كلمة الميثاق - الزخم الجماهيري المنقطع النظير المتجلي في الأمسيات الرمضانية التي أحياها المؤتمر الشعبي العام طيلة ليالي الشهر الفضيل المباركة والتي هي مناسبة للتأمل والتفكير والتدبر في أمور دينهم ودنياهم والوقوف أمام الظروف العصيبة والأوضاع الكارثية والتي بلغت فيها المأساة والمعاناة حداً لا يطاق وفوق احتمال أي شعب آخر غير الشعب اليمني الصابر الصامد الحر العظيم والمفروضة عليه من تحالف عدوان سعودي إجرامي حاقد دمر وقتل وحاصر، لكنه لم يَنَلْ من الارادة اليمنية التي عبرت عنها حشود الجماهير المؤتمرية في هذه الأمسيات المجسدة للروح الميثاقية اليمنية الصادقة المسئولة الوفية لشعبها المدافعة عن سيادة ووحدة وطنها واستقلاله.
إن هذه الأمسيات الرمضانية تقليد مؤتمري راسخ رسوخ المكتسبات والانجازات التي حققها لشعبه والمواقف الصلبة التي اتخذها لبقائه حراً كريماً عزيزاً على أرض وطنه.
ومع ذلك فإن أمسيات المؤتمر الشعبي العام في ظل الحرب العدوانية القذرة والشاملة المستمرة التي يتعرض لها شعبنا للعام الثالث، تكتسب أهميتها الاستثنائية من التحديات والاخطار التي يواجهها اليمن واليمانيون في وجودهم في حاضرهم ومستقبلهم، وبالتالي تتمثل في معانيها ومضامينها ودلالاتها وأبعادها اتجاهات وخيارات منبثقة من مواقف المؤتمر المتصدية لتحالف الشر بقيادة السعودية، الداعية لوقف عدوانه الهمجي الغاشم ورفع الحصار الجائر، والعودة داخلياً الى نهج التسامح والتصالح والحوار بين القوى السياسية اليمنية، وخارجياً الى الحوار الندي مع النظام السعودي من أجل إعادة مسار الأحداث الى سياقها الذي يجب أن تسير فيه لتعود أوضاع اليمن والمنطقة الى الأمن والاستقرار الذي كانت عليه قبل فوضى مشاريع الهيمنة الدولية الخلاقة للدمار والخراب والتقسيم، وحتى يعم السلام منطقتنا والعالم.
لقد حملت الأمسيات المؤتمرية لكل ابناء اليمن -من صعدة الى المهرة- رسائل ايجابية في كافة الاتجاهات، والمطلوب أن يقرأها المعنيون في الداخل والخارج قراءة صحيحة ودقيقة ليكتشفوا حقائقها ويعيدوا التفكير فيها ليدركوا أن المعادلات القائمة على منطق الاستقواء والاستعلاء قد فشلت.. وعلينا جميعاً -يمنيين وعرباً ومسلمين- تدارك ما يمكن تداركه بإطفاء الحرائق التي التهمت نيرانها الأخضر واليابس.. فإلى هنا وكفى وحان الوقت لتغيير المعادلات والانتقال بها من السلبية الى الايجابية ليكون ناتجها أمناً واستقراراً وسلاماً لشعوبنا ودولنا وأمتنا والانسانية جمعاء.. وهذا هو الاستخلاص الأهم الذي خرج به المشاركون- قيادات وكوادر وجماهير المؤتمر الشعبي العام- من هذه الأمسيات، وكل المعنيين الذين يهمهم اليمن ووحدته وأمنه واستقراره، ومصير العرب والمسلمين وسلام البشرية.
|