طه العامري - ستظل الوحدة اليمنية هي الومضة المشرقة في سماء الوطن الملبد بغيوم الأزمات ، وستظل الوحدة اليمنية هي القبس المشع والمتوهج في سماء العروبة ، وهي الأيقونة التي بها ومن خلالها عادت هوية امة وخيارات مسار حضاري يجسد حقيقة واحدية الهوية والمصير لأمة وحدتها الجغرافيا والدين والتاريخ والمصير ومزقتها الرغبات الخاصة لأصحاب المشاريع الصغيرة ..
الوحدة اليمنية حقيقة ثابتة وراسخة وعمل استثنائي عظيم ، وبقدر عظمتها جاءت المؤامرات عليها، وعلى مدى سبعة وعشرين عاماً ووطننا وشعبنا يدفعان ثمن عظمة الهدف الذي صنعته الإرادة الوطنية في 22 مايو 1990م، ذلك الحدث العظيم الذي أعاد الاعتبار للهوية القومية وللفكر القومي واعاد الاعتبار للهوية الوطنية اليمنية التي غرقت ردحاً من الزمان في مربعات النزوع الطائفي والمناطقي فجاءت الوحدة، ولكن هناك من لم يستوعب عظمتها إلا بمقدار العوائد والمكاسب الخاصة التي سيجنيها.. الوحدة حدث عظيم لم نستوعبه وفعل مزلزل لأعداء الوطن والهوية لم نتعاطَ مع ردود أفعال هؤلاء الاعداء بالطريقة المناسبة ..
سبعة وعشرون ونحن في دائرة الاستهداف والسبب الوحدة كحدث وقيم وفكر ، وليس ادل على هذا ما حدث ويحدث لوطننا وشعبنا منذ سبع سنوات وهي احداث ما كنا لنعرفها لولا الوحدة التي كانت ومنذ اليوم الاول مطلوبة لقوى الانعزال، وليس غريباً ان المتآمرين على الوحدة اليمنية هم ذاتهم الذين تآمروا على مشروع الزعيم جمال عبدالناصر واسقطوا مشروع الوحدة المصرية السورية عام 1961م وهم انفسهم الذين يشنون اليوم عدوانهم الهمجي والسافر على بلادنا ويسعون لتفتيت الجغرافيا والشعب والهوية والثقافة الوطنية ،
ومع كل ما جري ويجري عندي ثقة مطلقة برسوخ وديمومة الوحدة التي لا أخشى عليها ولا أخاف من اغتيالها لان من سيحاول اغتيال هذه الحقيقة سيغتال ذاته ومن يحاول كتابة بيان الانفصال تلقائياً هو يكتب بيان نعيه ، ليس لان هناك قوى اسطورية ضاربة تحرس هذا المنجز الوطني بل لان هذا المنجز يحتل عوامل ديمومته في ذاته ، ومن يحاول التقرب منها سيجد نفسه منبوذاً ومحاصراً بكل موبقات النوازع المجتمعية الذاتية..
إن 22 وُجد ليبقى، وهو رغم كل ما يحدث اليوم يمثل الحقيقة الوحيدة الراسخة في مسارنا الحضاري ..وأجدني اليوم اكثر ثقة وطمأنينة بديمومة ورسوخ الوحدة اليمنية اكثر من اي وقت مضى..
|