استطلاع/ بليغ الحطابي -
استنكر سياسيون واكاديميون مغالطات المبعوث الاممي الى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ التي وردت في احاطته المقدمة لمجلس الأمن.. واعتبروا تلك المواقف مساندة واضحة للجلاد ضد الضحية.. وتؤكد انه مبعوث غير نزيه ولاتنطبق عليه اسس الحياد طالما وانه ارتضى لنفسه مايريدونه بحق اليمنيين بعد ان فشلوا في اخذه بالحرب والاعمال العسكرية التي فشلوا خلالها في تحقيق أي تقدم ميداني.. فلجأوا الى استغلال ولد الشيخ وتحت يافطة القرار الدولي والضغط الدولي لتمرير ومخططه التدميري علي اليمن واليمنيين.. وحثوا المجلس السياسي وحكومة الانقاذ على البحث في كل الوسائل الممكنة لإيصال صوت الشعب اليمني الذي تضرر من وساطة ولد الشيخ ومساعيه غير الحميدة، والمشعلة لنار الفتنة والتنافر بين ابناء الوطن الواحد.
داعين الاحرار في دول العالم الى التضامن مع الشعب اليمني وايقاف المسرحيات الهزلية التي يقودها الدولي ومن ورائه النظام السعودي بتحالف من امريكا وبريطانيا..والتي تقود الى مزيد من الجرائم وسفك الدماء بحق الآلاف من المدنيين اليمنيين الذين يتساقطون بغارات العدوان الهمجي السافر للعام الثالث وسط صمت دولي مخجل..

حكومة الانقاذ الوطني أعربت عن اسفها تجاه إصرار المبعوث الدولي على المغالطات، وعدم القيام بمهمته بحيادية ونزاهة وفقاً لمبادئ الامم المتحدة وميثاقها.
رفض تام..
ورفضت الحكومة جملة وتفصيلاً ما تضمنته إحاطة المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الدولي في آخر جلسة عقدها بشأن اليمن وما حملته من مغالطات بشأن المتسبب الحقيقي في تكريس الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب اليمني والمتمثل بالعدوان السعودي وحصاره للشعب اليمني.
وقال بيان الحكومة : ان توصيف ولد الشيخ لما يحدث من عدوان مستمر منذ أكثر من سنتين بأنه صراع على السلطة يجافي الحقيقة الناصعة بأن تدخل نظام بني سعود في المشهد اليمني بعدوانه أدى إلى تعقيده وعرقلة الحلول السلمية، وهو ما أعلن عنه المبعوث الأممي السابق جمال بنعمر".
وأضافت الحكومة: "ليس بغريب على ولد الشيخ توجيه الشكر لدولة العدوان وتجميل قبح وجهها ووحشيتها وعدوانها السافر في كل احاطة يقدمها لمجلس الأمن والنأي بها عن مسؤولية كل الجرائم وما يتسبب به عدوانها وحصارها من قتل وموت يومى لليمنيين".
وأوضح البيان أن ولد الشيخ تجاهل ما طرحه من مقترحات في اللقاء الذي جمعه ورئيس حكومة الإنقاذ الوطني وعدد من أعضاء الحكومة حول ضرورة تحييد الملف الاقتصادي عن الأعمال العسكرية والنشاط السياسي، وناقض في احاطته ما أظهره أثناء لقائه برئيس حكومة الانقاذ الوطني من عقلانية وتفاعل مسؤول تجاه حقيقة ما يعانيه الشعب اليمني وما يتسبب به تحديداً استمرار العدوان والحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي وكذلك توقف دفع الرواتب من قبل حكومة الفار هادي المنتهية ولايته من تأجيج للأوضاع الانسانية والصحية.. وختم المصدر بالقول: إن "مجلس الأمن يدرك قبل ولد الشيخ أن وقف العدوان ورفع الحصار هو المدخل السليم والصحيح، وهذا ما عدَّه مراقبون سياسيون الخطوة الأولى نحو السلام وليس ما عبر عنه المبعوث في احاطته بشأن الحديدة باعتبارها غاية المعتدين ومرتزقتهم وحلمهم في السيطرة على الحديدة بعد أن عجزوا عن ذلك عسكرياً".
المحلل السياسي والاكاديمي الدكتور عبدالله صلاح هاجم المبعوث الأممي واتهمه بأنه منحاز وغيرُ حيادي.
وقال صلاح :-إن ولد الشيخ أحمد تحول إلى مؤجج للحرب ويمارس الشحن الطائفي والمذهبي، ويعتمد المغالطات والافتراءات، سيما عندما اتهم اليمنيين باستهداف مكة المكرمة كذباً وزوراً وافتراءً.
وفيما اثارت إحاطة المبعوث الأممي حول اليمن في مجلس الأمن ردود أفعال غاضبة لأنه افتقد إلى الحياد وتجاوز دوره كوسيط أممي وقام بالتضليل الإعلامي، طالب الأمم المتحدة أن ترمم ما هدمه مبعوثها الذي انزلق نحو منحدر خطير بتحوله من مسئول أممي الى موظف لدى تحالف العدوان.
سمسرة ولد الشيخ
فيما يقول الاكاديمي بجامعة صنعاء الدكتور زكريا الشعيبي :- كعادته المبعوث الدولي لم يكن اميناً في احاطته التي قدمها مؤخراً امام مجلس الامن..
وكانت مغالطاته ومكائده واضحة وجلية في تجاهله الحديث عن السبب الحقيقي وراء الوضع المأساوي الكارثي الذي تواجهه اليمن..
ففي زيارته الأخيرة الى صنعاء لم يقدم جديداً وليس في جعبته قضية واحدة، فتارة يطالب بتسليم صنعاء وتارة الاغاثات الانسانية واخرى تعز واليوم حمل معه قضية الحديدة وتسليمها مقابل تسليم الرواتب لموظفي الدولة ،متجاهلاً معاناة ملايين الجوعى والنازحين بفعل استمرار العدوان والحصار البري والبحري والجوي الذي يفرضه تحالف العدوان بقيادة السعودية على الشعب اليمني.
ويضيف: كان يفترض على المبعوث الاممي ان يحمل معه رؤية جديدة لكيفية العودة للحوار والمشاورات وايقاف العمليات العسكرية ورفع الحصار عن الموانئ والمنافذ وفتح مطار صنعاء، بدلاً من من ان يأتي بفضيحته الجديدة التي تعبر عن قبح النظام السعودي وتحالفه الغاشم..
كما ان ما يتحدث عنه من عملية السلام واعادة الاوضاع الى طبيعتها ليست سوى اكاذيب ومغالطات اتخذها لمساره كمبعوث اممي غير نزيه..
وعن الاجراءات والخطوات المشددة على عدم استقبال المبعوث مجدداً، قال :
كان ينبغي ان يكون هذا الموقف من وقت مبكر منذ كشفت مراوغات ومغالطات هذا الرجل في تقاريره واحاطاته السابقة التي كانت للاسف الشديد، سبباً آخر في زيادة معاناة اليمنيين، ولو كان حريصاً على التخفيف عن اليمنيين في الوضع الكارثي الذي يواجهونه ..لكان عبر عن مهمته بحياديه ونزاهة وفقاً لمبادئ الامم المتحدة..
الجدير بالذكر أن المجلس السياسي خرج عن صمته وأوضح أن إحاطة المبعوث الدولي في مجلس الأمن اتسمت بالمغالطات والتحريض وعدم الحيادية.
هذا ويتعرض ولد الشيخ لانتقادات لدوره اللاحيادي ومغالطاته المستمرة في احاطته فتارة يزعم ان اطلاق الصواريخ اليمنية تعيق الحل وانه لن يكون هناك استقرار في ظل استمرار اطلاق الصواريخ متجاهلاً السبب الرئيس وهو استمرار عدوان السعودية على اليمن.
شريك في الجرم
وفي اتجاه ذي صلة يقول الاستاذ احمد عبدالعزيز الفقيه:- كان ولد الشيخ مفضوحاً وهو يسعى لتعبيد الطريق للعدوان للسيطرة على ميناء الحديدة، من خلال ربط مسألة دفع المرتبات بتسليم ميناء الحديدة، وهو ربط يفضح عدم حيادية المبعوث الدولي.
وما أراده ولد الشيخ هو التقدم خطوة باتجاه فتح الطريق للاعتداء على ميناء الحديدة أو تسليمه لطرف ثالث على خلفية الادعاءات السعودية الكاذبة بأنه يُستخدم لتهريب السلاح تارة وان المساعدات الانسانية التي تدخل عبره لاتصل لمستحقيها وأخيراً بقوله ان ايرادات الميناء لا تورد وهي التي يجب ان تخصص لدفع المرتبات.
ويضيف :اعتقد ان مثل هذا المبعوث لم ولن يحقق اي تقدم في العملية السياسية السلمية التي تريدها الامم المتحدة.. بقدر مايقود الى مزيد من إضعاف صوت الحق وزيادة المظالم.. وعلى تحالف الجبهة المقاومة للعدوان -وفي مقدمتهم المؤتمر وانصار الله- إدراك ان مثل هذا الوسيط لن يحقق اي حل سياسي سلمي للأزمة، بل إن مغالطاته تشجع على المزيد من القتل والانتهاكات بحق الشعب اليمني.
ويرى المحلل السياسي عبدالوهاب الشرفي ان ولد الشيخ اصبح سمساراً للتحالف السعودي بامتياز، والواجب يفرض عليه ان يقف موقفاً مبدئياً رافضاً أي هجوم على ميناء الحديدة، لأن مهاجمته يعد بمثابة عقاب جماعي وستلحق الأذى بالمدنيين بدرجة مباشرة وكارثية، لا ان يجعل الميناء محل تفاوض.
وقال الشرفي: تحدث المبعوث عن المرتبات بمنطق يمكن وصفه بالتافه لدرجة انه قال: "ايرادات صنعاء والحديدة واي محافظة اخرى" بينما لو كان الهدف دفع مرتبات الموظفين لكان قال: "ايرادات صنعاء والحديدة وعدن ومأرب وأي محافظة اخرى"، لكن ذكره فقط لمحافظتين تقعان تحت سلطة المجلس السياسي هو امر مفضوح بأنه يستهدف طرفاً معيناً من أطراف الصراع بتوظيف ازمة المرتبات وليس سعياً لحلها.
ويضيف الشرفي: كثيراً ما ابتذل ولد الشيخ في اطروحاته ومقترحاته وابرز ابتذالاته تحوله عن مقترحه لحل الأزمة اليمنية، الذي تركه وذهب للعبث في مسارات اخرى او مسارات جزئية قفزاً على مقترحه بعد ان قبلت به اطراف صنعاء كمقترح للحل. لكن ابتذاله الأخير كان فضيحة بالفعل ان يتحول الى معبّد للطريق للعدوان على ميناء الحديدة في انقلاب مائة وثمانين درجة على دوره المفترض كمبعوث اممي، حيث تأتي مناهضة صور العقاب الجماعي في طليعة مسئولياته، لكن ان يوظف مشكلة المرتبات للنيل من احد طرفي الصراع حتى ولو كان هذا الطرف لايقوم بتوريد ايراداته الى البنك المركزي، لكن الطرف الآخر يقع تحت يده النصيب الاكبر من الايرادات ولا يقوم بتوريدها مع ان البنك المركزي تحت يده، وهو انقلاب آخر على دوره كمبعوث اممي كان يفترض به ان يعترض على عدم توريد كلا الطرفين للايرادات الى البنك المركزي لتستخدم في صرف المرتبات، لا ان يتعمد تحميل طرف واحد المسئولية مع علمه ان الطرف الآخر يتحمل المسئولية وبدرجة اكبر من الطرف الاول.
خلاصة..
المبعوث الدولي لم يعد يصنع مع هذا اي اعتبار لاي مبادئ انسانية او قيم أو مواثيق فقد انتهك كل شيء بعد انتهاك حرمة دماء اليمنيين.. بل أنه يغامر بالشعب اليمني من اجل اخراج السعودية من المآزق ومن تكلفة العدوان التي سيحددها اليمنيون من تعويضات وغير ذلك.