فيصل الصوفي - بوق النظام السعودي في نهاية رمضان الأخير أنه افشل عمليتين إرهابيتين، كاد إرهابيون يستهدفون بواحدة منهما مسلمين يؤدون صلاة التراويح في الحرم المكي، وأن الانتحاري المكلف تفجر بحزامه الناسف في مبنى يقع بالجوار ونسفه أيضا! حدث هذا والنظام السعودي ينفذ مناورة بذخيرة « فشنج» لإصابة القطري التابع، وليقنع السيد ترامب والسيدة ماي أن المشكلة تتعلق بتمويل قطر للإرهاب الذي يستهدف المملكة حتى في وقت التراويح، لكن يبدو أن الأمريكيين غير متحمسين للمناورة لمعرفتهم أن أصل وفصل الإرهاب سعودي قبل أن يكون قطريا.. قبل ذلك بنحو عام زعم النظام السعودي أنه قتل إرهابيا يتمنطق بحزام ناسف على بعد خطوات من صلاة التراويح في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وحينها كان النظام السعودي يبوق بابواق كبيرة أن الحرمين الشريفين باتا هدفين للشعب اليمني المجوسي.. وباستثناء قليل من رجال الدين المغلمنين، لم يصدق العالم الافتراء السعودي، الذي حاول به تغطية جرائمه بحق شعب تقتله طائرات وصواريخ ومدافع وبوارج خادم الحرمين الشريفين يوميا منذ 26 مارس 2015م.
تنظيمات القاعدة وداعش والنصرة وأنصار الشريعة وسائر التنظيمات الإرهابية الأخرى السلفية الوهابية- السعودية، يمكن أن نتصور قيامها بأي شيء محرم ومجرم، لكن النظام السعودي ليس بمقدوره أن يقنع أحدا أن أيا من هذه التنظيمات السلفية الوهابية يمكن أن تستهدف الحرمين الشريفين دون إيعاز منه.. يمكن أن يكون استهداف الحرم المكي أو النبوي أمرا متوقعا من قبل جماعات إرهابية سنية، عندما تقرر مخابرات النظام السعودي استخدام هذه الجماعات لأغراض تخدمه، بالطرق الوسخة التي عرف بها.
لو كانت هذه الجماعات الإرهابية تتقن العمل السياسي، ولو في الحدود الدنيا من قواعد «السياسة الشرعية»، لكانت قد أصبحت تحكم ثلث عدد البلاد العربية والإسلامية، لأن النظام السعودي- الوهابي الثري للغاية قد نشر الثقافة السلفية الحاملة للإرهاب في مجتمعات هذه البلدان ومهدها لتقبل هذه الجماعات، لدرجة أن أشياخا أزهريين كبارا في مصر العلمانية صاروا يتخذون محمد بن عبد الوهاب إماما لهم.. ولكن من حسن حظوظ أغلبية هذه المجتمعات أن التنظيمات السلفية الوهابية لا تفقه في السياسية شيئا، أو قل أن ذلك ليس من مطالبها، ولذلك هي تباشر المجتمعات بالتحريم والتجريم والقتل والنسف وتخريب البنيان واغتيال العقول وتدمير التراث التاريخي ودهس الأبرياء في الشوارع.. وعندما تقوم تحالفات دولية غربية- خليجية- إسلامية، بصلي تلك التنظيمات بحمم جوية يفرح معظم المسلمين بذلك، ويسكت المشايعون، حتى أننا لا نرى أحدا يتضامن مع هذه الجماعات التي تهلك جماعيا بوقود جهنمي في الشام والعراق وليبيا، وبقدر اقل في اليمن، ولو أن كلابا تصلى وتفنى من الوجود بهذه الطريقة لكان ذلك مدعاة للتضامن الواسع الإسلامي وغير الإسلامي مع حقوق الكلاب.
ما الذي أنجزته التنظيمات الإرهابية السنية السلفية الوهابية غير ما ذكرنا؟ لا شيء.. أصبحت بمثابة شركات مقاولات من الباطن للقتل والتخريب.. ففي الظاهر مجاهدون في سبيل الله، وفي الأصل مستخدمون من قبل المخابرات السعودية والقطرية والإسلامية والعربية والغربية للقيام بمهام قذرة لم تعد أجهزة المخابرات تقبل على نفسها القيام بها في عالم مكشوف جديد ومتحضر.
|