استطلاع / محمد احمد الكامل - تهدد أزمة المرتبات باشتعال ثورة في البلاد بعد أن عجزت الحكومة عن تنفيذ التزااماتها ومن ذلك صرف مرتبات الموظفين في القطاعين المدني والعسكري خلافاً عن تدهور الوضع المعيشي الذي يعاني منه الملايين من أبناء الشعب، الموظف أصبح في حالة يرثى لها بعد تراكم الديون عليه وعدم القدرة على سدادها من جهة او توفير لقمة العيش لأسرته التي يعولها لاسيما وأنه يمر الشهر السادس وجميع الموظفين بدون مرتبات.. صحيفة «الميثاق» التقت بعدد من الموظفين وأجرت هذا الاستطلاع حول ما يعانونه من مشاكل في ظل استمرار قطع المرتبات وعجز الحكومة عن ايجاد حل لهذه المشكلة حتى الآن... فإلى الحصيلة..
استطلاع / محمد احمد الكامل
} في البداية تحدث الدكتور هاشم الهمداني -موظف بمستشفى الثورة العام- قائلاً:
- الوضع أصبح مزرياً جداً كل ما جاء شهر تتأزم علينا الأمور أكثر وأكثر.. لم نعد نعرف ما الذي نفعله.. كنت في البداية اقتصد قدر الامكان او استدين مالاً لشراء الاحتياجات الأساسية لكن مع استمرار توقف صرف الرواتب للشهر السابع لم يعد هناك شخص يمكن أن يقدم لنا قرضاً، ولا حتى يصبر عليك في الفلوس اللي عليك من سابق.. ويواصل حديثه: تراكمت علينا الإيجارات، الى الآن عندي لصاحب البيت إيجار خمسة أشهر والمتطلبات البسيطة للحياة انعدمت المواد الغذائية ارتفعت أسعارها كل شيء أصبح ناراً وما بش مرتبات.. ويضيف الدكتور هاشم: انا متزوج وعندي ولدان وبصراحة كان الراتب يعولنا ويسد 50-60% من التزاماتي ولو احتجت أقدر سحب سلفة او أتدين من الطارف، اما الآن فمن المستحيل.. ويمضي محذراً بقوله: الحال صعب جداً والناس صابرة وصامدة لكن لو استمر الوضع بهذه الطريقة اعتقد ان الناس ستخرج الى الشارع ولك ان تتخيل كيف سيكون حجم الغضب الجماهيري ممكن تكون ثورة جياع.. داعياً الحكومة الى إيجاد حل بأسرع وقت ممكن لان الناس خلاص ملت والحال ضاق وعلى الجميع تحمل المسؤولية تجاه هذا الشعب بدون اي مبررات او حجج والتي لا يفهمها المواطن البسيط .
}خالد الحرازي -من الأفراد المنتسبين لقوات الأمن المركزي- والذي لا يختلف وضعه وحاله عن حال السواد الأعظم من ابناء الشعب اليمني حيث يمثل له الراتب شريان الحياة والمصدر الوحيد لأسرته فيقول: قطع الراس ولا قطع المعاش صبرنا وصمدنا ومستعدون أن نصمد ضد العدوان.. المسئولون المفترض أن يستشعروا مسئوليتهم ويعملوا على إيجاد حل لمشكلة المرتبات، من قبل قلنا عدوان ومدري ايش اصبروا واصمدوا شهر بعد شهر والخبرة ولا هم داريين اين هذا الشعب وكيف عايش.. صراحة لقد تحملنا كثيراً وسكتنا.. كنت تجد من يدينك او ينقذك الآن الناس وصلت لحالة من العجز سواء بتراكم الديون او اي شيء ثاني لدرجة ان هناك أناساً تموت جوعاً.. الراتب الراتب مصدر العيش الوحيد.. ويواصل خالد: لو عليّ انا عادي سأصبر وإلا أسير الجبهة ما ارجع الا على الأكتاف شهيد.. لكن ايش افعل مع عيالي وبيتي ما معاهم الا انا اعقلوا، معي خمسة اطفال وزوجة من أين يأكلوا ويشربوا ويلبسوا من سيوفر احتياجاتهم ومتطلباتهم الضرورية غيري.. انا ما معي غير مرتبي هذا اللي بيشقى عليّ وعليهم.. خليها على ربك بس.
واختتم خالد حديثه قائلاً: يجب على المجلس السياسي الذي خرجنا ميدان السبعين لمباركة تشكيله وكذلك الحكومة معالجة أوضاع الموظفين في القطاعين المدني والعسكري وصرف الرواتب بأي شكل وإلا يقولوا الحقيقة لنا، الحقيقة انهم مش قادرين وبلاش كذب وتأجيل وراء تأجيل وتسحب الثقة من هذه الحكومة الفاشلة.
} أما وليد الصدق -موظف بالقطاع الخاص- سرح من عمله بعد توقف موسسة الدعاية والإعلان التي كان يعمل فيها نتيجة عجز اصحاب هذه الموسسة عن دفع مرتبات العاملين وتوقف نشاطها نهائياً قبل اكثر من عشرة اشهر فاضطرد الى صرف كل مدخراته وضياع حلم مواصلة تعليمه الجامعي والزواج من أجل لقمة العيش التي أصبحت صعبة المنال ولو بأقل القليل منها في ظل هذه الاوضاع وتوقفت الاعمال والمرتبات للشهر السادس على التوالي.
فيقول وليد: الحال يرثى له، لقد فقدت وظيفتي من قبل عشرة أشهر وأصبحت بلا راتب فما كان أمامي إلا أن أصرف كل ما ادخرته، وانا على وشك زواجة، أكلت الأخضر واليابس مما جمعته، موضحاً أنه كان يعمل في مؤسسة خاصة بالدعاية والإعلان وبما اني خاطب واحلم بالزواج وملتزم لعمي بفترة محددة لإكمال متطلبات الزواج واجتهدت في عملي على مدى ثلاث سنوات لجمع الفلوس خاصة ان هذه هي المهلة الأخيرة لي.. وكنت قد نجحت في جمع مبلغ جيد ولكن مع استمرار العدوان وتوقف الأعمال لجأ أصحاب العمل الى تخفيض الرواتب كبداية بنسبة الربع ثم شوية شوية اشتدت الأزمة وتفاجأت بهم يقولون لنا خلاص نعتذر منكم ما عاد فيش عمل ولا عاد نقدر نشغل المؤسسة، وأصبحنا في الشارع حتى حقوقنا المالية القانونية عجزوا عن دفعها ومن عشرة اشهر الى الآن وانا أبحث عن عمل دون جدوى ولم يعد أمامي الا ان اكل واشرب وادفع مصروفات دراستي مما حوشته الى ان صرفت كل ما املك واصبحت عاجزاً عن الايفاء بالتزاماتي وصار همي الوحيد هو ان اعيش فقط لاجل العيش.
} أما الأخ سمير الريمي الذي اصبح مهدداً بالطرد هو وأسرته المكونة من خمسة افراد من قبل صاحب البيت بسبب عجزه عن تسديد الإيجار وتراكم الديون عليه لاكثر من اربعة اشهر وما اسماه بالموت البطيئ بعد توقف مرتبه البسيط الذي يعتبر مصدر دخله الوحيد لإعالة أسرته..
فقال: أنا موظف بوزارة التربية ليس لي دخل سوى المرتب الضئيل الذي ينتهي بعد استلامه بثلاثة او أربعة أيام وفجأة ينقطع شريان هذه الحياة.. ولك أن تتخيل اسرة من خمسة افراد ولا يستطيع عائلها أن يؤمّن القوت اليومي الضروري ولا يوجد أي عمل آخر لتوفير لقمة العيش فاضطررنا الى بيع ما نمتلكه قطعة قطعة داخل البيت. ورغم ذلك أصبحت الديون ثقيلة، مهددين بالطرد من صاحب العقار وذلك لعدم قدرتي على دفع الإيجار لمدة أربعة أشهر.. وها أنا أحرر التزاماً بعد التزام بالاخلاء والخروج من البيت وتسليمه لصاحبه بعد عجزي كل مرة عن ذلك ولم نعد نجد من يقرضنا سواءً صاحب البقالة او قريب او غريب ما عاد خليت احد اعرفه الا وطلبته وتسلفت منه.. وأطلق نهدة طويلة مصحوبة بألم قائلاً: الآن أنا وأسرتي نموت موتاً بطيئاً، منه لله من كان السبب..
مختتماً كلامه بحسرة قائلاً: تعبنا يا اخي والله الحالة ما اقدر اوصفها بس خليها على ربك ولو تكلمنا او طالبنا بحقوقنا ومرتباتنا يقلك مش وقت اصبر احنا في عدوان ولا رجعوك خائن وعميل.. ما عاد عرفنا من اين نلاقيها.. عدوان داخلي وعدوان خارجي.
|