فيصل الصوفي - مملكة بني سعود وصويحباتها فرضت على دولة قطر مقاطعة اقتصادية من البر والجو وبعض البحر، وعلى الرغم من أن تلك المقاطعة التي تصيح منها حكومة قطر من كل المنابر والمحافل المدوية، فرضتها ثلاث دول فقط من الناحية العملية هي السعودية، البحرين، والإمارات.. بينما دولة قطر شاركت وتشارك غيرها في فرض حصار شامل على الشعب اليمني، مصحوباً بعدوان عسكري لا سابقة له في التاريخ العربي.. تصيح وتشكو من فعل حرصت على القيام بما هو أقسى منه بحق الشعب اليمني.. يشهر المسئولون القطريون بالسعودية- وهي مستحقة- لأنها قدمت رشاوى لدول مثل جيبوتي والمالديف وسيشل لكي تتخذ مواقف سلبية تجاه قطر، بينما قدمت هي نفسها رشاوى لدول ومنظمات لكي تتخذ مواقف أكثر سلبية تجاه الشعب اليمني.. يشكو المسئولون القطريون من تعرض 190 طالباً للطرد من السعودية والبحرين، ويعلن النائب العام القطري عن خطة لرفع دعاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحاكم وأوروبية للمطالبة بتعويض الخسائر المالية الناتجة عن مقاطعة السعودية لها، بينما قطر هذه شاركت وتشارك في حرمان ألوف الطلاب اليمنيين من الدراسة في الخارج، وتشارك في تعطيل المطارات والموانئ اليمنية، وشاركت في قتل وجرح أكثر من خمسين ألف يمني، وفي تدمير البنى الأساسية للتعليم والصحة والنقل والمواصلات والزراعة والطاقة.. تزن قطر بمكيالين مختلفين تماماً، تشكو من الآخرين لأنهم يفعلون بها الشيء نفسه الذي تفعله ضد اليمنيين، ولذلك لن تجد يمنياً محترماً يتعاطف مع المظلمة القطرية.. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، يريك المسئولون القطريون كم هم مستحقون للمكافأة السعودية، يدفعون عن أنفسهم تهمة دعم الإرهاب بالقول إننا قدمنا للجماعات الإرهابية دعماً أقل مما قدمته وتقدمه السعودية، إن موقفنا من الإرهاب أكثر تقدمية من موقف باقي الدول الخليجية.. وهناك احتمال مرشح أو مرجح بأن قطر قدمت للحكومات الغربية ما كانت تجهله عن الدعم السعودي للإرهاب، وإلا كيف نفهم قول الأمريكيين إنه "لا توجد أيادٍ نظيفة" في الأزمة الخليجية الحالية! وما الذي جعل البريطانيين ينطقون في هذا الوقت ويقولون إن السعودية تقع في رأس قائمة الداعمين للإرهاب في العالم.. ومع كل ذلك يبقى الوجه القطري قبيحاً، ويزداد قبحاً بالفتاوى"الشرعية" التي لاتزال تصدر من المفتين الشرعيين لتنظيمات الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة والنصرة وبيت المقدس لصالح قطر، بوصفها مصدر المال الغزير الذي تحصل عليه التنظيمات الإرهابية.
|