|
|
|
حوار/ توفيق الشرعبي - أكد الأستاذ يحيى دويد -عضو اللجنة العامة للمؤتمر عضو الوفد الوطني- أن المؤتمر الشعبي العام لم يدّخر جهداً في تقديم التضحيات والتنازلات والجهود في سبيل الخروج من الأزمة المفتعلة منذ عام 2011م وما تلاها لاحقاً في مواجهة العدوان ومحاولة إيقافه ورفع الحصار الشامل والجائر على بلادنا، ومازالت هذه الجهود مستمرّة حتى اللحظة وستستمرّ في قادم الأيام طالما استمرّت هذه الظروف، منوّهاً إلى أن "الأيام القادمة ستكون كفيلة بكشف ذلك وتخليد هذه الجهود في سفر المجد الوطني للمؤتمر وللقوى السياسية التي انحازت إلى جانب الوطن وأبناء الشعب اليمني".
لافتاً الى أن المؤتمر الشعبي العام ولد من رحم الحاجة والمعاناة وجسدت ولادته الحكمة اليمانية، وكان تأسيس المؤتمر تدشيناً لمرحلة السلام والوئام السياسي والاجتماعي والعطاء والتنمية والتعايش بين اليمنيين. واعتبر دويد مبادرة مجلس النوّاب الأخيرة لحل الأزمة اليمنية خطوة محمودة تحسب لمجلس النوّاب، وإن لم يتم التقاطها والتعاطي معها إيجاباً من قبل دول العدوان أو من قبل الأمم المتحدة أو الأطراف الدولية الفاعلة كما كان متوقّعاً سلفاً، إلا أنها حقّقت نتيجة إيجابية في كشف وتعرية المواقف المنحازة وازدواجية المعايير التي يتم التعامل بها مع الأطراف المختلفة من قبل الأمم المتحدة والأطراف الدولية، كما أنها تعتبر حجراً ساهم في تحريك المياه الراكدة.
قضايا أخرى مهمة تحدث عنها الشيخ دويد في سياق الحوار التالي:
♢ أستاذ يحيى دويد ونحن نستعد للاحتفال بتأسيس المؤتمر الشعبي العام نسترجع معكم المساعي التي بذلها المؤتمر لإيجاد حلول لمشاكل وقضايا وازمات اليمن ونجح في مراحل مختلفة في اخراجه وتجاوز به مصاعب وتحديات كبرى.. إلامَ يمكن ارجاع ذلك..؟
- ونحن على بُعد أيام من الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة علينا والمتمثلة بالذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي مثل تأسيسه تدشيناً لمرحلة السلام والوئام السياسي والاجتماعي والعطاء والتنمية والتعايش بين اليمنيين في شتى المجالات ما كان لها أن تتحقق لولا ولادة المؤتمر الشعبي العام الذي قاد تلك المرحلة ولا يمكننا الحديث عن المساعي التي يقودها المؤتمر لإيجاد حلول للمشاكل وقضايا وأزمات اليمن والتحديات والمصاعب الكبرى التي تمكن من تجاوزها دون الحديث أولاً عن الظروف والمصاعب والتحديات التي سبقت ورافقت مرحلة تأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي ولد من رحم الحاجة والمعاناة وجسدت ولادته الحكمة اليمنية وكذلك الصعاب والتحديات التي رافقت مسيرته فقد كانت اليمن تعيش حالة من الصراع الدموي المستمر بين الشمال والجنوب من جهة وعلى مستوى كل شطر كذلك بين القوى السياسية التي كانت تعمل بشكل مستتر وهدف كل منها ازاحة الآخر والقضاء عليه، والاستئثار بالسلطة الأمر الذي عكس نفسه على حالة من الحرمان التنموي شبه التام لكل مناطق اليمن وفي مختلف المجالات وكانت كثير من الامكانات تسخر لتغذية الصراعات العسكرية، كما أن انعدام المشاركة السياسية كانت السمة الغالبة للمراحل التي سبقت تأسيس المؤتمر الشعبي العام وبما أن المؤتمر ودليله النظري الميثاق الوطني الذي شاركت في صياغته والاستفتاء عليه كل القوى السياسية المتواجدة على الساحة اليمنية آنذاك وكل فئات ومكونات المجتمع اليمني دون استثناء قد أوجد الحلول العملية الناجعة لمشكلة المشاركة الساسية التي كانت تمثل محور وجوهر الصراع فقد تمكن بداية من نزع فتيل الصراع وضمان انصراف الجميع الى المشاركة السياسية البناءة القائمة على ثوابت وطنية توافق عليها الجميع والانخراط في مسيرة العطاء والبناء والتنمية ومن الصعوبة بمكان على أي شخص يستعرض الصعوبات والتحديات والمشاكل التي خاضها المؤتمر والمساعي التي بذلها على مدى عقود من الزمن لتجاوزها والتغلب عليها ولكن نستطيع إيجاد مقاربة بسيطة من خلال محاولة استعراض بعض النتائج التي تحققت خلال مسيرة العطاء تلك والتي من أبرزها تحقيق المشاركة السياسية التي أفضت الى حالة من الأمن والاستقرار لسنوات طويلة وكذلك عكست نفسها على التنمية والدفع بعجلة التنمية خطوات متسارعة تجسدت في العديد من المشاريع التنموية في مختلف المجالات وكذلك تحقيق الوحدة اليمنية والنهج الديمقراطي وترسيم الحدود البرية والبحرية مع مختلف دول الجوار وتحقيق تنمية غير مسبوقة في تاريخ اليمن القديم والمعاصر ويُعزى كل ذلك بالاعتراف بالآخر والقبول به وبمشاركته والى نهج الحكمة والاعتدال التي تميز وانفرد بها المؤتمر الشعبي العام في نهجه وإيمان قيادته بكل ذلك.
♢ برأيكم ما الاختلاف بين أزمة 2011م وما بعدها عما سبقها من ازمات مرت بها اليمن..؟
- أغلب أزمات اليمن في مختلف المراحل هي بفعل التدخل الخارجي سواءً أكان دولياً أو إقليمياً وأزمة العام 2011م وما تلاها هي امتداد لهذا التدخل الخارجي ولا تختلف عما سبقتها إلاّ في كون الخارج أكثر سفوراً ومجاهرة وأدواته المحلية أكثر عبودية وخنوعاً وهذا الأمر يضعف فرص اليمنيين الى التوصل الى حل وإحلال السلام لأن بعض الفرقاء اليمنيين مسلوبو الإرادة ولا يستطيعون الانخراط في حلول لا تتوافق كلية مع مصالح الأطراف الخارجية التي تتبناهم وتعيلهم ويعملون لحسابها، اضافة الى أن ما نشهده منذ العام 2011م وحتى الآن يعد أكثر كارثية وشمولاً عما سبقه من أزمات قياساً بحجم الخسائر والتضحيات المادية والبشرية والتعقيدات السياسية ووجود العدوان العسكري المباشر على اليمن براً وبحراً وجواً وكذلك الحصار الجائر والشامل الذي قام العدوان باستحداثه على اليمن.
♢ من موقع مشاركتكم الفاعلة في العملية السياسية.. اين مكامن الخلل الذي أدى إلى فشل المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني وعودة بعض القوى إلى مربع الصراع السياسي والمسلح وصولاً إلى استجلاب العدوان الخارجي على اليمن في شكل التحالف السعودي..؟
- اثبتت الأحداث أن هوجة أو أزمة 2011م كان مخططاً لها أن تدوم حتى تؤتي النتائج التي ترضي الفاعلين الدوليين والإقليميين الواقفين خلفها لا أن تسفر عن نتائج خلافاً لإرادتهم ومصالحهم حتى وإن كانت تلك النتائج في مصلحة الشعوب والبلدان.. والأحداث المتتالية حتى الآن اثبتت ذلك.. ففي اليمن كان بالإمكان تجسيد نموذج سلمي وديمقراطي فريد ومتميز للخروج بالوطن الى بر الأمان من خلال التمسك ببنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتنفيذهما بشكل صحيح ومتجرد بعيداً عن الانحياز للمصالح الشخصية والحزبية والجهوية سواءً للأشخاص أو للمكونات، وكذلك التعاطي مع مؤتمر الحوار الوطني بمسئولية كبيرة كونه فرصة وحيدة متاحة لانقاذ الوطن والتخطيط لمستقبل اليمن وأبنائه.. ولكن للأسف ما رأيناه وعايشناه شيئاً مختلفاً تماماً..
وأعتقد أن الأسباب التي أدت الى الفشل وهذه النتائج الكارثية تمثلت في الآتي:
أولاً/ دول الخليج العربي توارت عن المشهد بعد توقيع المبادرة الخليجية مباشرة، وظلت الأيادي الخفية لبعضها هي من تعبث بالمشهد من وراء الستار بالتعاون مع بعض القوى الدولية وبعض المنظمات والتعاون مع بعض الشخصيات المحلية وفي صورة غير مسبوقة في الانتهازية.
ثانياً/ انحصرت أهداف عبدربه منصور هادي كرئيس انتقالي في ديمومة تصدر المشهد السياسي وبقائه على هرم السلطة، ولم يكن موضوع إخراج اليمن من أزمتها السياسية وعبور المرحلة الانتقالية من ضمن أهدافه، كانت الديمومة على رأس السلطة هي الهدف الرئيس -للأسف- الذي يشغله ليل نهار.
ثالثاً/ التنفيذ الانتقائي والمشوّه للاستحقاقات الواردة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والانحراف حتى في تنفيذ ما تم تنفيذه عن جوهره ومضمونه كان سبباً رئيسياً.
رابعاً/ قيام بعض الأطراف الدولية والإقليمية بدعم وتشجيع التكتل العبثي والنفعي الانتهازي الذي انتجته عملية الانحراف بالتسوية السياسية والذي ترأسه عبدربه منصور هادي كرئيس انحصرت أهدافه -كما أسلفت- في العمل على البقاء في السلطة من خلال استمرار حالة الصراع بين مختلف القوى السياسية للبقاء الى مدى غير محدد من خلال إطالة المرحلة الانتقالية وانضم كذلك في هذا التكتل الى جانب هادي تنظيم الاخوان المسلمين الذي سعى الى التمكين واطالة أمد الأزمة لتحقيق ذلك التمكين لتنظيمهم، وكذلك بعض الشخصيات الوصولية من المدنيين والعسكريين ومجموعة من الناشطين الذين هم في الأساس صنيعة السفارات والمنظمات الغربية وكذلك بعض الأحزاب المجهرية التي لا ترى إمكانية الحفاظ على المكاسب التي حققتها وبقاءها في المشهد والمشاركة في العملية السياسية وفي السلطة إلا من خلال دعم الرئيس في استمرار الأزمة واطالة أمد الفترة الانتقالية وبالتالي تضمن بقاءها في المشهد.
خامساً/ التعامل العبثي والهزلي اللامسئول من قبل عبدربه هادي وبعض أعوانه مع الحوار الوطني وتحويله من فعالية جادة تجمع حكماء اليمن وممثلي القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة لحل أزمة اليمن ورسم ملامح المستقبل حولوا مؤتمر الحوار الوطني الى فعالية ومناسبة لشراء الذمم وكسب الولاءات والمغالبة العددية وإثارة النزعات الجهوية وخلط الأوراق بهدف تمديد الفترة الانتقالية وتكريس وتركيز السلطة في يد الرئيس وإثارة أزمات متجددة ومتوالية من خلال تفخيخ مخرجات الحوار الوطني بما يخدم هدف البقاء الى أجل غير مسمى.
سادساً/ توافقت النزعات الانتقامية لدى بعض القوى الإقليمية مع النزعات الانتقامية والاقصائية لحلفائهم وأدواتهم المحليين من منظمات وأشخاص تجاه بعض الأطراف السياسية وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وزعيمه الرئيس علي عبدالله صالح الأمر الذي حول التسوية السياسية من ساحة للمصالحة والوفاق الى ميدان للصراع.
سابعاً/ انحياز بعض الأطراف الدولية الى جانب بعض الأطراف السياسية المحلية شجعها في التمادي والعبث بالمشهد السياسي ولا يمكن بأي حال من الاحوال اغفال حقيقة أن بعض الأطراف المحلية ما هي إلاّ أدوات لأطراف خارجية تنفذ ما يملى عليها وإن تقاطع ذلك مع المصالح الوطنية.
ثامناً/ إيمان بعض المكونات والأحزاب والشخصيات بأن فرصتهم للوصول الى السلطة أو المشاركة تنحصر في الفوضى داخلياً والحصول على الدعم المادي والسياسي خارجياً لأنها لا تجد أو تراهن على نفسها وفقاً لخيارات الديمقراطية وقياساً بقواعدها وفكرها وبرامجها التي لا تؤهلها لتكون منافساً في الحياة الطبيعية وبالطرق السياسية والديمقراطية.
تاسعاً/البعض عمل منذ وقت مبكر على استجلاب العدوان من خلال اعمال الاقصاء والتهميش وخلق بؤر عدة للصراع تم افتعالها هنا وهناك وتغليف كل ذلك بمسميات وتوصيفات مذهبية وعقائدية وجهوية سعياً لأن يكون هو الوكيل الحصري لبعض دول الإقليم طمعاً في أموالها والمنافع التي يمكن تحقيقها جراء خدمتها والعمل تحت رايتها.. بالاضافة الى العديد من العوامل والأسباب التي يطول شرحها وساهمت بشكل مباشر في افشال التسوية السياسية وإفساد مخرجاتها حتى وصل الوضع الى الخيار العسكري داخلياً واستجلاب العدوان العسكري الغاشم خارجياً الذي قضى على كل مقدرات البلاد واستهدف كل مظاهر الحياة والتنمية دون تمييز أو استثناء.
♢ هل كان إيصال اليمن إلى الصراع الداخلي المسلح والعدوان الخارجي مقصوداً ومخططاً له مسبقاً كما هي استنتاجات الكثير من السياسيين اليمنيين والمتابعين خارجياً للأحداث في اليمن..؟
- نعم قد يكون ذلك هدفاً مخططاً له ولكن هذا الصراع والاحتراب الداخلي والعدوان الخارجي الغاشم لم يكن ليحدث لولا وجود أدوات الخارج المحلية التي افتعلت الصراع الداخلي واستجلبت العدوان وتحاول الشرعنة له ولأعماله الإجرامية غير المسبوقة بحق اليمن ومقدراته وبحق اليمنيين جميعاً.
♢ جولات المفاوضات بين اليمنيين برعاية الأمم المتحدة من جنيف إلى الكويت لوقف العدوان ورفع الحصار على اليمن لم تصل إلى شيء واعتبرها البعض عملية عبثية لصالح القوى المعتدية ومرتزقتها..ما مدى اتفاقكم مع هذا الطرح..؟
- كل جولات المشاورات والحوارات السابقة لم تفضِ الى نتيجة ولن تفضي مستقبلاً أي جولات جديدة طالما أنها لا تنعقد بهدف إحلال السلام والتأسيس لشراكة وطنية صحيحة ومتوازنة تستوعب جميع الأطراف الفاعلة وتقدم ضمانات حقيقية لتبديد مخاوفهم بل كان الهدف الرئيسي لانعقادها في الماضي هو المحاولة للحفاظ على مصالح الطرف الخارجي المعتدي وأدواته المحلية فقط، وانفاذ إرادته على الأطراف الوطنية بشكل مطلق وهذا الأمر يتقاطع مع كل بدهيات العقل والمنطق والواقع ولكن للأسف مازالت بعض الأطراف الدولية تدعم وتشجع هذا الحلم المستحيل بدافع الحفاظ على مصالحها المادية وتعظيمها باستمرار هذا الغي أو الاعتقاد الخاطئ وإمكانية انفاذه ولكننا نؤكد أنه في عداد المستحيلات ولا يمكن أن يكون هناك حوار ناجح وبناء ويفضي الى حلول ما لم يحافظ على مصالح جميع الأطراف وما لم يتسم بالعدالة وبالتوازن وبالحياد.
♢ توقفت المفاوضات بين الاطراف إلى أجل غير مسمى.. إلامَ تعزو ذلك.. وهل يسعى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لنسف ما تم التوصل إليه في مسقط والكويت وجنيف بطرح ما اسماها مبادرة لتسليم ميناء الحديدة..؟
- توقف المفاوضات مبعثه عدم قدرة الأمم المتحدة أو الاطراف الدولية الفاعلة على مغادرة مربع الاملاءات الصادرة عن دول تحالف العدوان أو حتى مجرد الخوض في أي حديث لا يروق لهذا التحالف أو يتقاطع مع إرادة ورغبة دول العدوان وكل هذه المواقف السلبية الخانعة والمتخاذلة من الأمم المتحدة وبعض الأطراف الدولية الفاعلة مدفوعة الأجر كونها ترجح كفة المصالح لهذه الدول والمنظمات الدولية والاقليمية على كفة القيم والاخلاق الإنسانية والقانونية والشعارات الزائفة.
أما محاولة الانقلاب على أجندة الجولات السابقة للحوار من خلال محاولة طرح وتسويق مبادرة جزئية خاصة بميناء الحديدة فإنها محاولة عبثية وفاشلة لن يتم التعاطي معها أو الالتفات إليها لأن أهدافها مكشوفة ومعروفة سلفاً، ويجب أن يكون معلوماً لدى جميع الأطراف الدولية بما فيها الأمم المتحدة أن من المحال أن يتم التعامل أو التعاطي أو حتى مجرد الالتفات لأي طرح من هذا القبيل من قبل الداخل ما لم يكن حلاً شاملاً وكاملاً وعادلاً، ومحاولات الانقلاب على ما سبق التوافق عليه ومناقشته هي محاولات عبثية محكومة بالفشل حتماً.
♢ تتكرر الدعوات والمبادرات من قبل المؤتمر الشعبي العام وقيادته للمصالحة بين الاطراف دون استثناء أحد.. برأيكم ما أهمية مثل هذه الدعوات والمبادرات.. ولماذا تواجه برفض الطرف الآخر لها.. وكيف يمكن تحويل هذه الدعوات والمبادرات إلى برنامج عمل وطني لإعادة السلام لليمن..؟
- المؤتمر الشعبي العام ينطلق في دعواته للمصالحة الوطنية من قناعته الراسخة والأكيدة بأن الحديث عن حوار وسلام بين فرقاء العمل السياسي والانتقال من مرحلة الصراع الى مرحلة الشراكة والتعاون والتكامل فيما بينها يظل مجرد لغو لا يعول عليه ما لم تتحقق مصالحة وطنية بين جميع الأطراف سلفاً تفضي في أول نتائجها الى خلق أجواء إيجابية ممكنة لإرادة حوار بين الفرقاء بعيداً عن نزعات الثأر والانتقام ولهذا بادر المؤتمر الشعبي العام إلى إطلاق هذه المبادرات والدعوات منذ وقت مبكر قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وعلى أساس أن يكون تحقيق المصالحة الوطنية هو إحدى ضمانات انعقاد ونجاح مؤتمر الحوار الوطني ولكن للأسف بدلاً من أن يتم التقاط هذه المبادرات من قبل الأطراف الأخرى والتعامل معها بإيجابية وحسن نية تم رفضها بالمطلق.. ومن بواعث الأسى والأسف أن المصالحة الوطنية كانت أحد الموضوعات الرئيسية من موضوعات الحوار الوطني وتم تشكيل واحدة من أهم فرق الحوار الوطني لمناقشة هذا الموضوع ولكن للأسف بفعل النزعات الانتقامية وتأثير السلطة والقوى التي دارت في فلكها آنذاك انحرفت بمخرجات الحوار الوطني، وكل ما تتم مناقشته في هذا الفريق هي قضايا الانتقام والعزل السياسي للخصوم وخلت تماماً مخرجات هذا الفريق من أي ذكر للمصالحة الوطنية وتحقيقها فيما عدا اسم الفريق، ومع هذا مايزال المؤتمر وقيادته يثابرون على إطلاق مثل هذه المبادرات والدعوات برغم عزوف الأطراف الأخرى عن التقاطها والتعاطي معها بشكل إيجابي لاعتقادهم الخاطئ بأنها تتقاطع مع مصالحهم وأهدافهم وبرامج أحزابهم ومكوناتهم التي يعتقدون أنها لا تتحقق إلا في حالة الحروب والصراع واستمراره من خلال التكسب والحصول على الدعم المادي والسياسي جراء مواقفهم التي تتماهى بل وتخضع لإرادة الخصم الخارجي لمواجهة الأطراف الوطنية التي تعيش حالة عدم توافق معها، وما يحدث حالياً خير دليل وشاهد على هذا الجو.. فالبعض يرى ألا مصلحة له في تحقيق السلام أو الحديث عن مصالحة وطنية والانخراط فيها بفاعلية، ولكن هذه الدعوات والمبادرات حتماً ستتحول الى برامج وطنية مستحقة التنفيذ بفعل التقاطها من الشعب اليمني والتفافه حولها وتفاعل نخبه السياسية والثقافية والاجتماعية معها كون المجتمع هو الخاسر الأكبر من استمرار الصراع وهو صاحب المصلحة الحقيقية في تحقيق المصالحة الوطنية وافشاء السلام.
♢ ما تعليقك على المبادرة الاخيرة التي تقدم بها البرلمان اليمني لحلحلة ملف الأزمة اليمنية..؟
- المبادرة وبرغم ما أثير حولها من لغط وما تعرضت له من هجوم موجه طال المجلس ونال أعضاءه إلا أنها بحق تعد خطوة محمودة تحسب لمجلس النواب كونه وإن لم يتم التقاطها والتعاطي معها إيجاباً من قبل دول العدوان أو من قبل الأمم المتحدة أو الاطراف الدولية الفاعلة كما كان متوقعاً سلفاً إلا أنها حققت نتيجة إيجابية في كشف وتعرية المواقف المنحازة وازدواجية المعايير التي يتم التعامل بها مع الأطراف المختلفة من قبل الأمم المتحدة والأطراف الدولية.. كما أنها تعتبر حجراً ساهمت في تحريك المياه الراكدة.
♢ يتردد ان هناك حوارات جانبية تجري في الخارج ومن ذلك حوارات تتم برعاية ألمانيا.. ما الجديد لديكم بهذا الخصوص..؟
- ليس لي علم بأي حوارات تجري حالياً في الخارج ولسنا في المؤتمر الشعبي العام طرفاً في أي حوار يجري في الخارج سواءً في ألمانيا أو برعايتها أو في بلد آخر ورعاية بلد آخر على الاطلاق.
♢ نحن نعيش أجواء الاستعدادات للاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام.. ما تقييمكم للدور الذي لعبه المؤتمر ولا يزال لحل الأزمة اليمنية الراهنة ووقف العدوان ورفع الحصار الجائر عن شعبنا..؟
- المؤتمر الشعبي العام لم يدخر جهداً يذكر في تقديم التضحيات والتنازلات والجهود في سبيل الخروج من الأزمة المفتعلة منذ عام 2011م وما تلاها لاحقاً في مواجهة العدوان ومحاولة ايقافه ورفع الحصار الشامل والجائر على بلادنا وهذه الجهود التي مازالت مستمرة حتى اللحظة لا مجال لسردها والحديث عنها لأن ذلك سيطول كثيراً وتفاصيله كثيرة وشواهده أكثر ولأنها جهود مازالت مستمرة وستستمر في قادم الأيام طالما استمرت هذه الظروف، وقادم الأيام ستكون كفيلة بكشف ذلك وتخليد هذه الجهود في سفر المجد الوطني للمؤتمر وللقوى السياسية التي انحازت الى جانب الوطن وأبناء الشعب اليمني.
♢ باعتباركم المسئول الأول عن الشباب والطلاب في المؤتمر هل أنتم راضون عما قدمه المؤتمر لهذه الشريحة المهمة وما تمثله من حضور داخل هذا التنظيم الرائد..؟
- لقد عمل المؤتمر الشعبي العام ومنذ تأسيسه وعلى مدى عقود من الزمن على إيلاء الشباب والطلاب جل اهتمامه وعنايته الخاصة وتجسد هذا الاهتمام من خلال ما تحقق لهذه الشريحة من منجزات على طول الساحة وعرضها وفي مختلف المجالات كما أن التركيز على بناء القدرات العلمية والمعرفية والمهنية كانت أبرز نتائج هذا الاهتمام ومع كل هذا فإننا نشعر بأسف كبير لتراجع دور المؤتمر وحتى الدولة والحكومة حيال هذه الشريحة منذ العام 2011م وحتى الآن ولا يمكن بأي حال من الأحوال انكار الدور الرائد والمحوري للشباب والطلاب المنتمين للمؤتمر الشعبي العام في مساندتهم للمؤتمر خلال سنوات الفوضى التي عصفت بالوطن واستهدفت المؤتمر بدرجة رئيسية وكان لهم الريادة في مساندة المؤتمر والانتصار له والنهوض بفعالياته المختلفة والمشاركة الإيجابية فيها والالتفاف حول المؤتمر وقيادته والدفاع عنهما بالمواقف وبالكملة وبكل ما كان متاحاً لدى الشباب، وبإذن الله تعالى ستنتهي هذه المحنة وسيكون للشباب شرف اعتلاء المناصب القيادية للمؤتمر الشعبي العام في مختلف التكوينات نظير ما جسدوه من وطنية وثبات وصدق انتماء وشعور عالٍ بالمسئولية خلال الفترات الماضية ولذلك يستحقون أن يحملوا راية القيادة في قادم الأيام وانتهز هذه المناسبة لأدعو كل الشباب والطلاب المنتسبين الى المؤتمر الشعبي العام الى المشاركة الفاعلة والمتميزة في احتفالية المؤتمر بذكرى تأسيسه الـ35 في الـ24 من أغسطس الجاري وكما عودونا بالمبادرة والتميز فهم القطب الذي يتكئ عليه المؤتمر الشعبي العام.
♢ كلمة أخيرة تحب توجيهها بمناسبة ذكرى التأسيس..؟
- لا يسعني إلا أن أتوجه بالتهنئة الخالصة لقيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة بالزعيم المؤسس علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام- والى كافة القيادات في مختلف التكوينات وعلى رأسهم الأخ المناضل الوحدوي الجسور الأستاذ عارف عوض الزوكا الأمين العام للمؤتمر والى كافة كوادر وقواعد المؤتمر الشعبي العام والى كافة مناصريه ومحبيه بهذه المناسبة الغالية..
داعياً الجميع الى التفاعل الإيجابي والمشاركة الفاعلة لإحياء هذه الفعالية العزيزة علينا جميعاً وخاصة في ظروف مواجهة العدوان التي تستوجب المزيد من التلاحم والتعاضد وإبراز المواقف.. كما أنتهز هذه الفرصة بجزيل الشكر والتهنئة للأخوة في صحيفة «الميثاق» وأشكرهم على كل الجهود التي يقدمونها خلال هذه المرحلة واستمرارهم في العمل كصوت معبر وحر للمؤتمر الشعبي العام في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|