استطلاع/ عارف الشرجبي - حذر عدد من أمناء عموم الأحزاب والتنظيمات السياسية من محاولة وسعي دول العدوان لاقتحام محافظة وميناء الحديدة بدعم مباشر من قبل القوات الأمريكية.
وقالوا لصحيفة «الميثاق»: إن ميناء الحديدة هو المتنفس الوحيد المتبقي للشعب اليمني لإدخال ما يحتاجه من طعام وعلاج ومشتقات نفطية، وبالتالي لابد على كل الشرفاء في الوطن وفي المقدمة الأحزاب والمكونات والتنظيمات السياسية من اليقظة والتصدي لهذه المؤامرة التي تقودها مملكة الشر بدعم مباشر من أمريكا ودول الغرب من أجل السيطرة على السواحل والجزر اليمنية خدمة للأمن القومي للكيان الصهيوني الغاصب.
ولفت أمناء عموم الأحزاب بهذا الصدد الى خيبة الأمل بما خرجت به القمة العربية المنعقدة مؤخراً في البحر الميت في الأردن وقالوا إن القمة جاءت لتكرس الانقسام العربي والاعتراف بدولة اسرائيل حين وافقوا على حل الدولتين اسرائيل وفلسطين.
♢ بداية يقول الاستاذ شائف عزي صغير -أمين عام الحزب الناصري الديمقراطي:
- يجب أن نعرف أهمية البحر الأحمر وباب المندب كممر بحري تمر به أهم وأكبر أنواع التجارة الدولية، وأظن أن الهدف من السيطرة على باب المندب هو الحرب التي تجري اليوم وذلك مقدمة لتدويله وإخضاعه لإرادة الدول الاستعمارية بأطماعها التاريخية وبما يضمن لها الاشراف والهيمنة على هذا الممر الحيوي المهم لحرية تجارتهم وبواخر أساطيلهم العسكرية استهدافاً لكل الدول العربية المطلة على البحر الأحمر وبالأخص جمهورية مصر العربية لأنه يؤثر على الملاحة في قناة السويس وبما يخدم أهداف اسرائيل وإن حاولوا إخفاء ذلك بأقنعة مختلفة، وما تواجد وإنشاء قواعد إسرائيلية في بعض الجزر إلا دليل واضح لبعض الأهداف التي تريد تحقيقها الدول الاستعمارية واسرائيل، ولكن بكل أسف نجد الزعماء والقادة العرب لم يستفيدوا من الدروس التي جرت في الماضي القريب وما يخطط لهم الأعداء، أما المياه الاقليمية في البحر الأحمر وعسكرتها فهي معروفة للجميع، فالعدوان يريد خنق كامل الشعب اليمني من خلال منع الصيادين من مزاولة مهنة الصيد في الشواطئ اليمنية بشكل نهائي استكمالاً لمخططهم العدواني خاصة بعد أن منعوا الصيادين بأشكال مختلفة بما فيها استهداف قواربهم وقتلهم وسط البحر لإيصال هذه الشريحة المهمة من الشعب اليمني وسكان المناطق في الساحل الغربي الى حالة الجوع والمرض والعوز.
وأضافك أن إقصاء مثل هذه الشريحة عن مزاولة أعمالهم إنما هو استهداف لحالة مدنية يجرمها القانون الانساني الدولي، كما ان المجاعة التي تضرب هذه المناطق شكل من أشكال الإذلال والإبادة الجماعية، أما الحديدة وميناؤها فهي الرئة الباقية التي يتنفس منها اليمنيون وتمدهم بالغذاء والدواء والمشتقات النفطية والتي تعتبر مصدر الإمداد الوحيد المتبقي لهم، فالعدوان لا يريد إلا إطباق الحصار وخنق الشعب اليمني لمحاولة إخضاعهم واستسلامهم بعد أن عجزوا عن قهرهم حتى اليوم.
إن إعلان الحديدة منطقة عسكرية من قبل العدوان هو استمكال لحالة العداء لكل أبناء الشعب اليمني، فالحديدة هي مدينة سلام وتعايش لكل أفراد وفئات الشعب والمكان الباقي من جغرافية الأرض اليمنية التي لم يستطيعوا إيصال الاقتتال بين سكانها، إنهم يظنون أن طريقهم لإخضاع اليمنيين هي من خلال خنق بقية مناطق اليمن، وما الحديدة إلا واحدة من أهم مناطق التواجد اليمني الرافض لعدوانهم وحربهم القذرة التي لم تراعِ أبسط الحقوق الإنسانية ولا تعترف بضوابط الأعراف في الحروب وأخلاقياتها، وما الحديدة الا مقدمة لاستكمال حربهم القذرة على الشعب اليمني بعد منع صرف الرواتب وكذلك مصادرة الموارد وصولاً الى إغلاق المطارات ومنع سفر المرضى للعلاج في الخارج..
إننا أمام مخططات دولية تستهدف كل أقطار الوطن العربي وأبنائه.. وبالتالي على جميع أبناء الشعب أحزاباً ومكونات سياسية ومنظمات وقبائل التنبه لهذه المخططات وفضحها، كما أن علينا رص الصفوف وتوحيد الكلمة لمواجهة هذا المخطط الذي يهدف الى ضرب اليمن وتمزيقه والقضاء على بنيته التحتية ومعالمه التاريخية.
أهداف متعددة
♢ من جانبه يقول الشيخ علي البترة- أمين عام حزب الرابطة اليمني:
- لاشك أن العدوان السعودي على بلادنا له أهداف متعددة لم تعد خافية على أحد في اليمن أو خارجها، فالسعودية تريد إضعاف القدرة العسكرية والدفاعية اليمنية وتدمير البنى التحتية، أما أمريكا والغرب فهم يعملون لحساب الكيان الصهيوني الغاصب ويبحثون عن تحقيق الأمن القومي الاسرائيلي لأن اليهود يعتقدون أن تحقيق أمنهم يأتي بالدرجة الأولى بإضعاف وتمزيق الدول العربية.ومن هذا المنطلق تسعى أمريكا للتواجد أو السيطرة على منطقة باب المندب والجزر القريبة منه بحجج وذرائع متعددة، ومنها أمن الملاحة الدولية -كما يزعمون- في الوقت الذي يشكلون أكبر تهديد على العالم وليس على باب المندب والوطن العربي فحسب وذلك بدعمهم للجماعات الارهابية والمتطرفين لكي يوجدوا مبررات للتواجد والحماية وهذا ما يسعون للوصول اليه الآن.
مشيراً الى أن السعودية ودول الخليج وأمريكا ومن خلفهم لا يهمهم هادي ولا شرعيته المزعومة بقدر ما يتخذون منه وسيلة وشماعة لتحقيق أجندتهم في اليمن، وبالتالي على كل الأحزاب وشرفاء الوطن والمكونات السياسية وكل فئات الشعب اليقظة ورص الصفوف والتلاحم في مواجهة العدوان ورفد جبهات القتال بكل ما يلزم من سلاح ومقاتلين وأموال..
وأكد أمين عام حزب الرابطة اليمني على ضرورة أن يكون هناك تنسيق مباشر ومستمر بين المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني وبين كل الاحزاب والمكونات والتنظيمات السياسية لوضع آلية مشتركة لمواجهة العدوان ويتم توزيع الأدوار بينهم كل بحسب إمكاناته وموقعه وثقله السياسي والاجتماعي لأن الوطن بحاجة الى كل الشرفاء، وعلينا جميعاً تحمل المسؤولية التاريخية والوطنية في مواجهة العدوان الغاشم الذي يريد تدمير اليمن وتمزيق لحمته، فباتحادنا قوة ونصر بعون الله.
♢ الى ذلك يقول اللواء عبدالله أبو غانم- أمين عام حزب التنظيم السبتمبري:
- المؤامرة على اليمن ليست من اليوم، فمنذ ثورة 26سبتمبر 1962م والسعودية وأمريكا وكثير من الدول تتآمر على بلادنا، ولعلنا نتذكر حصار السبعين يوماً وتلك الدول التي وقفت ضد الثورة بالمال والسلاح وتجميع مرتزقة العالم لليمن كما هو الحال اليوم.
وأشار أبو غانم الى أهمية باب المندب وميناء الم خا بالنسبة للملاحة الدولية، ناهيكم عن أهميته الاستراتيجية للأمن القومي العربي بدليل أن مصر عبدالناصر قد استخدمه بالتنسيق مع القيادة اليمنية وكان أحد أدوات النصر حيث تم إغلاقه أثناء حربه مع الكيان الصهيوني الغاصب، حيث كان لمصر دور قومي عربي مشرف مع بقية الأقطار العربية، أما اليوم بكل أسف وكما لاحظنا القمة الميتة المنعقدة مؤخراً في البحر الميت والتي كنا نعول عليها الوقوف أمام التحديات الخطيرة التي تواجه الوطن العربي، للأسف جاءت هذه القمة لتعزز التقسيم والانقسام العربي وتعترف بالكيان الصهيوني تحت حل قيام الدولتين..وأكد أمين عام التنظيم السبتمبري على أهمية تضافر جهود كل الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية في مواجهة العدوان في كل جبهات ومواقع الشرف لاسيما الشريط الساحلي الغربي والحديدة تحديداً التي يسعى العدوان لإغلاقها ليقتل الشعب اليمني جوعاً لأنها المنفذ الوحيد المتبقي لإدخال ما نحتاجه من طعام ودواء.
لافتاً الى أهمية أن تعلن القواعد والقيادات الوسطية في حزب الإصلاح موقفاً واضحاً من العدوان وألا تخضع لتلك القيادات التي تتواجد في الرياض وأنقرة واللتين تتآمران على الوطن طمعاً في المال المدنس.
أداة قذرة
♢ الاستاذ خالد جيوب -الأمين العام المساعد لحزب جبهة التحرير- تحدث قائلاً:
معروف أن العدوان الغاشم الذي تقوده السعودية له أهداف ظاهرة وأخرى مبيتة وهي الأخطر على اليمن أرضاً وإنساناً، فالسعودية هي أداة من أدوات أمريكا واسرائيل وليس بيدها أن توقف الحرب من عدمه لأنها أداة قذرة لتمزيق الشعوب والدول العربية، ولعلنا نشاهد الدعم السخي الذي تقدمه السعودية ودول الخليج للدواعش والقاعدة وجبهتي النصرة في سوريا وليبيا ومصر والعراق واليمن تنفيذاً لمخطط الكيان الاسرائيلي المحتل..
مشيراً الى أن السعودية والإمارات تعاني من هزائم متتالية على يد رجال الرجال أبطال الجيش واللجان الشعبية في كل المواقع، ناهيكم عن فسادهما بالتريليونات من الدولارات في شراء الأسلحة والمواقف السياسية للدول، وبالتالي تدرك السعودية أنها متورطة في عدوانها الظالم على شعب اليمن ولكنها غير قادرة على الخروج من هذا الشرك الذي رسمه الكيان الصهيوني ودول الغرب، ولذا تحاول أن تستفيد من هذه الورطة بتحقيق شيء لها ومن هنا نشاهدها تحاول السيطرة على بعض الجزر اليمنية في ميدي وغيرها التي كانت عينها عليها منذ عقود..
وأكد خالد جيوب أن محاولة غزو دول العدوان للحديدة يعد مغامرة كبيرة لأنهم سيدفعون الثمن غالياً، فالشعب اليمني يدرك خطورة الموقف الذي تريد دول العدوان أن تضع اليمن فيه من حصار بحري للميناء في الحديدة والمخا بهدف تركيعنا، ولكن على كل أبناء الشعب اليمني أحزاباً ومنظمات مجتمع مدني وقبائل أن يرفدوا جبهات القتال بكل وسائل النصر من الرجال والعتاد وأن يكونوا صفاً واحداً في مواجهة العدوان الذي لن يرحمنا إذا تخاذلنا أو تفرقنا..
واختتم الأمين العام المساعد لحزب جبهة التحرير تصريحه قائلاً: علينا أن نتخاطب مع كل الدول المحبة للسلام وشعوب العالم للضغط على حكومات دول العدوان لوقف هذه الحرب القذرة ورفع الحصار الجائر.
|