حذيفة اليماني - ماذا سيحدث للقضبان حين تضم نساء بتهمة الثرثرة ؟
ماذا سيحدث بعد مناقشة داخل مقيل؟
بأي شرع تُقطع أصابعي لأني بُحْتُ بكمدي إلى عالم افتراضي ؟
كيف سيكبلون وطني على رمل الصحراء لأنه تنهَّد ؟
لم يكن أحد يسأل «دراكولا» لماذا تصلب الناس على الخازوق ؟
أتذكر مدرستي التي لم تعرف النوافذ ، وكيف أن بعض أغنام الرعاة كنَّ يتسللن للحصة في التربية الوطنية وكان صوتهن جرس الفسحة ...
درست الصف الرابع وأنا بثيابي المغبرة كأي قروي ، وأردد النشيد الوطني بثبات وأرفع يدي لأحيي العلم الأصم على الجدار ، قبل الذهاب للفصل أنظر بلهفة للطابور الخامس الواقف بجواري ، وروحي بطفولتها تشتهي تمزيق الأيام أو الركض داخل عجلة تُسرع العقارب الكسولة ...
ثم إني وصلت يا الله وكأي طفل يملأ فمه بقايا الآيسكريم ، وتعديت الطابور السادس والتاسع وتخرجت لأصافح المقيمين على الأرصفة بوجوههم المستوية تحت حرارة الشمس ...
لك الحمد يا الله فلقد عدتُ مجدداً للطابور الخامس ، وبقايا من دم سال على وجهي ثم تجلط على أسناني ، عصا المعلم تحولت كلاشينكوف أو تياراً كهربائياً يبخر دمي ...
أنا أخشى على الأطفال يا الله فالتهمة التهمتهم قبلي ، هم يا الله خائفون يأتون المدرسة يحملون في حقائبهم (الملح) والصور ، يعتقدون أنها تمائم تحميهم ،
سيظل ذلك الطفل المذبوح يلعنكم حين تحول دفتره لمجرد شعارات، وقلمه لرصاصة يخفيها من معلمه ...
بالطابور الخامس أخرسو الإذاعة المدرسية وكسروا فم (أيوب) ، به أنا متهم أني أحرقت المسجد الأقصى وأني كسرت جماجم الحجارة وأني مزقت ثياب الكون ...
|