عبدالله الصعفاني - على عيني ورأسي هذه الشعوب العربية المقهورة ولكن..
هل لي أن أسأل عما إذا كان بمقدور الشعوب إنتاج قيادات سياسية ورجال دولة غير هذا المنتج الفاشل من مجاميع مغامرين شباب وعجائز فرطوا ويفرطون بمستقبل الأمة فرحين بكونهم في الغالب الأعم من الذين عاشوا حياة الرفاهية؟
♢ وهنأ اسأل: هل من حاجة للتذكير بأن مصالح البلدان العربية أُديرت وتدار بقرارات الانتهازية السياسية والحزبية والجهوية حتى وجب السؤال.. من منا لم يشارك في وضع هذه البلاد اليمنية في مأزق ثم في منحدر ثم في الذي نحن فيه؟
♢ لو تأملنا فقط في بدايات الربيع العربي وما بعده سنعرف كيف تحركنا بسرعة من شاهق إلى داهق حتى تكاثر المخربون كالفطر، وتوالد المدمرون كالأرانب، وقاتل الله كل انتهازية سياسية وكل مناخ شجع على الفساد والإفساد والتدمير..!
♢ لا أقول تصوَّروا ولا تخيَّلوا وإنما تذكَّروا كيف أن الذين تقافزوا من سفينة علي عبدالله صالح كانوا هم الذين لايُرد لهم طلب فإذا بهم يتقافزون إلى قارب عبده ربه جرياً على المثل القائل بأن الفئران أول من يقفز من السفينة الغارقة..!
♢ وبعد حادثة الهروب العظيم إلى الرياض والدوحة واسطنبول شاهدنا قفزات هروبية أخرى لسياسيين وإعلاميين وملّقطين حجار داخل اليمن يتقافزون من بقعة إلى أخرى مؤتمرية وأنصارية، فيما تقافز الفارون بذات الطريقة لينشطروا مؤخراً بين الرياض والدوحة مراعاةً للمصلحة ورعاباً من أن يفضي الموقف غير المحسوب إلى مغادرة اضطرارية من الفندق وكشوفات البركة الملبدة بسحب النفط والغاز.
♢ وإذا كان كل سياسي ثعبان قد لدغ الشعب بطريقته فإن الإعلامي صار هو الآخر مجرد أداة تدار بالريموت خارج قواعد المهنية، وخارج ما يسمى حمرة الخجل.
♢ ثم ماذا بعد؟
«العرض الترابتيزي» مستمر، و«من الشام إلى بغداد ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان»، حتى أننا لو أدخلنا ما يحدث من تناقضات عربية سياسية وإعلامية وعقائدية داخل كومبيوتر فإنه حتماً سينفجر، بعد أن يقدم فاصلاً من السب والشتم و«العرعرة».
|