أحمد الزبيري - مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» الميكافيللي تمارسه جماعة الاخوان المسلمين بانتهازية تفوقت في تطبيقاتها له على أكثر الشخصيات والتنظيمات والحركات السياسية ابتذالاً ليصل الأمر الى الاستعانة بالشيطان للوصول الى غايتها.. بهذه الدلالة والمعنى يعد فرع تنظيم الاخوان في اليمن الاسوأ في هذا المنحى..
لا نحتاج الى سرد قصص قدرة حزب الاصلاح على تغيير وسائله لبلوغ غاياته العبثية المدمرة للأوطان والشعوب وبأساليب منحلة ومتجردة من أية مبادئ أو قيم عدا مبدأ التكفير الإرهابي والغاية تبرر الوسيلة.
لن نتحدث عن انتقالهم من حالة العداء الفاجر للاشتراكيين الشيوعيين الملاحدة -حسب التعبير الاخواني- الى التحالف وكذلك مع الناصريين والبعثيين والقوميين العلمانيين الكفرة ايضاً -حسب تعبيراتهم- بل سنتحدث عن الدنبوع وبن دغر وبن عرب وباسندوة وأمثالهم ممن كانوا محسوبين على المؤتمر الشعبي العام الذين يشاركون الاخوان التآمر والانتهازية السياسية اللاأخلاقية..
طبعاً هناك استخدام واستفادة متبادلة.. بطبيعة الحال هناك فرق بين أن تحقق غايات سياسية ومادية آنية مؤقتة وبين استخدامك لأنك محسوب على تنظيم وطني يمني تنتمي مناطقياً للمحافظات الجنوبية لتنفيذ مخططات حركة الاخوان في اليمن دون أن تُحسب على الاخوان، وبالتالي تحويلك الى دمية وإمعة تابع تحرَّك وفقاً لمشيئة حزب الاصلاح والقوى الاقليمية والدولية ضد وطنك وشعبك.. الدنبوع وبن دغر وباسندوة.. و.. و.. الخ، وقبل هذا وبعده ضد حزبك الذي احتضنك واعطاك المكانة السياسية الوطنية التي هي القيمة التي من أجلها تم استقطابك للاستخدام من قِبل جماعة الاخوان أو من يقف وراءهم من القوى الخارجية المعادية والحاقدة على بلادنا والتي اتخذتك ذريعة لعدوانها وتدميرها لليمن وحصاره وإبادة شعبه.. ولا يسعنا هنا إلاّ القول إن الدمية مهما بلغت من شأن تظل تُحرَّك بأيادٍ خارجية، فهي كائن أراجوازي خُلق لما أُهل له.. والدنبوع وبن دغر وُجدوا ليكونوا دُمى بيد الأخوان وحميد الأحمر.
الأمر لا يقتصر على الدنبوع وبن دغر والصف الطويل من الجنوبيين وإنما تنطبق تلك الخصائص الارتزاقية الخيانية على صف أطول من الشماليين إن لم يكن صفوف محسوبة على المؤتمر الشعبي العام وأحزاب الاشتراكي والناصري والبعثي واستطاع هؤلاء أن يصلوا الى قمة هرم أحزابهم اعتماداً على مبدأ الانتهازية المكافيللية السياسية وعلى رأسهم علي محسن والعليمي وجباري والعتواني والمقدشي وبقية أولاد الأحمر وأمثالهم لا حصر لهم من المحافظات الشمالية.. فمثلما الوطنيون يشكلون الغالبية العظمى من أبناء الشمال والجنوب، كذلك القلة من رموز الخيانة والارتزاق هم أيضاً من الشمال والجنوب، وايراد التصنيف الجهوي فقط للتدليل على لا مبدئية ولا وطنية حركة الاخوان المسلمين وانتهازيتها وانحطاطها.
خلاصة الموضوع اذا ما استثنينا الدنبوع بحكم تربيته الاستخباراتية التي تتحكم بسلوكه فإن البقية من الشمال والجنوب باعوا أنفسهم ومكانتهم وخانوا مواثيقهم وعهودهم وارتحلوا الى أحضان التنظيم الاخواني الخياني الإرهابي مقابل ثمن بخس، ورغم ذلك فإن المؤتمر الشعبي لم ولن يمثل أولئك خسارة له بل مكسباً كونه تطهَّر ممن دنسوا صفحته الوطنية السياسية الناصعة البياض.
ويبقى السؤال الذي يتلخص في: لماذا لم يذرف البعض دموعهم على عشرات الآلاف من ضحايا طائرات العدوان السعودي الوحشي من المدنيين الأبرياء والتي مزَّقتهم بصواريخها وقنابلها المحرمة دولياً ومعظمهم من الاطفال والنساء.. أين ذهبت عاطفتهم الجياشة؟ أم أن الدموع التي يذرفونها ليست إلاّ دموع التماسيح الاخوانية.. فإذا كان الوضيع قد بلغ هذا المستوى من الانحطاط والاجرام، فوضاعة الآخرين ليست أقل منه وفقاً لكل الحسابات.
|