خالد مطهر جبرة - خيوط المؤامرة لإسقاط اليمن بدأت مع نكبة 11 فبراير 2011م وإلى يومنا هذا مازالت تنفذ مرحلة تلو الأخرى.. وسنتناول هنا المؤامرة التي حيكت ضد دفاعنا الجوي فقد يتبادر لذهن أحدنا لِمَ قواتنا الجوية لم تصمد حتى أيام مثل صمود رجال الله في الميدان الذين أذاقوا العدو صنوفاً من العذاب ؟
وللإجابة على ذلك علينا أن نعود بالذاكرة قليلاً للوراء فقد مرت على بلادنا أحداث وكأنها عرضية أو وليدة الساعة ويغفل البعض عن ربطها ببعض ليتجلى لنا الغموض الذي يكتنفها والحبكة التي أعدت لها بتدرج ليسهل على الناس نسيانها..
لا ولن ننسى تلك الأحداث المتوالية ومن ذلك:
- مطالبة المتآمرين في ساحات التغرير بهيكلة الجيش والتشكيك بولائه ونعتهم الحرس الجمهوري بالعائلي وغيرها من الشعارات..
معظم من نزل الساحات لم يدركوا حينها المعنى الحقيقي لهيكلة الجيش، إلا أنه هدف رسم لهم وأملوه عليهم من دول العدوان ليتسنى لهم تفكيك الجيش عامة الجوي والبحري والبري وإضعافه وإنهاك قواه..
- خوض دور المناهض للنظام والزج بمجاميع كبيرة من الدفاع الجوي في فوضى 2011م فيما سمي بالربيع العربي وكان الزج بالجوية مدروساً مع أن الجيش والأمن في كل العالم مستقل وعلى الحيدة لأنه الضامن لأمن البلاد وحمايته والذود عن أرضه من أي معتدٍ وغازٍ..
- التخلص من الذين كانوا رافضين ومناهضين للزج بالمؤسسة العسكرية عموماً والجوية على وجه الخصوص في أتون الصراعات الحزبية، فالكل سمع بالتفجيرات الإرهابية التي طالت حافلات ضباط وصف وجنود الجوية جوار المستشفى الألماني وفي أماكن أخرى.. من عجزوا عن تصفيتهم بشكل جماعي بذلك التفجير لجأوا إلى الاغتيالات الفردية الممنهجة من على الدراجات النارية لعدد من قادة وضباط الجوية..
- ثم تفاجأنا بمسلسل الخلل الفني لإسقاط الطائرات الحربية، فالعشرات منها أُسقطت خلال فترة وجيزة بتنسيق تحالف العدوان مع هادي وعدد من مهندسي الطيران الحربي الذين بدورهم تخلصوا من كبار الطيارين وأشرفهم وأخلصهم للوطن، كما تخلصوا من عدد كبير من طائرات الميج والإف 16 وغيرها..
كنا نتساءل حينها 33 عاماً حكمها الزعيم الصالح لم تسقط طائرة فكيف بها تتساقط طائرة تلو الأخرى كأوراق التوت ؟!!
لم نعلم أن ما يحدث كان ضمن أجندة واستهداف ممنهج لصقور الجو وطائراتهم لولا أن الزمن تكفل بكشف الحقيقة .
- تبع ذلك قرار عزل قائد القوات الجوية وعدد كبير من القادة داخل ألوية الدفاع الجوي لكي يتسنى لهادي والعملاء القيام بتنفيذ ما هو مناط بهم في سيناريو المؤامرة..
- وإمعاناً من (هادي) ومعاونيه في إضعاف مؤسسة الدفاع الجوي قام بتفكيك المنظومة الصاروخية للدفاع الجوي وعلى رأسها الصواريخ المضادة للطيران وغيرها والكل سمع بذلك حينها!! دون تعليق أو حتى رد لما تم تداوله آنذاك عن التفكيك -دواعيه وأسبابه .
- وبعد هذه الخطوات التآمرية لإضعاف القوة الجوية وتفكيكها قامت في 26 مارس 2015م مئات الأسراب من طائرات تحالف العدوان بالقضاء على ما تبقى من تلك المنظومة الصاروخية واللادارات والطائرات الحربية والمدنية وقصفت المطارات والموانئ في وقت واحد حتى لا تتمكن القوة الجوية من الدفاع عن نفسها..
كان ذلك لا يتطلب جهداً كبيراً من قبل تحالف العدوان لأن هادي وعصابته من العملاء والمرتزقة قد هيأوا أرضية مواتية لتحالف العدوان فقد قام مع بقية المرتزقة بارتكاب الخيانة العظمى وبما هو مكلف به ضد بلده حيث تعمد القضاء على تلك القوة مما مكن الأعداء من امتلاك وانتهاك أجوائنا وسيادة بلدنا.
ومنذ عامين والعدوان يقصف اليمن - أرضاً وإنساناً- بأحدث الأسلحة والصواريخ والقنابل العنقودية والهيدروجينية والنيترونية المحرمة دولياً.. يقصفون المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ودور العجزة والمسنين..
قصفت صالات الأعراس والمناسبات وقاعات العزاء والأسواق والمستشفيات والمدارس والمنازل..
قرابة عامين واليمنيون ينتشلون أجساد أبنائهم من بين ركام الأنقاض وأشلاء أطفالهم تتناثر بين أرصفة الشوارع وفوق مقاعد الدراسة وآلات التدريب وفي المعاهد المهنية وجدران وأسرَّة المشافي وفي الأسواق العامة..
قرابة عامين ومصانع الألبان والأغذية وصوامع الغلال ومزارع الدواجن تفصف وتحرق - بصواريخ تحالف الشر - وأجساد العاملين تتفحم بين ممرات تلك المصانع..
لعامين ومؤسساتنا وجسورنا ومنشآتنا وطرقنا ومطاراتنا وموانئنا تقصف وتدمر..
كل تلك الجرائم وحرب الإبادة التي تُمارس ضد شعبنا دون سبب تنم عن مؤامرة مدبرة وبإحكام ومع سبق الإصرار والترصد وفيها من الحقد والتضليل والغطرسة ما فيها.. إنه إرهاب دولي ممنهج ضد شعب مسالم وحضاري وتتم محاصرته وتجويعه ومحاولة تركيعه بشتى الوسائل والطرق والأساليب القذرة والتي تجردت عن كل القيم والأخلاق..
لكن عليهم أن يعلموا أن ثمة شعباً لايقبل الخنوع ولديه من الأنفة والعزة والكرامة والإباء ما يمكّنه من الصمود والانتصار على اعدائه.
|