإضافة إلى الانبثاقات المتعاقبة والتي كان أخرها النشاط الحالي جميعها تدل على أن هذه الجبل هو واحد من أحدث براكين اليمن . وأكد أن جزيرة جبل الطير والمقدر قطرها بحوالي 3 كيلومترات قد أحيطت من جراء النشاط البركاني الحالي بدائرة من المياه المتغيره قطرها حوالي 6 كيلومترات .