حسين الخلقي - حرب حامية الوطيس في القنوات الفضائية بين اربع دول (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) ضد قطر قبل اسبوع انتهت المهلة المحددة لقطر بتنفيذ الـ 13 شرطاً التي تفرضها الدول الاربع وبهذا تزداد الهوة بين الطرفين.. القرار ليس بيد اي من الدول الخمس ، لأن كل مفاتيح اللعبة في البيت الأبيض الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة الحل والعقد وخصوصاً على انظمة هذه الدول الخمس ، وخلف ستار الوساطة الكويتية تقف الولايات المتحدة الأمريكية.
نعلم جميعاً أن قواعد عسكرية أمريكية رابضة في هذه الدول ، بل ان قطر تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم .. مخطئ من يقف مع طرف ضد الطرف الآخر في هذه الأزمة ، لأن كليهما يتسابقان لإرضاء البيت الأبيض ،ينفذان مايملى عليهما من ادارة ترامب، وعند ترامب النبأ اليقين والقول الفصل في هذه الأزمة.. الدول الخمس ضمن تحالف العدوان السعودي على بلادنا ، الوقوف مع أي طرف معناه التفريط باليمن ودماء الشهداء وتأييد ضمني للعدوان الغاشم والحصار الظالم .
اعتقد أن ابرز ما في هذه الأزمة انها اسقطت الستار وكشفت عورة الدول الخمس ، ومدى ركاكة أنظمتها العميلة للولايات المتحدة الأمريكية وتورطها في دعم الإرهاب وأن الإرهاب صناعة أمريكية بامتياز بدليل تصريح (ديفيد بترايوس) الرئيس السابق لوكالة المخابرات( السي أي ايه) الأمريكية: «أن استضافة قطر للقيادات الإرهابية كان تنفيذاً للمطلب الأمريكي» .
هذه الأزمة وضحت أن مجلس التعاون الخليجي مجرد ديكور لاحول له ولا قوة وقف عاجزاً عن حل الخلاف بين أعضائه، اهم ما في هذه الأزمة هو اجتماع ايران وتركيا في خندق حماية قطر ، وهما المتصارعان في سوريا.
تحركت ايران لتجمع تأييداً دولياً لقطر ، أليست قطر هي الراعي الرسمي للإرهاب ، وسبب دمار سوريا الحليف الابرز لطهران، بل وتحركت عشرات الطائرات الإيرانية محملة بالمساعدات الغذائية للدوحة .
بكل وقاحة تتحدث المنظمات الدولية عما أسمته حصار قطر ، الذي لايمثل شيئاً مقارنة بالحصار الظالم على الشعب اليمني والعدوان الغاشم منذ عامين ونصف.. سبحان من جمع امريكا وايران ، وكذلك تركيا وايران ، والأنصار والإخوان في خندق واحد ، الخوف على قطر وفلوسها.
كلهم قلوبهم قلقة جداً على قطر ، لكن للأسف قلوبهم لاتؤلمهم تجاه ما يحصل للشعب اليمني والشعب السوري من قتل ودمار.
مهما عملت ايران فالنظام القطري لن يخرج من الحظيرة الأمريكية ، ولن يقول (لا) لترامب ، فلاداعي للقلق ياهؤلاء ، هونوا على أنفسكم ، لاتكيلوا بمكيالين .
قطر لديها علاقات مع الكيان الصهيوني عبر مايسمى المكتب التجاري ، وكذلك الدول الثلاث هاهي تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني اما مصر فقد سبقت الجميع.. لاتنجروا خلف الحرب الحامي غبارها في القنوات الفضائية ، وتصريحات وزراء الخارجية ، لأن السيناريو كتب في غرفة عمليات(تل ابيب)، والدول الخمس لاحول لها ولاقوة هي مجرد كومبارس تؤدي الدور حسب النص بالتمام والكمال وتوريد الأموال الى حساب الادارة الأمريكية ، معتقداً كل طرف انه الأقرب الى قلب ترامب وأنه الكسبان، فيما الحقيقة ان كليهما غبي وخسران ، ومع المشروع الصهيوأمريكي بريطاني ضد الامة العربية والإسلامية ، ونعلم جميعاً أن الهم الأول لترامب وادارته هو توفير الأمن للكيان الصهيوني بتحجيم الدول العربية والإسلامية وتمزيقها الذي نفذ عبر مؤامرة الربيع العبري 2011م الذي يأتي عدوان عاصفة الحزم ضمن حلقات هذا التآمر ، والهم الثاني لإدارة ترامب هو نهب الثروة العربية .
الدول الاربع تشن هجومها على قطر بتلويح امريكي ، وقطر ترفض بإيحاء أمريكي ايضاً ، في الوقت الذي الأمة العربية والإسلامية تعاني من الفقر والمرض والجهل ، فيما انظمة هذه الدول تبعثر بالثروة العربية والإسلامية وترسلها رشاوى لتنال رضى الإدارة الأمريكية.
وكما يقول المثل اليمني الشهير «أربعة شلوا جمل والجمل ما شلهم».. وصحّ النوم ياعرب .
|