أمين الوائلي -
اللقاء الكبير الذي احتضنته تعز أمس الخميس وضم ممثلي فعاليات المجتمع المدني من مختلف المحافظات، قدَّم صورة حية وجيدة لما يمكن أن تكون عليه الشراكة الحقيقية بالمعنى الوطني الواسع.
> تسنى لي بالأمس أن أشهد التفاعل والحضور الكبير عن قرب ، وقد صار أكثر من مهم الآن الالتفات إلى المكانة الحقيقية التي يكتسبها المجتمع المدني في التجربة الديمقراطية ودخوله بقوة وكفاءة كشريك أساسي، وفاعل مقتدر في إدارة الشأن الوطني والممارسة الديمقراطية.
> لبعض الوقت - وكان ذلك خطأً فادحاً، كلَّف التجربة الكثير - بقي المسرح محصوراً على مسميات حزبية وتقليدية، وكأنها وحدها مالكة الحق والتجربة والنص الوطني برمته.
> وعلى ما في ذلك من إيجاب أو سلبية نسبيين ومتفاوتين، فإنه يجدر بنا الآن التعامل مع المجتمع المدني بمعناه الواسع وقوته الفعلية على ما تقتضي المصلحة الوطنية، وبحسب ما أظهرته الأيام والتجارب القريبة من أهمية قصوى لهذا القطاع الأساسي والحيوي.
> لم تعد التجربة صغيرة - بحجم العدد الصغير والقليل للأحزاب التقليدية ـ وكل يوم والشواهد تدفع باتجاه بلورة جديدة ومتقدمة لصيغة أخرى في العمل السياسي والشراكة بين مختلف الفعاليات ، بما يكفل فائدة أفضل وتوظيفاً أشمل لأفراد وطاقات التجربة التي ينطوي عليها المشهد اليمني.
> إن إشراك المجتمع المدني في الإدارتين - النظرية والعملية- من شأنه أن يضخ دماءً جديدة في عروق المرحلة والحياة السياسية برمتها.. ولعل ذلك حاضر بقوة في ذهن وتفكير الرئيس علي عبدالله صالح ، وهو ما بدأ يثمر عملياً في هذه الفعاليات التي تمهد لحضور أبرز وفاعلية أمثل في المستقبل القريب.
شكراً لأنكم تبتسمون.