كلمة الميثاق - الحرص الذي يبديه دوماً المؤتمر الشعبي العام بكافة قياداته وقواعده وأنصاره وحلفائه على وحدة الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان السعودي الوحشي الغاشم وتحالفه الإجرامي البغيض، إنما ينطلق من وعي وإدراك عميق لخطورة المرحلة ودقتها وحساسيتها التي وضعت اليمن وطناً وشعباً أمام طريقين لا ثالث لهما.. فإما أن يتوحد جميع أبنائه ويهبوا للدفاع عن وجودهم -تاريخاً وحضارة، حاضراً ومستقبلاً - ليعيشوا أحراراً أعزاء في وطن مستقل يمتلكون فيه قرارهم ويصنعون مصيرهم بإرادتهم دون تدخلات خارجية أو وصاية من أحد، وإما تَرْك الأهواء والنزعات والنعرات المريضة والمصالح الأنانية الضيقة تتغلب عليهم وهو ما أراده النظام السعودي وعمل عليه منذ أمد بعيد ويريد عبر أدواته -من العملاء والمرتزقة والتنظيمات الإرهابية- استثمارها لتدمير اليمن وإبادة اليمنيين وضرب وحدتهم الوطنية وتمزيق نسيجهم الاجتماعي وتشظيتهم الى كيانات ضعيفة ومتناحرة في حربه العدوانية القذرة والشاملة المستمرة والتي تقترب من عامها الثالث.. خلالها قال اليمانيون كلمتهم «نكون أولا نكون».
مما سبق نخلص الى حقيقة لطالما دعا إليها المؤتمر الشعبي العام وجسدها في أبياته وبرنامجه السياسي وهي أن الوطن مِلْك لكل أدبياته وعليهم حل قضاياهم ومشاكلهم عبر الحوار المبني على التفاهم والتسامح المنطلق من الثوابت الوطنية، الأمر الذي مكَّن المؤتمر بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية الأسبق- من اتخاذ المواقف المبدئية المعبرة عن مصالح اليمن العليا مهما كانت صعوبات الظروف وحجم التحديات والمخاطر.
هذا هو سياق ثبات موقفه المبدئي ضد العدوان السعودي وتحالفه.. وكذا موقفه تجاه مبدأ الحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة تفعيلها ورفض أي تدخلات في عملها، وكذلك دعوته الى وجوب ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي الرسمي المقاوم للعدوان الباغي، والمعبّر عن مختلف القوى الوطنية المتصدية للعدوان ووفقاً للدستور والقانون الذي بتطبيقه -بكل تأكيد- سينأى بها عن المكايدات والمهاترات التي بدون شك تؤثر على وحدة الصف الوطني الذي على صخرته الصلدة سوف تتحطم المؤامرات وتسقط الرهانات ويُهزم تحالف الشر، ويثمر الصمود والثبات الاسطوري لشعبنا وجيشه ولجانه الشعبية ومتطوعي قبائله نصراً تاريخياً لشعبٍ عظيم.
|