موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 11-يوليو-2017
راسل عمر -
منذ كنت صغيرا وانا اسمع خطباء وأئمة المساجد يدعون عقب كل خطبة أو محاضرة بهلاك الكفار «اليهود والنصارى».. ومن تلك الأدعية التي لم أكن احب سماعها ولا اقبلها كوني أعدها أدعية تعكس ضعفا وهوانا وقلة حيلة من ناحية .. وتكشف من ناحية ثانية عن التطرف الديني والتحريض على كراهية ورفض الآخر المختلف عنا دينا وعقيدة وهوية وثقافة - من تلك الأدعية :
«اللهم عليك باليهود والنصارى ومن عاونهم ومن فتح ديار الإسلام لهم.. اللهم أعم أبصارهم وصم آذانهم وأفقر غنيهم واجعل الدائرة عليهم ورمل نساءهم ويتم أطفالهم
ودمر أسلحتهم واخسف بهم الأرض وسلط عليهم من لا يخافك ولا يخشاك ولا يرحمهم»..
وأيضا.. «اللهم زلزل اراضيهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر وارنا فيهم عجائب قدرتك .. اللهم اجعل نساءهم واموالهم وممتلكاتهم غنيمة لنا»..!!!
وغيرها من الأدعية التي تقشعر لها الأبدان .. وتنفر سامعها وتبعده عن هذا الدين وكل من يعتنقه ويؤمن به .. فما بالنا إن كان من يسمعها يهوديا أو مسيحيا يرغب الدخول في الإسلام والإيمان بدين الله المنزل على نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم ؟!!! ..
هل هذا هو الإسلام بالله عليكم.. هل حثنا نبينا عليه افضل الصلاة والسلام على الدعاء بمثل هذه الأدعية بما تكتنفه من غلظة وغلو وتطرف وتشدد.. والإسلام براء منها .. وهل أمر الله نبيه محمد بتعليمنا مثل هذه الأدعية البائسة وغير المقبولة لأولي الألباب ، وهو القائل في محكم آياته « فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ..»
وقوله تعالى..»ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ..».
فكيف ستدعو الآخر المختلف للإسلام والإيمان بدين الله وأنت تدعو عليه بالبؤس والشر والهلاك وسبي نسائه وأطفاله وأمواله ؟!!
هل منهج الدعوة الإسلامية يقوم على الرفق واللين والرقة والرحمة..، أم يقوم على العنف والشدة والغلظة والنقمة.. ؟!!
وماالمقصود من قوله تعالى «وجادلهم بالتي هي أحسن»؟! ..
المقصود هنا الحوار مع المخالفين بأحسن الطرق وأرق الأساليب التي تقربهم ولا تبعدهم.. تحبب فيهم الإسلام ولا تنفرهم وتدفعهم لكراهيته أكثر وكراهية كل من يدين بدين الإسلام..!!
منذ عشرات السنين ونحن نستمع من عتاولة الدين إلى مثل هذه الأدعية فماذا كانت النتيجة.. هل استجاب الله لها وأصبحت بلاد اليهود والنصارى بايدينا، ونساؤهم سبايا ..؟!
الله سبحانه وتعالى لم يستجب لمثل هذه الأدعية لانها ليست من الإسلام ولم تتضمنها دعوته ورسالة نبيه عليه افضل الصلاة والسلام..
والمخزي والمخجل أننا مازلنا نستمع لمثل هذه الأدعية من قبل تجار الدين ممن يعتلون المنابر ويظهرون على الفضائيات ولكن بطريقة أخرى أكثر غباء وبؤسا وحمقا..
اليوم هؤلاء الذين لايفكرون إلا بسبي النساء والأطفال والفوز بالغنائم يدعون بنفس تلك الأدعية وكل منهم يسقطها على المسلم الآخر حسب اختلاف التوجهات والمذهب..، بل ويكفرون بعضهم بعضا..!!!!
أساءوا للدين الإسلامي ولنبينا الأعظم ورسالته الفاضلة وبسببهم تحول الإسلام إلى إرهاب والمسلمون إلى إرهابيين..!!! .
هذه هي الحقيقة الواقعة والماثلة للعيان اليوم ولا يمكن نكرانها أو تجاهلها والقفز عليها..
كل هذا بسبب الخطاب الديني المليئ بالجهل والتخلف والغباء والحماقة..؛ والمشكلة الأكبر أن هناك من تجار الدين من يسمون أنفسهم علماء ومشائخ ودعاة يصرون على الاستمرار بهذا المنهج الغبي والبائس..
ياتجار الدين انظروا الى حواليكم والى بلدانكم وشعوبكم كيف تحيا وتعيش اليوم.. حروب.. قتل.. دمار.. بؤس.. شقاء.. نزوح.. تهجير.. فقر.. مرض.. وكأن أدعيتكم البائسة تلك انعكست على بلدانكم وشعوبكم.. !!!!
تجار الدين هؤلاء هم دعاة الغلو والتشدد والتطرف.. المروجون للقتل تحت مفهوم عقدة الأجنبي أو « الكفار والمشركين «.
هؤلاء هم من يسهمون في إشاعة الخراب والدمار في أوطاننا .. وهم من يشوهون الإسلام ويدفعون الآخر للاستمرار في إلصاق صفة الإرهابي بكل عربي ومسلم..
فما أحوجنا إلى خطاب ديني توعوي يعتمد الوسطية وينتهج الاعتدال ويدعو لتجاوز كل المخلفات .. وكل المؤامرات التي تتأبط بنا وبأوطاننا الشر .. ما أحوجنا إلى خطاب يوحد ولا يفرق .. يجمع ولا يشتت .. يحدد معالم الغد التي حددها لنا الإسلام ديناً وفكراً ومنهاج حياة .
ما أحوجنا إلى الاصطفاف الجمعي ضد كل لغات التطرف والغلو والإرهاب..، والإدراك بأن ديننا دين حب وسلام وكلمة طيبة.. لا دين يحرض على الآخر المختلف ويدعو لقتله وهلاكه ودماره وسبي «نسائه»..
استيقظوا ياأمة ضحكت من جهلها الأمم.. !!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)