حاوره/نجيب شجاع الدين - قال الشيخ محمد الكندي -رئيس اللجنة الوطنية العليا لمواجهة العدوان: إنه ليس من مصلحة تحالف العدوان المضي في مخططات تمزيق اليمن.
وناشد الشيخ الكندي رئيس المؤتمر الزعيم علي عبدالله صالح والسيد عبدالملك الحوثي والمجلس السياسي إعطاء الضوء الأخضر لوضع آلية للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد مناطق الجنوب المحتل لما من شأنها الحد من عمليات استغلال العدوان لشباب المناطق الجنوبية والزج بهم في حروب خاسرة دفاعاً عن حدود السعودية.. الى التفاصيل:
< بدايةً ما تقييمك للمشهد اليمني خاصة ونحن في الأيام الـ13 بعد الثمانمائة من العدوان السعودي المستمر المستمر على بلادنا؟
- لاشك أن أي مواطن يمني حر وشريف يتألم حين يرى في كل يوم دماء الأبرياء تسفك والممتلكات العامة والخاصة تقصف وتدمر ناهيك عن تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية جراء هذا العدوان الغاشم الذي يريد أن يجعل نفسه مستبداً وصاحب أحقية على شعب هم أسياده.
إن الهدف من العدوان على بلادنا واضح وهو الابادة الجماعية لأبناء الشعب والقضاء على النهضة والبنية التحتية والتنمية الاقتصادية والزراعية وغيرها.
ولم يترك العدوان مجالاً للشعب اليمني أن يتنفس بأي طريقة فهو يحاربه حتى على قوت يومه ولكن الشعب صامد وقوي، ولن ندخر جهداً في الدفاع عن الوطن حتى النصر بإذن الله.
< برأيك كيف يمكن إيجاد حل لأزمة اليمن وما المطلوب من الأطراف كافة القيام به؟
- لاشك أن في النهاية سوف يخضع جميع الأطراف لطاولة الحوار للاتفاق سلمياً والخروج بحل مرضٍ للجميع، إلاّ أن العدوان الخارجي لا يريد حلاً فهو يرفض الدخول في حوار مباشر مع اليمن ولا يريد أن يمنح الطرف التابع له خصوصيته اليمنية لحل المشاكل مع الاطراف اليمنية الأخرى.
إن العدوان حقيقة يضع نفسه كالعقدة في المنشار ويقف عائقاً أمام أي حل للأزمة وفق أجندة مدروسة لديه بدليل ما حدث في المشاورات السابقة في جنيف والكويت وعمان حيث كان التهرب والمماطلة والتنصل والعرقلة تأتي من قبل العدوان ومرتزقته ولم تكن من قبل الوفد الوطني.
< يتساءل الكثير عن سر صمود الشعب والجيش واللجان وتصديه للعدوان رغم امكاناته المحدودة.. ما تعليقك؟
- نحن نستمد قوتنا من الله عز وجل ومن عدالة قضيتنا.. لاشك أن تحالف العدوان بقوتهم وعتادهم الهائل يريدون أن يرهبونا لكنهم لا يرهبون المؤمنين وإنما الاذلاء أمثالهم.. أما الشعب اليمني فلا ترهبه مدرعة ولا ابرامز وقد شاهد العالم كيف أنها تدمر وتحرق حتى بالولاعات في الجبهات وعلى الحدود.
اضافة الى مظلومية الشعب وعدالة قضيته والتي جعلته يتسنفر ضد العدوان الذي لا يمانع حتى أن يرشي كل مواطن كي يناصره، لكن المبدأ اليمني والكرامة اليمنية وعزة نفس اليمني لا تسمح لنا بهذا الشيء، فماذا نقول لشهدائنا ونسائنا وأطفالنا الذين قتلوا ودمرت منازلهم ومنشآتهم وماذا نقول لوطننا الذي دكت بنيته التحتية المقدرة بـ200 مليار دولار وتحتاج لعشرات السنوات لإعادة إعمارها؟
نحن لا نملك أي ذريعة أمام وطننا سوى أن نقاتل من أجلهم.
< أنت أحد مشائخ حضرموت ومن الشخصيات الاجتماعية المعروفة.. ما تقييمك للوضع في اعماقه وفي مناطق الجنوب المحتل بشكل عام؟
- هرطقات وزوبعة في فنجان ما يحدث في حضرموت، فالعدوان عندما رأى أنه فشل في اقتحام الحد الشمالي والسيطرة على صنعاء فشل بجميع المقاييس بقواته وجيوشه التي استوردها والبغال الاسترالية وبغاله السعودية التي لديه لم يحرز مع كل تلك القوى والامكانات العسكرية أي تقدم لذلك لجأ الى حضرموت لكي يخلق بلبلة في الداخل وقد ضخ من الاموال الكثير لكي يخرج مسيرات ويشرعن للمجلس الانتقالي.. ونحن كوجهاء ومشائخ مناطق الجنوب وحضرموت تحديداً نعلنها صراحة رضى من رضى وأبى من أبى أننا لا نعترف إلاّ بوحدة يمنية واحدة وجمهورية واحدة ولن نقبل الانفصال ولن يحدث ذلك حتى قيام الساعة.
< بالنظر الى المخططات التآمرية لتمزيق اليمن ومحاولات فصل جنوبه عن شماله.. ما السيناريوهات المحتملة؟
- تحالف العدوان يعلم أن الانفصال ليس في صالحه لأنه سيلغي قرار مجلس الأمن رقم «2216» الأمر الذي يعني الغاء قرار عاصفة الحزم وبالتالي سيصبح التحالف مديناً أمام الوطن والعالم.
والحقيقة أن العدوان وعملاءه لا يهمهم سوى مصلحة انفسهم فإذا كان الانفصال يصب في مصلحتهم فيسعون لذلك واذا كان في مصلحتهم ابقاء اليمن موحداً فسيعملون على هذه الآلية.. غير أن الله رد كيدهم في نحورهم حيث اختلفوا فيما بينهم، القوات السعودية والاماراتية اختلفوا على القسمة فكل طرف يتصرف وفق استراتيجية خاصة به لكي يحقق مراده في جنوب اليمن.
وعلى كل حال نقول لهم وفروا عليكم جهودكم ومالكم ومرتزقتكم لأننا شعب يملك سيادة وطنية والشعب اليمني لا يقاس بمن يقيمون لديكم في الفنادق أو من تبتاعون وتشترون بهم في مناطق اليمن المحتلة.
مايزال للجنوبيين مشائخ ووجهاء وقيادات حرة لن تفرط بشبر واحد من أراضي اليمن شمالاً وجنوباً.
< أعلنت أن حضرموت ليست للبيع.. ما الدافع ولماذا حضرموت تحديداً؟
- كانت ردة فعل على زمرة من العناصر الانفصالية قامت بإشهار ما أسمته استقلال حضرموت كدولة اتحادية..
والحقيقة أن من يقومون بهذه الأعمال هم انفصاليون هدفهم تحقيق مكاسب شخصية تنفيذاً للأجندة المشبوهة لتحالف العدوان.. وما كان يقوم به الحزب الاشتراكي في السابق يقوم به الحراك الآن رغم أن المسميات قد تغيرت!!
ستبقى حضرموت صامدة صمود الجبال الرواسي ولن تتزحزح قيد أنملة عن باقي المحافظات اليمنية.. ودعني أقول لمن يريدون شق الصف الوطني بإنشاء دولة اندماجية إننا كنا نتمنى أن تكون القرارات الصادرة منكم نابعة من نوايا صادقة وعمل شيء لمصلحة حضرموت، ولكن للأسف ما تقومون به هو عملية بيع للوطن مقابل حفنة من المال وهو ما لن نسمح به وسيتم تطهير حضرموت والجنوب من هذه الشرذمة الرديئة.
< ناشدت رئيس الموتمر الزعيم علي عبدالله صالح والسيد عبدالملك الحوثي والمجلس السياسي بإعطاء الضوء الأخضر لوضع آلية للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد حضرموت.. ما رؤيتك باختصار؟
- أنا أكرر هذه الدعوة المهمة وقد وجهتها مؤخراً في العاشر من رمضان عندما اجتمعت محافظات حضرموت وشبوة والضالع ولحج وسقطرى والمهرة بأن يتم قرار ببند يتضمن فتح مكاتب للكفاح في مناطق الجنوب وتجييش الشباب الذي يستغل تحالف العدوان قدراته وقواه البشرية بالزج به في حروب خاسرة دفاعاً عن أراضي السعودية والحدود.. العدوان يحرق الشباب في الجنوب، وبدلاً من ذلك يجب دعوتهم للقتال في صف الوطن والذود عنه وتحريراً له من العدوان الغاشم.
< حدثنا عن تجربة منظمة المجلس الوطني الأعلى لمواجهة العدوان كمبادرة مجتمعية أنت رئيس لها؟
- المجلس الوطني وُلد من رحم معاناة الشعب اليمني الحر الأبي.. والمجلس هو مكون شعبي رافد للمجلس السياسي، نهضوي يسعى لبناء ما هدمه العدوان الغاشم، وتعبوي يسعى لتجييش الشباب وحثهم على الدفاع عن الوطن.
والمجلس انشئ برؤية ذاتية وتمويل ذاتي.. ونحن نناشد القيادة العليا ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر- والسيد عبدالملك الحوثي والمجلس السياسي الأعلى، أن ينظروا بعين الاعتبار لهذا المجلس الوطني الذي قدم الكثير منذ بداية العدوان وبجهود ذاتية ونتمنى منهم دعم المجلس لكي يحتضن أبناء الشعب من جميع الفئات.. فمن هو مناهض للعدوان يعد أحد اعضاء المجلس ولنا الشرف في ذلك.
< ما أبرز الانجازات المحققة للمجلس منذ انشائه؟
- نفذ المجلس العديد من الخطوات والاجراءات الوطنية المهمة حيث قام بزيارة المقاتلين في جبهات القتال وفي خطوط النار وساهم في دعمهم معنوياً بتكريمهم بالأوسمة والجوائز العينية، ونحن نعتبر هذا النشاط مهماً للغاية كرابط ود وتحية وتقدير من القيادة في البلاد الى المقاتلين في الجبهات.
كذلك نفذنا زيارات ميدانية لجرحى الجبهات في المستشفيات وقمنا بتكريمهم ودعمهم معنوياً باعتبارهم قدموا أرواحهم للدفاع عن الوطن كما أنهم يشكلون ركيزة اساسية تساهم في الحفاظ على استقرار وأمن الوطن.
ونقوم أيضاً بعدد من الأنشطة الخيرية منها اغاثة نازحين وأسر شهداء وغيرهم.
كل هذا تم بجهود شخصية وتمويل ذاتي، وبالتالي فإنني أطالب الجهات المختصة بالنظر إلينا بعين الاعتبار ودعم جهوده لكي نستطيع مواصلة ما بدأناه ورفع وتيرة أعمالنا لما من شأنه تحقيق نتائج جيدة تعود بالخير والنفع على المجتمع والوطن.
وأشير هنا الى أن المجلس بصدد القيام بعمل مشترك مع المجلس الأعلى لمنظمات المجتمع المدني يهدف الى تنسيق الجهود وتنفيذ العديد من الأعمال خلال المستقبل القريب.
|