محمد شرف الدين - جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة استهدفت اغتيال وطن وشعب ، وتكشف عن مدى خطورة منفذي ومخططي وممولي هذه الجريمة وقدرتهم على الفرار من قبضة العدالة، على الرغم من ان مجلس الامن الدولي دان هذه الجريمة واعتبرها جريمة ارهابية ، كما انها تضع تساؤلات عدة حول فترة الإعداد والتحضير لهذه المؤامرة والتي يستبعد كثير من المراقبين السياسيين ان يكون تنظيم الاخوان المسلمين قد اعد وخطط لها خلال اربعة اشهر منذ نزولهم الى ساحات التغرير في سياق مخطط فوضى الربيع العبري..
وعلى الرغم من مرور ست سنوات على تلك الجريمة فما يزال الشعب اليمني يتذكر تلك الفاجعة التي هزت اليمن وعاش اليمنيون ساعات عصيبة وحرجة جداً خوفاً وقلقاً على حياة موحد اليمن وباني نهضتها الزعيم علي عبدالله صالح والذي ما أن سمع صوته عصر ذلك اليوم وهو يخاطب شعبه ويطمئنه وبلغة صادقة ونابعة من القلب (إذا أنتم بخير فأنا بخير) بعدها انشرحت الصدور وتبددت المخاوف واستبشر الجميع خيراً، وبالمقابل جُن جنون اعداء الوطن والشعب وتحولت الحفلات الماجنة بسفك دماء الابرياء الى صدمة اصابتهم بحالة نفسية ودفعتهم للانتقام من كل شيء حي في اليمن.
وتحل علينا اليوم الذكرى المشئومة للجريمة للعام السادس، ومرتكبوها يقفون جنباً الى جانب مع تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ويواصل للعام الثالث قتل الشعب وتدمير مكاسب الوطن بكل وحشية وهمجية..بل لقد حول المجرمون اليمن كلها الى هدف ويقومون بوضع الشرائح ذاتها لاغتيال خيرة رجال اليمن وارتكاب جرائم حرب ابادة من خلال تعمُّد قتل المئات في صالات الافراح او العزاء او الاسواق او في المدارس والمستشفيات بدم بارد ، متوهمين انهم سيفلتون من العقاب وان يد العدالة لن تطالهم ، لذا نجدهم يفرطون في ارتكاب هذه الجرائم بصورة يومية في سياق مخططهم الارهابي الذي شرعوا بتنفيذه عام 2011م في مسجد الرئاسة، وقبله في جمعة الكرامة.
وحول الجديد في هذه القضية -التي تعني كل اليمنيين الشرفاء- اوضح المحامي محمد المسوري أن القضية الآن منظورة امام المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بعد رفعها من النيابة ضد «56» متّهماً منهم خمسة محبوسين، بينما كبار المتهمين، مازلنا بصدد متابعة البرلمان لرفع الحصانة البرلمانية عنهم ، وهم حميد وهاشم ومذحج الاحمر ، اما المتهم علي محسن فقد صدر الاذن بإحالته الى المحاكمة..
وقال المحامي محمد المسوري في الذكرى السادسة لهذه الجريمة المروعة.. علينا ان نترحم على جميع الشهداءطالتهم يد الغدر والارهاب وهم يقفون بين يدي الله وفي بيت من بيوت الله ، ونسأل الله ان يمن بالشفاء.. ونؤكد للجميع اننا فريق المحامين مستمرون في متابعة هذه القضية انتصاراً لدماء الضحايا ، متمنين من بقية الجرحى واسر الشهداء ان يحذوا حذو الزعيم علي عبدالله صالح -حفظه الله- في متابعة القضية اولاً بأول. كون التهاون فيها يجعل الجناة يتمادون في ارتكاب جرائم اخرى.
واوضح المسوري ان الجريمة الارهابية في مسجد دار الرئاسة اظهرت من خلال اجراءات التحقيق والمتابعة المستمرة ان الهدف منها هو سيطرة الجماعات الدينية على الحكم في البلاد بالقوة ووضع اليمن تحت الوصاية الاجنبية خاصة وان الادلة الاخيرة اثبتت ان هذه الجريمة تم الاشتراك في ارتكابها من قبل الداخل والخارج.
وقال المسوري: جريمة بهذه البشاعة والوحشية وضد مئات المصلين وداخل بيت من بيوت الله لم يحصل ان ارتكب مثيلها في التاريخ الاسلامي ، حيث كشفت لنا ان مخطط الاخوان المسلمين وصل بهم الى الإقدام على تفجير بيت من بيوت الله ، لم يقدم حتى الإسرائيليون على ارتكاب جريمة مثل هذه على مدى تاريخهم.
مشيراً الى ان التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قد جعل من اليمن المنطلق الدولي لتحركاتهم لإقامة ما يسمى بدولة الخلافة وهذا كما ورد في بعض الكتب الخاصة بقياديين سابقين في هذا التنظيم والذين جعلوا من البيعة الخاصة بالسمع والطاعة وسيلة تؤكد في مضمونها اجتماع الاخوان المسلمين في اليمن عند تمكين جماعاتهم من السيطرة على الحكم، وقد شاهدنا ذلك في الاحتفال الذي شهدته ساحة التغرير والتهليل والتكبير ونحر الذبائح عقب ارتكاب تلك الجريمة الارهابية، وقد شاهد الجميع ذلك واستهجنوا تلك الممارسات الدخيلة والغربية على بلادنا وشعبنا والتي تؤكد للعالم اجمع ان لا علاقة للإسلام بما ارتكبوه من جرائم بعد هذه الجريمة الارهابية.. ومن ذلك استدعاؤهم لعدوان غاشم على اليمن أودى بحياة عشرات الآلاف من الابرياء معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير البنية التحتية لليمن ليكملوا من خلال هذا العدوان مخططهم الارهابي الذي سبق ان نفذوه في مسجد دار الرئاسة في محاولة السيطرة على الحكم.
الجدير بالذكر أن هناك 23 متّهماً تم الإفراج عنهم بضمان خلال فترة حكم الفار هادي.. كما ان هناك عدداً من المتّهمين الفارّين يتواجدون في مأرب حيث يقاتلون في صف العدوان، وهؤلاء كانوا في الحرس الخاص من الخلايا النائمة لتنظيم الإخوان المسلمين الذين زجّ بهم سرّاً في تلك الفترة.
وما يزيد من طرح علامات الاستفهام ان طيران تحالف العدوان بقيادة السعودية قام بقصف جامع دار الرئاسة وتسويته بالأرض، علماً أن الجامع محرّز من قبل النيابة كدليل من أدلة الإثبات التي تؤكد تورط تنظيم الاخوان المسلمين في ارتكاب هذه الجريمة الارهابية.
|