كلمة الميثاق - وحدة الصف الوطني اليمني في مواجهة تحالف العدوان السعودي الاقليمي والدولي والتصدي لمخططات غزو واحتلال اليمن لإخضاع ابنائه لمشاريع التقسيم والسعي لإدامة فوضى الصراعات والحروب الداخلية التدميرية العبثية، هي ما يحتاجه اليمنيون في هذه المرحلة المفصلية من وجودهم في التاريخ والجغرافيا.. في الحاضر والمستقبل.
الخطاب هنا موجه للشعب اليمني كله ولطليعته المدافعة عن سيادته ووحدته واستقلاله وتحرير قراره السياسي من أي ارتهان للنظام السعودي أو دول أخرى في المنطقة والعالم.
وبالطبع المعنيون بما تناولناه في الفقرة السابقة هم اليمانيون المحبون لوطنهم المدركون للخطر الداهم الذي سيحيق بشعبهم وغد أجيالهم إن سمحوا لتبايناتهم وخلافاتهم أن تطغى على ما يجمعهم ويوحد صفوفهم في مواجهة العدوان والحصار الغاشم والظالم والذي تحول بمرور الوقت والفشل والهزائم التي مُني بها طوال عامين تحالف المعتدين الحاقدين الباغين ومرتزقتهم الى حرب إجرامية وحشية قذرة وشاملة لا مثيل لها في التاريخ القديم والحديث..
لهذا على اليمنيين جميعاً أن يكبروا ويترفعوا عن الصغائر ويغلّبوا الوطن على المصالح الانانية الضيقة والحسابات الصغيرة التي لطالما أوجدها النظام السعودي ولعب عليها ليبقي اليمن ضعيفاً متصارعاً وتابعاً، موصلاً الأوضاع الى أن يتوهم أن بإمكانه أن يحقق نصراً سهلاً يصبح سفك الدم اليمني بمثابة إطالة حياة حكم بني سعود واضفاء الشرعية على صبية الجيل الجديد من تلك الأسرة الوهابية الدموية الإرهابية الفاسدة.
وهذا ما ينبغي ألا تسمح به القوى الوطنية الواقفة معاً في وجه هذا التوحش العدواني السعودي الحاقد طوال عامين، وفي الصدارة المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصارالله وحلفاؤهم الذين تقع على عاتقهم مسئولية تاريخية تفرض عليهم موجبات النصر على هذا العدوان الذي استحقاقاته لا تقتصر على ساحات المواجهة وجبهات القتال، فهذه المهمة يقوم بها رجال الرجال ابطال الجيش واللجان الشعبية ومتطوعو القبائل الميامين، بل على صعيد تلاحم وتماسك الجبهة الداخلية وهذا يستدعي الدفاع عن المكتسبات الوطنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وطبعاً على حرية الرأي والتعبير المجسدة في الحريات الصحفية المدافعة عن الوطن ضد العدوان والمعبرة عن المجتمع في مواجهة كل من يحاول أن يفتّ في عضد الجبهة الداخلية بممارسات تتعارض مع متطلبات صمود الدولة والمجتمع أمام العدوان لاسيما أولئك الذين يتبوأون مواقع المسئولية والذين عليهم أن يدركوا ان الفترة التي يمر بها الوطن صعبة ودقيقة وحساسة، فالنقد البناء ظاهرة ايجابية والتباين والاختلاف تجاه بعض القضايا من أجل الوطن مطلوب ولا ينبغي أن تضيق به صدور البعض إلاّ اذا كان هناك من يعتقد أن مصلحته أكبر من الوطن والشعب وبالتالي هو فوق النظام والدستور والقانون ولا يجوز نقده، وفي هذا تكمن الكارثة الحقيقية التي تحقق للعدوان ما عجز عنه طوال عامين أمام صمود الشعب اليمني العظيم.
|