موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 01-مايو-2017
محمد‮ ‬أنعم‮ ‬ -
دول العالم المتعددة القوميات نجحت في حل المسألة القومية قبل قرون وأطفأت نيران الصراعات والنزعات القومية المتعصبة (الشوفينية) بين ابناء الوطن الواحد، بعد ان وصل الجميع الى قناعة ان التعدد القومي جزء من الهوية الوطنية الجامعة التي تتوحد في اطارها مجموعة من الشعوب او الامم وان ليس كل قومية يمكن ان تكون مشروعاً لدولة مستقلة وإلا لكان العالم قد دُمر بحروب المتعصبين القوميين، والذين تصدى لهم مفكرون وسياسيون بقوة وناضلوا من اجل الانتصار للقيم الانسانية العظيمة..قيم التعايش والاخاء والعدالة والمواطنة المتساوية ورفض‮ ‬الاضطهاد‮ ‬القومي‮ ‬والعرقي‮ .‬
المهم..في واقع اليمن ليس هناك قوميات ولا أعراق ولا اقليات اثنية ولا يحزنون، وابناء الشعب اليمني ينحدرون من اصل واحد ويجمعهم الدين واللغة والعادات والتقاليد في اطار دولة واحدة منذ آلاف السنين.. وما يحدث اليوم من تأجيج للصراعات المناطقية والمذهبية في عدن وحضرموت وتعز مثلاً يقف خلفها من فقدوا مصالحهم الشخصية وجُن جنونهم من المتغيرات الكبيرة التي حدثت في عهد الوحدة اليمنية المباركة.. وليس اماهم من خيار الا التحالف حتى مع الشيطان وإضفاء القداسة على العصبيات لضرب الهوية اليمنية..
لماذا‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬النزق‮ ‬السياسي‮ ‬والممارسات‮ ‬الحمقاء‮.. ‬مجنون‮ ‬في‮ ‬تعز‮ ‬خرج‮ ‬يقدم‮ ‬نفسه‮ ‬كالمناضل‮ ‬مانديلا‮..‬وبن‮ ‬بريك‮ ‬يُقْسِم‮ ‬انه‮ ‬سيناضل‮ ‬مثل‮ ‬غاندي‮ ‬لـ‮(‬تحرير‮) ‬حضرموت‮..‬
يا الله.. (ديولة) مجانين فقد تشبه شلال بثورية جيفارا ولكن تحت عباءة اماراتية لـ(تحرير) عدن ليسلمها من جديد للاستعمار، متنكراً لنضال والده ورفاقه وتضحياتهم الذين طردوا الغزاة من اليمن في 30 نوفمبر1967م..
اليمن امام مخطط استعماري قديم جديد اُبتُليت به بالأمس وتُبتلى به اليوم، وقد تدفع عدة اجيال ثمن التعصبات المقيتة غالياً، اذا لم تتحرك القوى الوطنية بمختلف توجهاتها للتصدي بقوة لهذه المغامرات والحماقات..
وحريٌّ بنا اليوم التذكير بسياسة (فرّق تسد) التي اتبعها الاستعماران البريطاني والعثماني والحكم الإمامي الكهنوتي، تمثلت بتغذية الصراعات المناطقية والجهوية والمذهبية وتمكنوا عبرها من السيطرة على اليمن وسلبوا ابنائها حريتهم واستقلالهم وكرامتهم وحولوا شعبها الى‮ ‬مجرد‮ ‬عبيد‮ ‬ومرتزقة‮ ‬وقتلة‮ ‬يأكلون‮ ‬لحوم‮ ‬بعضهم‮ ‬البعض‮ ‬كما‮ ‬هو‮ ‬حاصل‮ ‬اليوم‮.‬
وبعد مضيّ عقود على انتصار الثورة اليمنية 26 من سبتمبر 1962م والـ14 من اكتوبر 1963م، ونيل الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م.. نجد من يجاول ان يعيدنا الى تلك المراحل القاتمة السواد..
ومع ذلك نقول ان القرارات التي خرج بها ما يسمى بمؤتمر حضرموت هي تحصيل حاصل لتركة من الصراعات التي يجري توظيفها لتحقيق مصالح شخصية وتمس الثوابت الوطنية التي من المفترض تجريم كل من يحاول المساس بها.. ومع ذلك فقد طلع بن بريك بدون بريك.. مثل بن دغر عندما حرر حضرموت‮ ‬من‮ ‬العلماء‮ ‬والاقطاعيين‮!!‬
لا يجب ان نقلل من خطر الصراعات المناطقية ابداً فقد اسقطت اليمن بيد الاستعمار والاستبداد واغتالت احلام وتطلعات اليمنين بعد انتصار ثورة سبتمبر واكتوبر بسبب عدم فرض هيبة الدولة على بعض مراكز القوى والتي مثلت بيئة غير طبيعية لتوالد مراكز قوى طفيلية تجاوزت السقف‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬تقترب‮ ‬منه‮ ‬على‮ ‬الاطلاق‮ ‬كل‮ ‬مراكز‮ ‬القوى‮ ‬المعروفة‮.. ‬
نجد اليوم ان من الضرورة التذكير والتأكيد أن الصراع الذي تفجر بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني في تسعينيات القرن الماضي كان صراعاً يحمل ثارات الحرب بين الاشتراكية والرأسمالية ولم يكن صراعاً مناطقياً او طبقياً بين الاغنياء والفقراء او بين رأسماليين وبروليتاريين ..الخ، غير ان اللافت ان الاشتراكي عمل على تأجيج النزعة المناطقية والشطرية لتحقيق مكاسب حزبية فهرب من هزيمة مشروعه الانفصالي في معركة 1994م امام ارادة الشعب اليمني في الشمال والجنوب ورمى بذلك على أبناء الجنوب لإحداث شرخ في المجتمع اليمني‮ ‬الواحد‮ . ‬
واضح ان الاشتراكي وبحكم ادارته للصراع المناطقي خلال فترة حكمه للمحافظات الجنوبية كان يعي أنه لا يمكن القضاء على منجز يمن الـ22 من مايو 1990م الا عبر اعطاء الصراعات السياسية بُعداً مناطقياً وانضم اليه بعد ذلك حزب الاصلاح والناصريون واستحضروا من في القبور لاضافة‮ ‬بُعد‮ ‬طائفي‮ ‬ومذهبي‮ ‬لهذا‮ ‬الصراع‮ ‬الذي‮ ‬يعد‮ ‬السلاح‮ ‬المدمر‮ ‬للوحدة‮ ‬الوطنية‮ ‬والنسيج‮ ‬الاجتماعي،‮ ‬وبواسطته‮ ‬جروا‮ ‬الشعب‮ ‬الى‮ ‬معارك‮ ‬عبثية‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬المعارك‮ ‬الوطنية‮ ‬المصيرية‮.‬
ليس من المصادفة ان يأتي اعلان ما يسمى بمؤتمر حضرموت في الوقت الذي يواجه فيه اكثر من 80٪ من ابناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب مجاعة قاتلة ولا يجد معظمهم ما يسدون به رمقهم، فيما الملايين من الموظفين مشغولون بالبحث عن المرتبات ليل نهار.. وتزامناً مع ذلك تشهد الساحة اقتتالاً داخلياً شديد الضراوة تحت شعارات مقززة تهدد بإسقاط الدولة اليمنية الموحدة والقضاء على كل المنجزات التي حققها الشعب اليمني خلال نصف قرن من الزمن، اضافة الى كل تلك الجحافل من الجيوش المعتدية والمرتزقة والافراط في ابادة الشعب اليمني.. وكل ذلك‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬ان‮ ‬المؤامرة‮ ‬كبيرة‮ ‬وبشعة‮ ‬وان‮ ‬العدو‮ ‬لن‮ ‬يرحم‮ ‬احداً‮.‬
ليس امام القوى الوطنية خيارات متاحة بما في ذلك استمرار التوقف طويلاً في المنطقة الرمادية او إيثار الصمت الانتهازي او.. الخ، وعليها ان تقوم بواجباتها في هذه المرحلة الحرجة وألا تظل ترمي بالمسئولية على الآخرين فالجميع صاروا على مركب واحد فلا يجب ان تقرر مصيره‮ ‬ووجهته‮ ‬الفئران‮!!‬
علينا ألا نغالط انفسنا بعد اليوم..فما يحدث هو محاولة لإسقاط ممنهج للدولة الوطنية من قبل مراكز قوى تكرس بشكل بشع المناطقية والسلالية وتستهدف ضرب الهوية اليمنية الواحدة.. كفى العيش على اضغاث الاحلام والاعتقاد ان المستهدف هو المؤتمر وانصار الله..
دعوكم من المزايدين بالشعارات الزائفة فقد استلموا ثمن خياناتهم ولم يعد يعني لهم اليمن الا العودة الى قفص المحاكم والموت..ثم ها هي الحقائق امامكم واضحة بعيداً عن التغني بنعيم اليمن الاتحادي المزعوم.. فأي يمن هذا الذي يشيد على آهات ودموع وجماجم وجثث المسحوقين‮ ‬من‮ ‬ابناء‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮.. ‬اي‮ ‬يمن‮ ‬هذا‮ ‬الذي‮ ‬يشكل‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬هذا‮ ‬الفرز‮ ‬والعصبيات‮ ‬المقيتة‮.. ‬فالمقصود‮ ‬بالاقلمة‮ ‬تقسيم‮ ‬اليمن‮ ‬الذي‮ ‬سيتحول‮ ‬الى‮ ‬خطر‮ ‬وجودي‮ ‬وعندها‮ ‬لن‮ ‬يكون‮ ‬هناك‮ ‬يمن؟‮!‬
مؤسف جداً ان تطل قرون الهويات والمشاريع الصغيرة من المقابر بكل هذا الصلف ولا تجد من يقبرها من جديد ليحصن اليمن من نار فتنة قد لا تبقي ولا تذر.. حقيقة.. لا نحتاج الى عباقرة فإذا كان المتآمرون يعيدون تنفيذ مخططات الاستعمار والإمامة.. فلماذا لا تواجههم القوى السياسية‮ ‬والاجتماعية‮ ‬بنفس‮ ‬المشروع‮ ‬الوطني‮ ‬وسلاح‮ ‬ثوار‮ ‬سبتمبر‮ ‬واكتوبر‮..‬؟
نعتقد ان على المجلس السياسي الاعلى ان يبادر لإجراء حوار داخلي مع كل القوى في الساحة وعدم الرهان في الحل على الحوار مع عناصر الخارج لانها اصبحت مرتهنة لأجندة اقليمية ودولية واضحة ومكبلة بالقرار »2216« اكثر من غيرها، على عكس بعض القوى التي تتمترس اليوم مناطقياً وتكابر بالاستقواء بذلك لمجرد المكابرة، في الوقت الذي لا يحتمل مثل هذا النهج بعد ان بات الخطر واضحاً للجميع، واصبح هناك من بات يدركه ويرسل رسائل عن استعداده لاتفاق يحفظ ماء الوجه ونسمع اصواتها ترتفع تدريجياً رفضاً للمخطط الانفصالي الذي يجري تنفيذه ..
ولعل الأهم ذكره أن على المجلس السياسي ان يتبنى سياسات لمواجهة المخططات التمزيقية وان يشكل قيادة سياسية وعسكرية وامنية لمواجهة الاستعمار وعملائه والتصدي لمخططاتهم بقوة، فالدفاع عن وجود اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله مرتبط بالقضاء على المناطقيين والانفصاليين‮ ‬وسحق‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬تسول‮ ‬له‮ ‬نفسه‮ ‬العبث‮ ‬بالثوابت،‮ ‬والاصطفاف‮ ‬الوطني‮ ‬الصحيح‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬الاطراف‮ ‬ينبغي‮ ‬ان‮ ‬يوجه‮ ‬نحو‮ ‬ردع‮ ‬العدوان‮ ‬الخارجي‮.‬
خلاصةً.. يجب ان يدرك الكل ان صمود العاصمة صنعاء انتصار لليمنيين جميعاً ولمشروعهم الوطني وفي صدارته بناء الدولة اليمنية الديمقراطية المدنية الحديثة على أنقاض كل المشاريع الصغيرة والمتمظهرة اليوم في دويلات الميليشيات..
فهذا‮ ‬هو‮ ‬اليمن‮ ‬الذي‮ ‬ننشده‮ ‬لجيل‮ ‬الحاضر‮ ‬واجيالنا‮ ‬القادمة‮.. ‬المعركة‮ ‬مصيرية‮.. ‬نكون‮ ‬أو‮ ‬لا‮ ‬نكون‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)