م/ بندر سرحان - مجدداً وبلغة يملؤها الاعتزاز والثقة بالنفس وخلال ترؤسه اللقاء التنظيمي التشاوري الذي ضم هيئات المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي يوم الثلاثاء 2 مايو 2017م ألقى الزعيم المناضل علي عبدالله صالح كلمة تاريخية بالغة الأهمية حظيت بمتابعة كبيرة من كل محبي هذا القائد العظيم، والذي لطالما كان المعبر عن إرادة كل وطني غيور على وطن الكرامة ومنبع الحضارات »اليمن«، هذه الإرادة التي ترفض الذل والمساومة على الأوطان وتأبى الاستكانة والانكسار أمام العواصف مهما اشتدت، ومفضّلة التضحية بالنفس على أن يدنس تراب اليمن بأقدام الغزاة أو أن تمس كرامة أبناء هذا الوطن العزيز .
إننا لا نبالغ أبداً عندما نصف هذا الخطاب بالتاريخي، ولدينا من المبررات التي تدعم هذه القناعة والتي لا يتعامى عنها إلا من أعمى الحقد قلبه أو من لديه مشكلة في الفهم وأصر على أن يحجب النور من المرور الى دهاليز عقله وكان جهله بالأحداث والحقائق هو مبرره للعداوة، وعدم ملامسة هذا الخطاب شغاف قلبه ، فمن سمع هذا الخطاب سيجد أن الزعيم بعث بالعديد من الرسائل المهمة للداخل بمن فيهم أعضاء المؤتمر وحلفاؤه وأنصار الله وحلفاؤهم وحتى ممن يقفون في صف العدوان ، وللخارج في الإقليم والعالم ، حملت في طياتها الوضوح في النهج والرسوخ في القناعات في كل القضايا التي أشارت اليها هذه الرسائل بحيث يمكن ان نصفها بالشاملة والدقيقة ، لأن المرحلة تتطلب الدقة والوضوح وتتطلب من جميع القوى الوطنية المناهضة للعدوان توحيد القلوب والصدق مع الله ومع هذا الوطن الذي ابتلاه الله بعدوان سافر لا يفرق بين طفل وامرأة ولابين مدرسة او جامع، عدوان استباح هذا الوطن الذي لم يركع يوماً عبرتاريخه المشرق لغازٍ مهما بلغت قوته وجبروته ومهما تعاون معه من عملاء مأجورين ممن ينسبون أنفسهم لهذا البلد الكريم..
وكعادته كان علي عبدالله صالح كما عهدناه كبيراً في مبادئه وقيمه وقناعاته التي لم تزلزلها الأحداث ولم تفت في عضدها محاولات الترغيب والترهيب ، ويأبى الزعيم الا أن يتميز عمّن سواه في مستوى التفكير وفي طريقة التعامل مع الجميع حلفاء واعداء ، ولم يغب عن ذهنه التوجيه بما يكرس المبادئ التي آمن بها وكل رفاقه الشرفاء في المؤتمر وتضمَّنها ميثاقه الوطني، والتي تؤكد أن المؤتمر الشعبي العام لن يكون إلا حيث تكون المصلحة الوطنية العليا لليمن، وأنه التنظيم الوطني الفريد الذي نشأ يمنياً وسيُعلّم العالم معنى الانتماء الى تربة الوطن .
كما أن رئيس المؤتمر من خلال هذا الخطاب قد أعاد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح المواجه والمقاوم لهذا العدوان ولكل مشاريعه الهادفة إلى تقسيم اليمن والداعي الى التناحر والتقاتل بين أبناء الوطن الواحد.
إننا أمام شخصية استثنائية نادرة من نسل التبابعة الحميريين الذين حكموا العالم، تتطلب منا ان نكون على درجة عالية من الإدراك في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية ويجب ان نتسلح بالوعي والثقافة اللازمين ومتابعة كل مايدور من حولنا ، ومن خلال ذلك ستتضح لنا المخططات التي تستهدف وطننا وأمتنا العربية والإسلامية.
إن على قيادات فروع المؤتمر أن يكونوا عند مستوى المسؤولية لتنفيذ وأخذ التوجيهات القيادية لتفعيل الأداء التنظيمي والالتحام بالجماهير والتوعية بالمبادئ التي تضمَّنها الميثاق الوطني..
|