يحيى نوري - موقف إيجابي وعظيم عبر عنه المؤتمر الشعبي العام تجاه رسالة الشيخ سلطان البركاني الامين المساعد للمؤتمر رئيس اللجنة المجتمعية لتحقيق السلام في محافظ تعز، وهي الرسالة التي حملت في ثناياها مبادرة مهمة تخدم تعز واليمن عموماً..
ولاشك ان التفاعل الإيجابي للمؤتمر مع هذه المبادرة يأتي تجسيداً حياً لعظمة الجهود التي سبق له ان بذلها مع فعاليات مختلفة بمحافظة تعز منذ بداية الازمة والتي هدفت الى تجنيبها الصراع والتطاحن من خلال مبادرات ايجابية والتي للاسف الشديد مُنيت بالفشل نتيجة العدوان الغاشم الذي مثل من خلال ادواته وعناصره على الارض الصخرة التي قطعت كل الطرق امام كافة المحاولات والتي لو تم التفاعل معها لكان بالإمكان تجنيب المحافظة مبكراً من الحال المزري الذي تعيشه اليوم وتم تفويت الفرصة على كافة أصحاب أجندة الخراب والدمار ليس لتعز وإنما لليمن عموماً.
حقيقةً.. ان تشكيل لجنة مجتمعية لتحقيق السلام في محافظة تعز يمثل اهمية بالغة ولو أنه جاء متأخراً إلا أنه خير من عدم مجيئه وأن الآمال والتطلعات اضحت كبيرة مع تشكلها فالجميع يتطلع الى أن تبدأ في تنفيذ مسئوليتها على الواقع وأن تتمكن بعون من الله ثم من الصادقين مع شعبهم ووطنهم من وضع حد للقتل والفوضى العارمة والدمار التي تعاني منها تعز اليوم والعديد من مناطق الوطن جراء إمعان العدوان في استمرار جرائم القتل والتنكيل ورفضه وقف سفك الدماء والخراب، شأنها في ذلك شأن مختلف مناطق الوطن التي مازال العدوان يستهدفها بحقد سواء عبر مقاتلاته أو عبر عناصره الذين أوكل إليهم مهمة تدمير وطنهم.
ولكون تشكيل هذه اللجنة المجتمعية يمثل خطوة إيجابية تعكس حالة الاستشعار بالمسئولية الوطنية التي تحتم على مختلف القوى التفاعل الايجابي معها والعمل على الدفع بكل ما من شأنه أن يحقق هدف السلام والأمن والاستقرار بمحافظة تعز خاصة واليمن عموماً.. خصوصاً وان اللجنة المذكورة مشكَّلة من فعاليات مختلفة تعبر عن آمال وتطلعات مختلف الفعاليات المجتمعية بمحافظة تعز..
ولاريب أن تأكيد المؤتمر على دعمه لنشاط ومهمة اللجنة في إطار دعمه لإجراء تسوية وطنية شاملة يمثل خطوة مهمة تتطلب من الآخرين خطوات مماثلة، بعيداً عن الحسابات الضيقة والمناكفات السياسية والإعلامية التي يدفع اليوم الوطن ثمنها في أفظع صور الخذلان له من قبل قوى عدة للأسف الشديد.. وأن نجد هذه التفاعلات الإيجابية يعبر عنها الجميع دون استثناء وان تصب جميع جهودهم في بوتقة واحدة هى المصلحة الوطنية العليا ولا شيء غيرها وانقاذ اليمن واخراجه من هذا المستنقع الذي لن تنسى الاجيال القادمة فظاعة ما حل بوطنها من ارتهان للقوى الخارجية على حساب دماء ابنائه ومقدرات وإمكانات وطنهم الذي مازال ينزف حتى اللحظة وتدمر بنيته التحتية بحقد وغل لا هدف له إلا إعادة اليمن الى الوراء وافشال أي مشروع وطني يعبر عن كل الشعب ويستمد قوته من عظمة تاريخه وموروثه الحضاري العظيم.
وخلاصةً.. دعواتنا وتمنياتنا للجنة المجتمعية بالنجاح والتوفيق وان تحقق أهدافها الوطنية النبيلة سريعاً خاصة وأن الوضع الراهن كارثي ويحصد كل يوم أرواح اليمنيين ويعمق المزيد من الجراحات.. وإن شاء الله نجد تعز بمختلف نخبها وقواها تناقش عبر هذه اللجنة بمسئولية كبيرة وتاريخية كافة متطلبات تحقيق الأمن والاستقرار وصناعة السلام لمحافظتهم ولوطنهم اليمني الواحد الموحد..
|