عبدالفتاح علي البنوس - الأوطان لا تبنى بالتطبيل والتبجيل والتمجيد والنفاق والتزلف للحكام والقادة والزعماء والرؤساء والتغني بأمجادهم وبطولاتهم الخارقة للعادة والدعاء لهم بطول العمر، وإنتاج الأغاني والأناشيد والقصائد والزوامل التي تمدحهم وتثني عليهم وتعدد مناقبهم وتصفهم بما فيهم وبما ليس فيهم، وصولا إلى حد المبالغة والإسراف والإغراق في الثناء عليهم بصورة مبالغ فيها إلى حد التأليه والخروج عن نطاق المعقول والمقبول والمنطقي .
الأوطان تبنى بسواعد الرجال المخلصين الأوفياء والقادة العظماء الذين يؤمنون بأن المسؤولية تكليف لا تشريف ومغرم لا مغنم ويعملون بجد وإخلاص وتفان ونكران ذات من أجل خدمة شعوبهم وأوطانهم بحكم المسؤولية المنوطة بهم والمهام الموكلة إليهم، العمل الدؤوب الذي لا يراد منه شهرة أو إطراء أو جزاء من أحد غير الله، فالقادة الأفذاذ هم من يعملون لأجل شعوبهم وأوطانهم ويبذلون الغالي والنفيس من أجل وصولها إلى مستويات متقدمة من التقدم والتطور والرفعة والازدهار وعلو شأنهم بين الشعوب .
هذا هو واجبهم ولافضل لهم على شعوبهم ما داموا قبلوا بتولي المسؤولية وإدارة شؤون بلدانهم وشعوبهم، والتاريخ كفيل بإنصافهم والحديث عنهم وعن إيجابياتهم وسلبياتهم وعن إنجازاتهم وإخفاقاتهم بتجرد وإنصاف دونما مبالغة أو إغفال أو تزييف أو تطبيل.تعبنا ومللنا وهرمنا من التطبيل والتملق والنفاق والتزلف للحكام والزعماء والرؤساء، فهي سلوكيات تقود هؤلاء نحو الفرعنة والتشبث بالسلطة على حساب أمن وسيادة واستقلال أوطانهم وعلى حساب أبناء شعوبهم كما هو حال الدنبوع هادي.
إننا بحاجة للنقد البناء والتقييم الدقيق لكل المراحل والأزمنة والذي يفضي إلى تصويب الأخطاء وتقويم الإعوجاج وإظهار أوجه النجاح والإنجاز وكشف مكامن الخلل والقصور .
بدون زعل لن تجدي سياسة تأليه وتقديس الأشخاص وتمجيدهم وتصويرهم على أنهم سفن النجاة وقوارب الإنقاذ، وأنه لولاهم لما كانت الشعوب والأوطان ، لا مانع من شكرهم والثناء عليهم ولكن في حدود المقبول والمعقول بدون شطحات ونطحات ، فهم وجدوا من أجل خدمة الناس لا العكس.. ولنا في شخصيتي باني نهضة ماليزيا مهاتير محمد والرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي القدوة والمثل الأعلى في هذا الجانب.
وحتى الملتقى ... دمتم سالمين.
|