عارف الشرجبي - أكد عدد من امناء عموم الاحز اب والتنظيمات السياسية ان يوم 27 أبريل مثل تحولاً عظيماً في مسار النهج الديمقراطي في بلادنا والذي يُعد ثمرة من ثمار منجز الـ22 من مايو 1990م.. حيث كانت الانتخابات النيابية التي جرت في هذا اليوم من عام 1993م، هي البوابة التي عبر منها اليمنيون الى ساحة التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخاب بعيداً عن الانقلابات والحروب التي كانت تُتخذ طريقاً للوصول الى السلطة.. ولفتوا الى ان بعض القوى السياسية التي كانت تتشدق بالديمقراطية وتطالب بها تنكرت لها في أولى محطاتها بعد إعلان الانتخابات وتراجعت عن القبول بنتائجها متمسكة بأساليب التقاسم والمحاصصة مما شكل عائقاً حقيقياً في سير العملية السياسية ودخول البلد في خلافات سياسية.. وقالوا: لولا حكمة وحنكة الرئيس علي عبدالله صالح لخسرت اليمن أهم منجز تاريخي في تاريخها وهو الوحدة اليمنية المقترنة بالنهج الديمقراطي الذي لا غنى لليمن عنه باعتباره طوق النجاة ليمن موحد وآمن ومستقر.
بدايةً يقول اللواء عبدالله ابو غانم- أمين عام حزب التنظيم السبتمبري: لقد مثل يوم 27ابريل منعطفاً تاريخياً مهماً في تاريخ الشعب اليمني ففيه وضعت أول حجر في مدماك التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وخرج الشعب من شرنقة الحكم بالقوة والغلبه للسيطرة على الحكم الى ساحة العمل الحزبي والتعددي الخلاق الذي حقن الدماء وصان النفس وعمق قيم التداول السلمي للسلطة.. وأكد ابو غانم انه لولا حنكة الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام- وقيادته الفذة الحكيمة لتم وأد الديمقراطية والانقلاب عليها وهي في بداية مشوارها حين انقلب الحزب الاشتراكي اليمني على نتائج الانتخابات التي تمت في 27 أبريل 1993م.. ولفت امين عام حزب التنظيم السبتمبري الى ان يوم الديمقراطية يوماً حُقنت فيه الدماء وضمدت فيه الجراح في كل أرجاء الوطن غير ان بعض قيادات الحزب الاشتراكي او المحسوبة عليه قد عملت على إعادة اليمن الى ما قبل إعادة الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م من خلال إثارة الفتن خدمة لأعداء الوطن.. وما نشاهده اليوم من قبل بعض المغرر بهم من ابناء بعض المحافظات الجنوبية وهم يقاتلون الى جانب العدوان والمحتل في باب المندب والساحل الغربي امر يندى له الجبين.. مطالباً العقلاء في تلك المحافظات بإعادة الامور الى نصابها الصحيح قبل فوات الأوان.. أما الوحدة والديمقراطية ستستمر في طريقها مهما كانت العوائق او التحديات.
من جانبه يقول الشيخ على عوض البترة -أمين عام حزب الرابطة اليمنية: لقد كان يوم 27 أبريل يوماً تاريخياً مشهوداً صنعه اليمنيون ورسموا ملامحه في جبين الدهر رغم كل التحديات التي حاولت اعاقة مسيرة ركب الديمقراطية من قبل قلة نفعية عملت على التراجع عن قيم ومبادئ النهج الديمقراطي الذي أسس مداميكه المناضل علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام..
ولفت البترة الى ان يوم الديمقراطية هو يوم وطني وعيد ديمقراطي لليمنيين في طريق النهوض والتطور الحضاري عبر الاستقرار السياسي والتحرر من موروث التسلط والاستبداد واغتصاب الحكم حتى الموت كما هو حال دول الجوار او الدول التي يتشدق حكامها بأنهم يحكمون بالنهج الديمقراطي وهم في الحقيقة يمارسون الديكتاتورية بعباءة الديمقراطية الزائفة كما فعل الحزب الاشتراكي اليمني حين اراد تقاسم السلطة بعد انتخابات 1993م خلافاً لدستور الجمهورية اليمنية وهو بذلك كان يعد للانقلاب على الوحدة التي هرب إليها حين تخلى عنه ما كان يعرف بالاتحادالسوفييتي الذي انهار عقب إعلان ميخائيل جورباتشوف لنظام البروستريكا التي جعلت الاتحاد السوفييتي ينهار بين ليلة وضحاها .
وأكد امين عام حزب الرابطة اليمنية ان القيم النبيلة والمعاني الكبيرة والمبادئ العظيمة لاتحتاج الى أنصاف حلول او مداهنات او ترضيات لهذا وذلك وانما تحتاج الى رباطة جأش وتضحيات كبيرة من اجل الوطن ولهذا كان من غير المنطقي ان يطالب الحزب الاشتراكي اليمني بتقاسم السلطة بالتساوي مع حزب الاغلبية في الانتخابات لأن التقاسم لا يتم الا في ظل أحزاب شمولية وليس في بلد ديمقراطي كاليمن، وكان الاشتراكي يتمسك بذلك كما وصفه الزعيم صالح في إحدى خطاباته في المثل الشعبي «اشتي لحم من كبشي واشتي كبشي يمشي»، وكان على قيادات الاشتراكي العاقلة ان تتدارك الأمور وان لاتسير مع المتشددين داخل الحزب الذين تآمروا عليه من داخله ومنهم ياسين سعيد نعمان الذي مازال حتى اللحظة يغرد خارج السرب ولم يستفد من كل الدروس التي جعلت من الحزب الاشتراكي العريق مجرد تابع لتنظيم الإخوان المسلمين حزب الاصلاح وخاصة حين كان ياسين سعيد نعمان امين عام الاشتراكي والذي دمر الحزب وجعله مجرد ذيل للإخوان او حزب هامشي فيما كان يُعرف باللقاء المشترك..
وأكد البترة ان الانقسام الذي نشاهده اليوم في المحافظات الجنوبية والتبعية لدول الاحتلال الجديد الإمارات والسعودية وامريكا وبريطانيا ما هو الا نتاج تآمر أحزاب رهنت مصير اليمن بيد اعدائه.. واستطرد قائلاً: من المعيب ان تسير بعض من تقول عن نفسها إنها من النخب في ركب جيوش الاحتلال وتسميهم بالجيش الوطني وهذا من المفارقات الغريبة التي يسجلها التاريخ اليمني.. إذ كيف نعمل على تقسيم اليمن الى دويلات صغيرة تابعة لدويلات خليجية لاتمتلك اي قيمة حضارية او بُعد معرفي او انساني..
وأشار إلى المخططات التي تريد ان تكون تبعية عدن او حضرموت لهذا الطرف او ذاك كما يخطط أعداء الوطن الذين يريدون ان يجعلوا بلادنا حديقة خلفية لهم او يفصلوها سياسياً إنْ تسنى لهم ذلك.. وقال ان اليمن ليس ملكاً الحراك او الحزب الاشتراكي او الاصلاح او غيرها من الأحزاب وانما مِلْك الشعب اليمني بكامله وقد عبر عن إرادته الوطنية الحرة بالاستفتاء على الدستور وبالانتخابات وأن الوحدة وُجدت لتبقى وان ما تمر به اليمن انما هو سحابة صيف ستنقشع بإذن الله..
وحذر امين عام حزب الرابطة من محاولات تجزئة الشعب اليمني الى طوائف او مناطق او أعراق ليست موجودة إلا في عقول البعض لان اليمن على مرّ التاريخ شعب وأرض موحد- ولن نسمح بأي مخططات تجزئة مهما كلف الامر من تضحيات.
من جانبه يقول الشيخ محمد القاز -أمين عام الاتحاد الوطني للقوى الشعبية: إن يوم 27 أبريل هو فعلاً يوم الديمقراطية في بلادنا ففي هذا اليوم تم تدشين أول انتخابات برلمانية تنافسية حزبية تنافسية ارتضى الأحزاب والتنظيمات السياسية بنتائج مايأتي به صندوق الانتخاب وبذلك جسد الشعب اليمني مبدأ التعددية السياسية والحزبيه قولاً وعملاً، واعتبر الشعب اليمني الصندوق هو الحكم بين المتنافسين الا ان البعض لم يرق له هذا النهج الذي توافق عليه الجميع.. حيث ذهب الحزب الاشتراكي اليمني الى محاولة الانقلاب على هذا المنجز العظيم الديمقراطية والتعددية والوحدة بشكل عام حين تراجع عن القبول بالانتخابات التي جرت وافرزت قوى جديدة في المشهد والخارطة السياسية فبدأ يتململ محاولاً فرض أجندة مختلفة عبر الحرب أو الاستحواذ او الانقلاب على الانتخابات والديمقراطية والوحدة.. بدأت بسلسلة من الاعتكافات غير المبررة بذرائع غير حقيقية سرعان ما تكشفت للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي مما اضطر شريك الوحدة الحزب الاشتراكي لإعلان الحرب من مدينة عمران ومن ثم إلى بقية وحدات الجيش الذي وقف معظمه مع خيار الوحدة والتعددية.
وقال امين عام القوى الشعبية: ان 27 أبريل سيظل يوماً استثنائياً بكل المقاييس لأن شعبنا سلك طريق السلام والوئام والتعددية والديمقراطية ولم يتخذ من المدفع والدبابة طريقاً للسلطة وهذا لايعني أننا قبل هذا التاريخ كنا دولة ديكتاتورية، بل كانت اليمن دولة ديمقراطية تعددية بدليل الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 1988م، ناهيك عن صعود الرئيس علي عبدالله صالح للحكم عن طريق الانتخابات البرلمانية عبر مجلس الشعب التأسيسي الذي انتخب الرئيس علي عبدالله صالح ليتولى حكم البلاد عبر الانتخابات وليس عبر المدفع او الدبابة كما كان عليه الوضع قبل مجيئ الرئيس صالح .
ولفت القاز إلى ان هناك من يتمرد على النهج الديمقراطي بفرض أجندة التقسيم والاقلمة التي يرفضها الشعب، وهذه المحاولات يدرك العالم انها ستفشل وستتحطم على صخرة وعي الشعب وصموده، إذ لايمكن القبول بمشاريع التقسيم والتجزئة تحت مسمى الأقاليم الذي جاء بمخططات إقليمية ودولية لتمزيق اليمن، ولكن لن يتحقق منها شيء طالما وقد رسمنا طريقنا عبر الانتخابات والاستفتاء الشعبي وليس عبر الانقلابات او الاستقواء بالخارج كما هو حاصل اليوم من قبل الفار هادي الذي ينفذ مخطط تمزيق اليمن.
وختم قائلاً: علينا ان نتوحد ونتكاتف ضد التمزق التشرذم لأننا لو قبلنا التقسيم فنسعود نتصارع من بيت الى بيت ومن قرية الى قرية ومن محافظة الى محافظة ولن تكون عدن او تعز او صنعاء أو حضرموت بمعزل عن الصراع الذي سيكتوي الجميع بناره.. ولذا فالأفضل التمسك بالنهج الديمقراطي في حكم اليمن وماعدا ذلك سيفشل حتماً.
|