حاوره/أحمد الرمعي - أوضح الأستاذ عبدالرحمن القلام -وكيل أول وزارة الأوقاف والإرشاد- أن منابر المساجد وجدت للوعظ والإرشاد ولا يجوز استخدامها للترويج الحزبي والتحشيد الطائفي.
وكشف وكيل وزارة الأوقاف في حوار مع «الميثاق» أن العدوان السعودي الهمجي الغاشم دمر أكثر من 2200 مسجد في اليمن منها أكثر من 800 مسجد تدميراً كلياً وتضرر أكثر من 1400 مسجد، إضافة الى تدمير عدد من المقابر وأملاك الأوقاف.. مشيراً الى أن البسط على أراضي الأوقاف بحجة التراجع عما أوقفه الآباء والأجداد من أراضٍ وبيوت ظاهرة جديدة على مجتمعنا وغير جائزة شرعاً وقانوناً.
وقال الأستاذ القلام: إن السعودية تحرم اليمنيين من أداء فريضة الحج للعام الثالث على التوالي.
مطالباً بعدم تسييس الحج لأنه ركن من أركان الاسلام لا علاقة له بالسياسة ولكن السعودية تستخدم هذه الشعيرة للضغط على الدول التي تختلف معها.
حاوره/أحمد الرمعي
< هناك من حرف رسالة المسجد عن طريقها الصحيح من خلال استخدام المنابر للترويج الحزبي وتوظيفها لصالح طرف سياسي بعينه.. ما الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف للحد من هذا؟
- من يقوم بذلك لا يفقه في الدين شيئاً، ومن يعتقد أن المنبر وجد للترويج الحزبي أو التحشيد المذهبي والطائفي من أجل التغرير بالناس فهو مخطئ فالمسجد دار للعبادة ومكان للخضوع لله واسمه بيت الله ولا يجوز توجيهه الى غير ما وجد من أجله.
< حدث مؤخراً أنه تم تغيير بعض خطباء عدد من الجوامع دون معايير وعلى أساس مذهبي.. كيف واجهتم ذلك؟
- فيما يتعلق بتغيير الأئمة والخطباء فلدينا نظام في هذا الجانب من السابق وهو أن الأهالي الموجودين أو الساكنين بجوار المسجد وفي الحي هم أصحاب القرار في تغيير الخطيب أو إمام المسجد وهذا النظام متبع في أمانة العاصمة وغيرها..فرواد المسجد الذين يترددون عليه في الصلوات الخمس هم أصحاب الحق، وأي شخص يغير أي خطيب مسجد سواءً على أساس مذهبي أو سياسي فيحق لهم أن يرفعوا بذلك للوزارة ونحن سنكون بجانبهم.
وقد حدثت تغييرات في بعض المساجد ولكن لم يحتج أحد خوفاً من أن يصيبهم أذى من الطرف الآخر وبعضهم خشي المواجهة، أما من صمد في منبره وبقي فالوزارة وقفت معه.
< معنى هذا أنه لا يتم تغيير خطيب مسجد إلاّ بطلب من سكان الحي؟
- رواد المسجد أو سكان الحي حيث يقومون بتوقيع وثيقة ورفعها للوزارة مع ابداء أسباب التغيير وهذا ما تسير عليه الأمور منذ فترة طويلة بحيث لا يبقى خطيب المسجد عرضة لممارسات أي مسئول أو أي شخص يغير ويبدل كيفما يريد، وكذلك هناك دور للمجالس المحلية في هذا الجانب.. إذاً فأهل الحي هم أصحاب القرار.
< يتردد أن هناك بسطاً ممنهجاً على أراضي الأواقف سواءً في أمانة العاصمة أو محافظات أخرى مثل إب وغيرها.. ما الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لوقف مثل هذه الممارسات؟
- للأسف أنه عندما يتعطل الأمر ويبعد القضاء يحصل مثل هذا في أي مجتمع من المجتمعات والحقيقة أن هناك ظاهرة جديدة لم نسمع بها من قبل وهي أن الشخص يحق له أن يرجع عن الوقف الذي أوقفه جد جده وهذا غير جائز فهل يستطيع الإنسان أن يسترجع بيتاً أو أرضية باعها جده أو جد جده أو والده وأنت تأتي اليوم وتقول إنه وكلك بعدما مات بالتراجع عن بيعه هذا البيت أو الأرض أوقفها لله، وهذا يأتي بعد أربعمائة سنة أو مائة سنة ويقول تراجعت عما وقفه جدي، فذلك شيء لا يتصوره العقل ولا يجوز لا شرعاً ولا قانوناً.
فيما يتعلق بأداء العمرة وفريضة الحج، من المعروف أن كثير من اليمنيين حرموا من أداء هذه الشعائر بسبب العدوان، فأين وصلتم في هذا الجانب؟
- بالنسبة للحج فقد حاولنا الأعوام الماضية بقدر المستطاع أن نفهم الطرف الآخر بأن الحج ركن من أركان الاسلام لا يتدخل في السياسة ولكن يبدو أنهم أرادوا أن يكون ركناً خاصاً بهم فقد سبق أن حرموا الحج على العراقيين قبلنا وحرموا السوريين وحرموا الليبيين وها هم اليوم يحرمون الكثير من اليمنيين من أداء هذه الفريضة للعام الثالث على التوالي ولا يستبعد أن يمنعوا السعوديين من أبناء القطيف من الحج لأنهم يعتبرون الحج ركناً ملكياً خاصاً بهم.. ولو تلاحظ حتى بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أزالوه وقاموا بإنشاء مكتبة في مكانه، وهذا عدم فهم للدين وتصرف فرعوني بحيث يتم منع أي شعب دولة إسلامية من أداء فريضة الحج للضغط على الدول وهذا أمر لا يرضاه الله ولا رسوله.
ورغم ذلك فقد حاولنا حتى أن نتواصل مع وزير هادي لأن هذا أمر لا يتدخل في السياسة ولكن اتضح أن الفار هادي والذي معه لا يحلون ولا يربطون وأن الأمر بيد السعودية وحدها وهم أصحاب القرار وهم من يتحكم في الأراضي المقدسة.
< ماذا عن العام الماضي هل حج أحد؟
- حاول بعض الحجاج الدخول من الحدود البرية وخاصة عن طريق العبر وللأسف توفي مجموعة منهم بسبب ما لاقوه من متاعب حيث بقوا في المنفذ لأسابيع مما أدى الى وفاة 8 حجاج، وبعد ذلك أدخلوا مجموعة بسيطة والبقية عادوا الى محافظاتهم.
< العدوان دمر عدداً من المساجد وخاصة المساجد التاريخية منها هل لديكم احصائية بعدد المساجد التي دمرها العدوان؟
- هناك مساجد دمرها العدوان السعودي بالقصف الجوي والصاروخي وأخرى فجرها عملاؤهم المتواجدون على الأرض.. والحقيقة أن بين العدوان والتاريخ مشكلة كبيرة حيث دمر الكثير من المساجد التاريخية لأنه عدوان بدون تاريخ فماذا تتوقع منه فهو يستهدف التاريخ وليس المساجد فقط وإنما أي معلم تاريخي يمني.. إذاً فمشكلتهم أنه لا يوجد لهم تاريخ ولا يوجد لهم جذور.. وعندما يكون لديك نقص في جانب ويوجد في شخص آخر تحاول أن تحبطه حتى لا يتفوق عليك وهذا ما يفعله العدوان.
< ما عدد المساجد التي دمرت والتي تضررت؟
- ما تم تدميره من المساجد خلال الفترة الماضية من قبل العدوان السعودي الغاشم أكثر من 2200 مسجد في اليمن، 800 تم تدميرها تدميراً كاملاً، و1400 مسجد تضررت أضراراً مختلفة، اضافة الى تضرر الكثير من أملاك الوقف بما فيها المقابر التي لم تسلم من شر هذا العدوان.. يعني لم يسلم من العدوان السعودي لا الأحياء ولا الأموات.
|