محمد أنعم - صارت وزارة المالية أشبه بنصب أبليس، لا يمر من جوارها يمني إلاّ ويبصق عليها أو يرمي بسبع جمرات ويشتم ويلعن.. أما النساء المتقاعدات الله لا روَّاكم وهن يطلقن أدعية ولعنات تثير الخوف والفزع.
أحد الركاب على الحافلة قال وشرر الغضب يتطاير من عينيه: والله أن هذه الوزارة سبب معاناة الشعب اليمني، شلوا مرتبات الموظفين وهم أحياء يُرزقون، ولأن الناس سكتوا، ذهب الوزير لإيقاف مرتبات قرابة مليون متقاعد.. أيش يشتي الوزير من كل هذه السياسة المالية العبثية؟ ولمصلحة من.. وهل تذهب الإيرادات الى صعدة أو الى جيوب اللجان الثورية أو المشرفين أو.. أو الخ.. كما يردد الناس ذلك في الشارع؟!
هذه الأسئلة وغيرها اسمعها وأنا ذاهب للعمل أو عائد الى منزلي على ظهر »الدباب«..
كنت في أول شهرين لقطع المرتبات أبرر وأدافع.. لكن اليوم والله يا صالح شعبان لو فتحت فمي لمزق الرجال والنساء جسدي بأسنانهم وأظافرهم.. منك لله، على الأقل مثلما قال أحد الأصدقاء.. مرتب شهر لك ولأصحابك ومرتب شهر للموظفين يخارجوا أنفسهم.. واذا شدوها أصحاب اللجنة الثورية يشلوا لهم شهر.. لكن هكذا زرة مرة واحدة ثمانية أشهر ما ينفعش!!
ذات يوم ونحن في ذات النقاش قال أحد الركاب وبخبث: مالكم على الوزير.. احمدوا الله أنه يقود »ثورة« مرتبات تطيح بالأنصار.. والأيام بيننا.. وصاح على جنب يا سواق، مشغولين بالمرتبات وشعبان »ماء من تحت تبن«.. صمت الركاب بذهول..
وبعد فترة من الوجوم قال أحدهم معلقاً: كل شيء ممكن أو تشتوا قرابة 3 ملايين موظف يقوموا بالطواف حول وزارة المالية بينما أولادهم وأقاربهم يموتون جوعاً ومرضاً..
صراحة ولبراءة الذمة.. نقولها للمرأة الألف راجعوا انفسكم.. لكن تحاكي من؟! الكل »مفحط«.. دلا.. دلا يا جماعة.. كان اعملوا استراحة.. اسمعونا »نحن نحبكم« مثلما يقول عبده الجندي!! هذا الوزير سوف »يزرط الرواتب« ويزرطكم.. وقد »زرطنا قبلكم«.. اليوم قد »كوَّش« على كل شيء واصبح الآمر والناهي.. وعلى حسب المثل الشعبي القائل: »مجنون زادوا وقحوا له«..
أمانة عليكم أيش ذنب مليون متقاعد يمنع صرف رواتبهم؟!! يشتي يستبدلهم مع طلال عقلان بمتقاعدين من عندهم.. ونعم والديولة ولا فوقه وزد ارزم.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، عاد كان باقي مع اليمن 25 تاجراً طفشهم وزير المالية.. أما البنوك التجارية والخاصة فقد اصبحت مجرد أطلال.. المهم لم يعد يعمل إلاّ الوزير والمحصّلين حقه في الجمارك والضرائب..
وللأمانة نقول: الحمد لله أن أمنية قائد ثورة سبتمبر المناضل عبدالله السلال قد تحققت وعمل وزير المالية جمارك في ذمار.. مثلما ميناء الحديدة بالضبط ناقص البحر فقط!!
اختصاراً.. وزير المالية ومن عجائبه أنه اتخذ قراراً قبيل شهر رمضان أصر فيه إلاّ أن يتحدى مليون متقاعد ويحجز أموال الهيئة العامة للتأمينات وقبلها فعلها مع شركة النفط حتى يحرم الخزينة العامة من الايرادات التي تساعد على إيجاد مرتبات للموظفين.. ليش كل هذه الألغام الناعمة والناسفة للحكومة والمجلس السياسي وأنصار الله والمؤتمر..؟!
صراحة.. الواحد يخاف.. لكن »كركر جمل« كما يقال!!
|