حسين علي الخلقي - في الوقت الذي كانت دماؤه تنزف، ودماء رفاقه في قيادة الدولة والحكومة وبرغم آلامهم القوية والحروق الموجعة وجروحهم العميقة النازفة جراء استهدافهم أثناء سجودهم آمنين مطمئنين بين يدي الملك الجليل في صلاة أول جمعة من شهر رجب الحرام، فتم تنفيذ هذة الجريمة الإرهابية الغادرة الجبانة المتمثلة بتفجير مسجد دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء في 3-6-2011م، الا انه وبرغم ذلك الألم والجراح ازداد (رئيس الجمهورية آن ذاك) الزعيم علي عبدالله صالح ، رئيس المؤتمر الشعبي العام، حرصاً واصراراً على حقن الدم اليمني والحفاظ على الوطن، فأصدر توجيهات صارمة بمنع أي فعل يؤدي الى إراقة دماء اليمنيين بل وأجرى اتصالاً هاتفياً بقائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح طمأنة فيه على صحته، وقال له بالحرف الواحد : الحمدلله نحن بخير، حافظوا على الأمن والاستقرار في البلاد ولاتنجروا الى أي رد فعل، فيما كان خصومه فور تنفيذ هذه الجريمة ومع صوت الانفجار في مسجد دار الرئاسة يصفون هذه الجريمة بالبشرى السارة قاطعين خطبة صلاة الجمعة ليغنوا ويرقصوا في شارع الستين وينحروا المواشي والكباش، فرحين مهللين مكبرين بقتل الأنفس البريئة الواقفة في صلاتها بين يدي الله خاشعة مطمئنة.. كان هذا اثناء مؤامرة الربيع العبري التي استهدفت اليمن ضمن عدد من الدول العربية وبسبب فشل الساحاتيين في تحقيق اهداف مؤامرة الربيع العبري منذ نصب خيامهم في جولة الجامعة قبل 4 اشهر من تنفيذ هذه الجريمة، وبسبب بقاء الأغلبية العظمى من أبناء الشعب اليمني مع استمرار الرئيس الشرعي المنتخب في منصبه وأن يتم التداول السلمي للسلطة عبر الديمقراطية وصناديق الانتخابات وليس عبر الفوضى، حيث كان السواد الأعظم من أبناء اليمن يحتشدون كل يوم جمعة في أكبر ميدان في اليمن وهو ميدان السبعين بالإضافة للحشود الغفيرة التي كانت تحتشد في عواصم المحافظات دعماً للشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح..
لكن وبرغم وقوف الاغلبية الجماهيرية معه وبرغم شرعيته الدستورية استمر الزعيم علي عبدالله صالح يقدم المبادرات والتنازلات من أجل الحفاظ على الوطن وعدم انزلاقه للصراعات والفوضى..
واستمر يدعو خصومه الى الحوار، كون الوطن يتسع للجميع، وحذر الزعيم علي عبدالله صالح من أهداف مؤامرة الربيع العبري 2011م بأنها تسعى للقضاء على الدولة والثوابت الوطنية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، وانها مؤامرة صهيونية خبيثة تدار من أمريكا وفقاً لمخططات الغرف المغلقة في تل ابيب..حذر الزعيم من استهداف مؤامرة الربيع العبري لسيادة اليمن واستقلاله، والجيش اليمني واسلحته، تسعى لخلق الصراعات بين اليمنيين، واشعال الحروب الأهلية المناطقية والمذهبية بين اليمنيين.. مؤامرة تسعى لتفتيت اليمن وتسليمها لقمة سائغة للجماعات الإرهابية..اليوم هانحن بعد ست سنوات عجاف شهدتها اليمن بسبب مؤامرة الربيع العبري والعدوان السعودي الذي يعد امتداداً لهذه المؤامرة القذرة..
في الـ27 من فبراير 2012م قام الرئيس اليمني الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح، بتسليم السلطة طواعية وسلمياً وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي صاغ بنودها وبموجب الاتخابات الرئاسية المبكرة التوافقية لمدة عامين فقط (2012-2014م)..
لكن الرئيس التوافقي عبدربه هادي، لم يلتزم بالمبادرة الخليجية، ولم يجر الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد 21-2-2014م وفقاً للمبادرة الخليجية، وذلك لجر اليمن الى الفراغ الدستوري لاستكمال تنفيذ أهداف مؤامرة الربيع العبري التي عجز عن تنفيذها لذلك قام تحالف العدوان السعودي في 26-3-2015م، بشن عدوانه الغاشم وحصاره الظالم على اليمن لتنفيذ بقية أهداف الربيع العبري..
السؤال هنا لماذا يعتبر يوم الـ27 من فبراير 2012م، من أبرز الشواهد على وطنية الزعيم علي عبدالله صالح وحكمته وشجاعته وحنكته؟
لأن الزعيم علي عبدالله صالح لم يتمسك بحقه الشرعي الدستوري في منصب رئيس الجمهورية، حيث تم انتخابه في انتخابات حرة ونزيهة تنافسية وبمراقبة محلية ودولية، للفترة (2006-2013م)، لكنه سلم السلطة رغم امتلاكة الأغلبية من أبناء الشعب اليمني، وقدم العديد من المبادرات للحفاظ على الوطن، لكن وبسبب تعنت قيادة مؤامرة الربيع العبري رفضوا كل المبادرات لأنهم مسلوبو القرار حيث كانوا مجرد ادوات لتنفيذ مؤامرة الربيع العبري الذي خططت له المخابرات الصهيونية والامريكية والبريطانية والتركية ومولته دول الخليج.ففي صباح يوم الـ27 فبراير 2012م وقف الزعيم علي عبدالله صالح شامخاً في دار الرئاسة وسط حضور دولي واقليمي ومحلي مقبلاً علم الجمهورية اليمنية، معلناً نقل السلطة للرئيس التوافقي عبدربه هادي الذي نقض العهد وخان الأمانة ونكث باليمين الدستورية وباع الوطن وتاجر بدماء شعبه واصبح أداة بيد تحالف الشر السعودي لتبرير العدوان على بلادنا تحت مزاعم الشرعية الزائفة التي انتهت قبل 3 سنوات..
في 27 فبراير 2012م عزف حرس الشرف النشيد الوطني محيياً الرئيس السابق الزعيم علي عبدللله صالح الذي غادر دار الرئاسة وسكن في قلوب اليمنيين.. في 27 فبراير سلم الزعيم علي عبدالله صالح الدولة التي أسس بنيانها وشيد مداميكها وبنى مؤسساتها، وأقام المشاريع والمنجزات في كل ربوع الوطن في الريف والحضر وسلم البنك المركزي اليمني وهو يمتلك أكثر من 4 مليارات دولار احتياطي نقدي، سلم البلاد وهي تمتلك جيشاً قوياً مسلحاً بأحدث الأسلحة يحمي الوطن ويدافع عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية ومكاسبهما العظيمة.. يعتز الشعب اليمني اليوم بالزعيم القائد البطل/علي عبدالله صالح لأنه يعيش معه في اليمن صامداً في وجه تحالف العدوان السعودي بعد رفضه لكل الإغراءات التي قدمت له لكنه وقف مع الوطن والشعب اليمني ضد المشروع الصهيوأمريكي بريطاني الممول سعودياً وخليجياً..سيظل الشعب اليمني يبادل الزعيم علي عبدالله صالح الحب بالحب والوفاء بالوفاء.. ولانامت أعين الخونة والعملاء.
|