مطهر الاشموري - ونحن في العام الثالث للعدوان على اليمن فإننا اصبحنا في التعاطي والتحليل إلى قراء أو استقراء من منظور ومناظير أوفهم ومفاهيم الاخرين الشركاء بأي قدر في هذا العدوان أو حتى الاعداء الذين عرفوا تجاه اليمن والشعب اليمني يمكن القول انه بقدر شراكة الولايات المتحدة في هذا العدوان على اليمن تكون الأمم المتحدة شريكة بذات السقف بسبب وضع الهيمنة الأمريكية عالمياً وعلى هذه المنظمة وربطاً بالمشروع الامريكي العالمي أو العولمة ومن ثم تحت تأثير المال السعودي الذي تم عولمته لتجييش العالم المواقف والسلاح ولإرهاب والمنظمات الارهابية وحتى المرتزقة والجيوش المرتزقة لتشارك في هذا العدوان .
ونحن في العام الثالث للعدوان فنحن لم نعد نتحسس من العناوين والمصطلحات التي استعملها العدوان لأن تفعيل العدوان استهلكها وفضحها حتى فقدت أي تأثير ومن ذلك ثنائية «شرعية وانقلاب»
سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق قال في أشهر تصريحاته ان الولايات المتحدة ورطت المملكة في اليمن.
ما لا يمكن قوله من الأمم المتحدة مقارنه بذلك هو أن الولايات المتحدة ورطت الأمم المتحدة في الشرعنة للعدوان على اليمن.
الأمم المتحدة لم تعد فقد مورطة أو متورطة بل أن شرعنتها للعدوان بات مأزقاً لها باليمن في ظل فشل الخيار العسكري وفي ظل استمرار العدوان بكل إجرامه وجرائمه وإرهابه وما تضيفه ضغوط الجانب الإنساني وما أفضى إليه الحصار في هذا العدوان من تجويع وانتشار للأوبئة.
أين هذه الشرعية وأين هذا الانقلاب الذي شرعنت الأمم المتحدة للعدوان على أساسهما؟
هل أصبحت الشرعية هي «الارهاب» الذي لاشيء غيره كمشروع ومعطى للعدوان في الواقع وهل الطرف الفاعل في الحرب ضد الإرهاب في واقع اليمن هو من يوصم بالانقلاب ليحاربه العالم بشراكة الأمم المتحدة بالإرهاب؟
النظام السعودي ذاته مارس انقلابين لم يلتزم فيهما حتى بالمعايير الأسرة ومايسمى مجلس البيعة كشرعية أو مشروعية في السعودية وتمثل ذلك في الإطاحة بمقرن بن عبدالعزيز كملك أو حتى ولي عهد ثم الإطاحة مؤخراً بمحمد بن نايف ولي العهد فكيف لهذا النظام الفاقد للشرعية مقارنة بأي نظام آخر في العالم ان يتحدث عن شرعية غيره أو يمارس عدوانه ضد انقلاب أو من أجل شرعية لغيره وكيف تشرعن الأمم المتحدة لعدوان هذا النظام الفاقد لأي شرعية لممارسة عدوانه ضد انقلاب أو من أجل شرعية لغيرة؟
سقف العدوان الزمني وهو في عامة الثالث غير دماره الأوسع وجرائمه الاشنع وإرهابه الابشع في التاريخ بات مستحيل تبريره بثنائية انقلاب وشرعية وكلاهما لايستند إلى واقع أو وقائع.
الأمم المتحدة التي لم تشارك في كل تاريخها بهذا المستوى من العدوان أو الحروب ولم تشرعن لمثلها هي باتت في ورطة وفي مأزق بالشرعنة لهذا العدوان وذلك ما بات فوق قدرة التغطية عليه بالألعاب الأمريكية أو المشروع الأمريكي ولنا فقط التوقف أمام حصار اليمن للعام الثالث مقارنة بما يسمى حصار قطر.
دعونا ننتقل إلى مشهد أو متغير آخر في المنطقة جاء من قمة الرياض «الترامبية» وهو يعني أن تصبح أولوية العالم في المنطقة الحرب ضد الإرهاب الأخواني ومعطى ذلك جاءت الأزمة مع قطر ربطاً بتركيا.
الوصول إلى قرار أو اقرار هذه الأولوية عالمياً يعني تلقائيا أن تنهي الأمم المتحدة شرعنتها للعدوان على اليمن والمرتبط به حصار مطبق خارج هذه الشرعنة ليمارس تفعيل هذه الأولوية المفترضة في اليمن كحرب ضد الإرهاب.
هذا مابات يقدم ورطة بل ومأزق الأمم المتحدة أو الشرعية الدولية باليمن في سياق شرعنتها للعدوان فوق أي ألعاب دولية أو أمريكية وفوق أي مشروع أمريكي أو عالمي!
واجب ودور الأمم المتحدة أن تعالج سبب انتشار وباء الكوليرا في اليمن وشرعنتها للعدوان من أهم أسباب ذلك وليس ان تتباكى أو تمارس دعائية وادعائية انها تساهم في معالجة المصابين بهذا الوباء.
|