محمد العزيزي -
المتحولون والخونة والمرتزقة والمتحذلقون والمتمصلحون، دائما محظوظون ويجدون الحاضن والراعي والمستخدم والمستفيد من تقلباتهم.. تجدهم المقربون والمحبوبون وأصحاب المشورة والرأي والكلمة الفصل في كل شيء لدى ولات الأمور والحكام والحكومات، حتى أنهم يتمكنون من قيادة الأحزاب والتنظيمات السياسية والإستئثار بالقرار دون غيرهم من المخلصين والمثابرين والمؤمنين بالولاء والوطنية والأخلاق والاخلاص والثابتون على مبدأ واحدا ولو دفعوا حياتهم ثمنا لذلك.
نعم.. هم المتحولون ليس جنسا أو نوعا أو لونا بل فكريا وسياسيا وأخلافيا، تجدهم سرعان ما يجدون الحاضن والراعي والمستخدم والحاكم والحكومات والتمكين بسهولة من السلطة دون غيرهم.. فتراهم يتربعون كراسي السلطة ويحظون بثقة الحكام وقادة هذه الأحزاب والزعماء والجماعات دون سواهم من سكان اليمن.
تخيلوا أن هؤلاء المتحولين هم اليوم في صدارة المشهد اليمني السياسي والأزمة والحرب وهم من يحكموننا وهم من بيدهم الحل والعقد والمصير لعامة اليمنيين وللقضايا المصيرية للوطن ، وحتى نكون منصفين أنهم محظوظون على الدوام ليس من اليوم ولكن منذ زمن ليس ببعيد.. وهم أيضا سبب هذا العدوان الغاشم والظالم والحرب والدمار والقتل او الفرقة والشقاق بين الإخوة.. هم من استدعى واستجلب العدوان وتسبب وساعد فيه وهم من ساهموا بتدويل الأزمة اليمنية وخروجها عن السيطرة ومنع التوافق بين أبناء اليمن لهثا منهم وراء مصالحهم وحبا للسلطة وحكم هذا الشعب المغلوب على أمره ومكرها على قبول حكم هذه الفئة الباغية والمتحولة.
المتحولون والمتقلبون في وجهتهم وتوجهاتهم لم تكن تقلباتهم بسبب تقلبات المناخ ودرجة الحرارة، بل على ما يبدو كانت وفقا لتقلبات النظام أو الأنظمة الحاكمة واتباع بوصلة مصالحهم فهولاء ليس لهم هوية وانتماء لتربة الوطن ونسيجه الاجتماعي يمكن أن توقف سرعة تحولاتهم وتقلباتهم المدمرة للأوطان.
هم أنفسهم المتحولون فكريا من يدومون البلاد والعباد والوطن والشعب والحكومات والزعماء والحكام فتراهم افسدوا ونهبوا تحت مظلة الدولة وشوهوا الأحزاب والحكومات والزعماء ودمروا البلاد ومقدرات الشعب وبددوا المال العام واستحوذوا على كل شيء وما زالوا حتى اليوم هم من يحكموننا..
وهم من بيدهم الحل والعقد والمصير لعامة اليمنيين.
وهم أنفسهم ايضا من يحضون بالرعاية والثقة العمياء والمطلقة من الحكام والقادة السياسين والدينيين يقودونهم وراءهم كالأنعام مخطوفي البصر والبصيرة بل أشد وأظل من ذلك ، وأنت كمواطن ومتابع لا تفهم أو تجد مبرراً منطقياً لهذا التسلط للمتحولين لاؤلئك من نسميهم حكام وولات أمور هذه الأمة التي امتحنها الله بالمتحولين والخونة وبائعي العمل السياسي والشعوب والأوطان في أسواق النخاسة الخارجية والسفارات مقابل أموال طائلة مدنسة لكنها لا تساوي ذرة من تراب الوطن من وجهة وعفيدة وإيمان الشرفاء من أبناء اليمن.
تخيلوا أن هؤلاء المتحولين هم أنفسهم ايضا من يتحولون بسرعة ألف جيجا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ومن قومي عروبي وناصري ثوري ومن اشتراكي شوعي إلى شيعي أو أصولي متعصب ومتطرف ومتشدد الفكر والمبدأ ومنزوع الأخلاق والإنسانية والضمير والدين ومخالف لكل مبادئ الحزب والجماعة التي انتقل أو تحول معهم وإليها، والعجيب هنا أنهم ملاطفون وحضون بالرعاية والاهتمام والثقة رغم كل ما يقترفون من المهلكات والمصائب والجرائم بحق الوطن والشعب والحكومات والزعماء ورموز الجماعات، فضلا عن الأزمات والمحن والمتواليات للفتن والصراعات المستدامة والناتجة عن تحولاتهم وقناعة من يمثلونهم في الحكم أو السلطة وهم حكامنا وحكوماتنا.
هم أنفسهم ايضا من يتحولون بسرعة من حضن هذا الحاكم إلى حضن حاكم جديد وبترحاب كبير ليعتلي أعلى المراتب متسلقا فوق رقاب المخلصين والمثابرين والمؤمنين بالولاء والوطنية والأخلاق والاخلاص والثابتون على مبدأ واحد ولو دفعوا حياتهم ثمنا لذلك.
هم أنفسهم وذاواتهم وبشخوصهم وشعارات وبنظام تحولاتهم هم من نكتشفهم ويتكشفون لنا يوميا عند تركيبهم نظام التحويل وممارستهم اساليب الابتزاز بنشر غسيل أفعال حكامنا وحكوماتنا وكل المشاهد والممارسات الفاضحة والفساد والإفساد الذي كان يمارسونه بمباركة من يمثلونهم في الحكم أو السلطة فتراهم ينثرون وينشرون ويكتبون دون حياء أو تورع ومراعاة لتلك الثقة والأفضلية التي حصلوا عليها دون سواهم من سكان اليمن.
هم أنفسهم المتحولون فكريا وسياسيا من تجدهم سرعان ما يجدون الحاضن والراعي والمستخدم الجديد بمجرد اختلافهم مع المستخدم السابق وظهورهم العلني أمام العامة من الناس شاهرين الانقلاب والخيانة مع الحكومات والزعماء والحكام والحزب أو الجماعة التي مثلها لفترة من الزمن دون خوف أو خجل من المستوعب أو المستخدم الجديد أو خوفا من المستقبل بصراحة علينا أن نقر أنهم محظوظون فترى المتخاصمين السياسيين يتهافتون على هؤلاء المتحولين لاستقطابهم وتمكينهم من التحكم بمصير الأمة ومستقبل الوطن على حساب الشرفاء والأوفياء والمخلصون للوطن سواء كانوا من كوادر مؤسسات الدولة أو كوادر الحزب أو الجماعة وعلى رأس هذه الأحزاب المؤتمر الشعبي العام وجماعة أنصار الله الحوثية..
السؤال هل عرفتهم؟!!.. هم أنفسهم المحوشون حول حكومتي صنعاء والرياض وهم من يحكمونا ويتفنون بإدارة اللعبة السياسية ومن يديرون المشهد السياسي اليمني والحرب ويتلذذون بمعاناتنا، وهم ذاتهم الخونة والمرتزقة والمتحولون واللصوص داخليا وخارجيا مجرمون ولكنهم ما يزالون وسيظلون كذلك، أعرفهم وتعرفونهم بنواصيهم ووجوههم ولولا أن المساحة هنا لا تكفي لذكر أسمائهم لأحصيتهم لكم فردا فردا.
نعم.. إن هؤلاء المتحولين عن ومن أحزابهم وأفكارهم هم أنفسهم من يحكموننا وهم نفسهم من سيفاوضون ويفاوضون ويتاجرون بدمائنا ويتكسبون من وراء معاناتنا ومشاكلنا ليس لانصافنا وأخذ حقوقنا وحفظ كرامتنا، لكن ليعود هؤلاء ويستمروا في حكمنا ويتربعوا على كراسي السلطة ونحن نهتف باسمائهم ونقبل بكل إملاءاتهم وبرضى ومحبة متنانسين كل جرائمهم وما تسببوا من افعال ومعاناة تجرعناها طوال هذه السنوات، كان هؤلاء الأشياء من المتحولين ولا أحد غيرهم وراء والمتسببين في تكرار تلك الصراعات والأزمات التي مرت بها البلاد وما تزال والتي تنتظرنا مستقبلا.. إنهم المتحولون ولا غيرهم.. فهل استوعبنا دروسهم شعبا وحكاما وأحزابا وجماعة.