منير أحمد قائد -
على ضوء معطيات وشواهد وحقائق ووقائع ماثلة أمام العين بوضوح وجلاء على نطاق المجتمع الإنساني نستطيع ان نجزم ان بلاد اليمن قد اكتشفت مكنونات ذاتها بما تكتنزه من اسرار عظيمه للبشرية ووضعت يدها علي كل المقومات والشروط والمتطلبات والمستلزمات لانطلاق الدورة التاريخية الجديدة للإنسانية الجديدة وبايع ابناء المجتمع الإنساني في عقلهم وارادتهم الجمعية هذه البلدة الطيبه لتكون مركز إدارة الفكر ومصدره الإشعاعي وفؤاد الوعي الحاضن لقوة الإرادة التي هزمت إرادة القوة بعد أن ظلت تعبث بوحدة المجتمع الإنساني عبر الفعل المتصادم مع الذات المتمرد على الوجدانية والمتحكم به نزعة عدم التسليم بالحق والحقيقة المطلقه في أن الحكم والملك والبقاء لله عز وجل وحده وكل ما في الكون فانٍ ويبقى وجه الخالق عز وجل.
إن اليمن باكتشاف ذاته الحقيقي أدرك دوره واكتشف أسرار الارض والعقل والكون والعلاقة بالوحدانيه ووضع يديه على إرادته وامتلكها إرادة جمعية للأمة والبشرية جمعاء فوضع منذ سنوات بعيدة جداً نهائياً للعبة العبث الشيطاني بالارادة والعقل والفكر والادوار والشخصية والكرامة والوعي والعلم والإيمان والتاريخ والثقافة والحضارة والقوة والثروة والحرية والعدالة والسلام والحياة الكريمة لابناء المجتمع الإنساني وفي إطار ما يعتمل في الواقع الإنساني من استمرار مظاهر وظواهر هذا العبث الذي وصل ذروته وما يشهده هذا الواقع راهناً من استكمال تمدد الحاضن الإنساني في كل اصقاع الارض للرؤية الانقاذية والشاملة للبشرية من أزمتها وتبلور وضوحها في شكل البناء الجديد على كافة الأصعدة وشتى الميادين والمجالات والحقول الحياتية الانسانية المتصلة بوجود الانسان على الارض كخلفية للخالق عز وجل فإن الغالبية العظمى من أبناء المجتمع الإنساني غدوا اليوم ملمين بحقيقه أن هذه الرؤية الإنقاذية ولدت في بلاد اليمن وانطلقت ومنها للتمدد الكوني إرادة وفعلاً عقلياً وإبداعاً فكرياً تواءم فيهما العلم والايمان والعقل والعاطفة فأوقفت استمرار لعبة العبث والتزوير والتضليل وتصدت منذ بداية انطلاقها بقيادة العقل المتحرر لكل صنوف الظلم والاستبداد والقهر والشر والغطرسة والطغيان حتى نضجت مشروعاً متكاملاً للتوحد الإنساني أسقط الباطل وهزم الشر والفساد والإرهاب والعبودية لغير الخالق عز وجل وهذا المشروع الانساني الذي ولدت فكرته من رحم قوة إرادة اليمن يحمل وصف الجديد بامتياز لكنه في بعض جوانبه ومكوناته تأسس على منطلقات عقيدية صحيحة ونقية وحقائق تاريخية وجغرافيا وتزود بالتراث الثقافي الانساني النقي للأمة ومثل امتداداً للمشروع الثورة والدولة والوحدة الإنسانية للأمة والمجتمع الإنساني والذي عبر عن مقدماته بطابعه الحداثي وحمله طموح استعادة الريادة والقيادة للذات على صعيد الأمة في النطاق الكوني قادة كبار ناضلوا من أجل استنهاض هذا المشروع وصولاً الى تبلوره ونضجه راهناً وسيأتي يوم قريب نذكر فيه اسماء هؤلاء القادة الكبار الذين يعيشون مخلدين في التاريخ الإنساني وقد اطمئنوا ان المشروع الانساني الذي عملوا من أجله وحلموا بسيادته على العالم قد نضج الى مستوى رؤيته كحقيقة ساطعة على مسرح الحياة الانسانية راهناً ولم يتبق سوى إزاحة الستار عنه من قبل قائده الأول وقادته المساعدين له الذين عززوا اطمئنان القادة الخالدين في الأمة على أنه في أيد أمينة تصون رسالة الأمه واخلاق البشرية وتعيد الاعتبار للحقيقة بإحقاق الحق وتحقيق العدل والسلام ليعم الخير المطلق كل ابناء المجتمع الإنساني وترتفع راية الحق كرامة وعزة وحقوق وإخاء ومودة بينهم متوحدين في كلمة الله العليا .
وتأسيساً على ما سبق لا يمكن قراءة أو فهم معطيات واقع جزئي دون معرفة علاقته وارتباطه العضوي بالواقع الكلي ولا يمكن فصل أو عزل حدث أو ظاهرة سلبية أو ايجابية في الواقع الجزئي دون الإلمان بعلاقتها العضوية التأثيرية والتأثرية بالواقع الكلي وذلك تجسيداً لحقيقة ان الارض واحدة والانسان واحد ووحدة المخلوق هي من وحدانية الخالق عز وجل وأصل الاشياء والموجودات واحد بما في ذلك الارض والانسان فيتفرع من الواحد الارقام الاخرى في الفكر واللغة وإدارة الحياة لذا لا نريد أن نوغل في التاريخ الإنساني الواحد منذ النشأة الأولى للإنسان في جنوب الجزيرة العربية إنما نسقط هذا الفهم لنظام ادارة الشأن البشري المعاصر الذي انهار كلياً أخلاقياً وأفلس قيمياً وفكرياً وثقافياً وفشل أن يكون النموذج المقبول إنسانياً لانه لم يتأسس على الايمان بالعدالة والسلام والمساواة لذلك الدولة السائدة راهناً هي واحدة والوحدة هي واحدة والحضارة واحدة وهكذا تنطبق الواحدية على كل المشاريع والانجازات الإنسانية بما في ذلك الثورة فكل الثورات فجرتها مختلف شعوب وامم العالم منذ بداية القرن العشرين الماضي هي في جوهرها ومعناها ومنطلقها ودافعها واحدة لكنها لم تصل إلى غاياتها الإنسانية وفي ظل نظام ادارة الشأن البشري المنهار والمتهالك والذي وجد كنتيجة لمسيرة الحياة الانسانية منذ الازل تحكمت إرادة القوة فيه بصياغة الفكر والوعي والتحكم بمخرجات العقل وإدارة الثروة والعلم بنزعة العداء والحقد والكراهية والسيطرة لتفرض تلك الارادة على الكل بالمقولات والمفاهيم والادوار والمعايير والمقاييس الأحادية التي لا تعالج مشكلة التناقض ليستوعب وحدة أو توحداً في الحقيقة والأمة العربية الإسلامية هي الوحيدة من بين أمم الأرض التي دفعت الثمن باهظاً جراء هذا التحكم الظالم الذي استطاعت إرادة قوته أن تنجح في تآمرها على الثورة والوحدة بتخطيط محكم لمخرجات العقل الذي يوجه هذه الإرادة في تزوير الكلمة وتمزيق معاني الالفاظ والمسميات واطلاق ألفاظ لمعاني تكمن فيها روح العداء والكراهية وحاملة لوظيفة الإقصاء والإلغاء لقوة الارادة وإنسانية العقل والفكر والثقافة والتاريخ والعلم لذا غالبية المصطلحات والمفردات والالفاظ والمسميات والمفاهيم والتوصيات التي اطلقها النظام الظالم للبشرية هي ظالمة ومزورة تحمل معانيها روح العداء للحقيقة والعدل والسلام وقد حان وقت تصويبها إنسانياً وعدم تداولها او النطق بها كأمر واقع كرست ثقافة التلقين والاستلاب والاستسلام والإنهزامية وأحدثت إزدواجية للشخصية الانسانية الواحدة وأكثر ما تضررت منه ضرراً كبيراً هي الأمة العربية والإسلامية التي عاشت ازمة الازدواجية في الهوية والثقافة والاغتراب عن الدور والشخصية الحقيقية الإنسانية فكان من افراز هذه الازمة اصطراع داخل شخصية الامة بين خطاب تخويني وآخر إتهامي بالتخلف والعحز وعدم القدرة على الفعل وانتاج الفكر الإبداعي وتجسد ذلك على صعيد الأشخاص تناقض الظاهر مع الباطن وتحمل وزر إداء الشخص لأكثر من دور واحياناً يؤدي في اللحظة الواحدة عشرات الادوار الزائفة استجابة لأمر واقع غيبت فيه قوة الإرادة ووجودها بدون وعي وفهم لها او عدم قدرة على اكتشافها فالارادة هي استجابة القدر للخيار والرؤية والفكر والتصور والحلم والهدف ، فقد تكون هذه الإرادة كامنه في شخص لا يعرف أنها كامنة فيه ووفق فهمه البسيط للحياة وثائره بالبيئة المحيطه به على كافة الاصعدة يختزل عقله رؤية عشوائية وغير منهجية أو منهجية فيستجيب لها القدر دون أن يكتشف الشخص دالك فلا تكون رؤيته المبرمجة في عقله حلاً أو مشروعاً صالحاً لأزمة الإنسانية وربما ان تكون اهداف الرؤية هذه مقصورة على حدود الفهم والاستيعاب لذلك يقول الزعيم العربي جمال عبدالناصر إن النصر عمل والعمل حركة والحركة فكر والفكر فهم وإيمان وهكذا يبدأ كل شيء في الإنسان فعلى ضوء توفر الفهم واكتشاف قوة الارادة تخلق الفكرة الجديدة وتبلور الرؤية لتتحول الى مشروع كبير يمثل روحاً تمتلك مقومات الوجود والاستمرار وشروط تحققه كنصر لقوة الارادة للمجتمع الإنساني ككل.
إن الإرادة الحية للأمة لم تمت وظلت تعبر عن ذاتها ووجودها في الكلمة والفعل والفكرة منذ مطلع القرن العشرين الماضي ولم تصل إلى بلورتها لمشروع إنساني كامل مستوعب لكل مكونات التوحد الإنساني من تعدد وتنوع ومستويات تطور وتقدم على كافة الاصعدة الحياتية الإنسانية فظلت الامة مهدورة الكرامة ومغيبة الارادة فهدرت كل إمكانياتها وقدراتها وطاقاتها واليوم نستطيع أن نؤكد بما لا يدع للشك مطلقاً أن قوة إرادة الأمة قد استجاب لها القدر واختار بلاد اليمن منطلقاً للمبادرة والبداية ومركز القيادة والريادة للمشروع الانساني التوحيدي المعبر عن هذه الارادة الذي تمكن في سياق تمدده كثورة إنسانية خفية أن يقضي على ازدواجية شخصية الامة ومن ثم شخصية المجتمع الإنساني وهو المشروع الضامن غزارة الفكر الإبداعي واكتشاف الاسماء والكنوز وتفجر كل الطاقات والقدرات والإمكانيات الكامنة والفاعلة في الأمة واستغلالها واستثمارها بصورة مثلى في إطار الدولة الجديدة النموذجية للمجتمع الإنساني وهي الدولة المدنية القائمة على العلم والحرية والعدالة والبناء التنموي الشامل وإدارة الشأن المجتمعي في تحقيق الحياة الكريمة وافساح المجال لكل شخص فرصته كحق في البناء وخدمة الانسانية فيحقق بذلك ذاته وبه تحقق الامه ذاتها ومن ثم المجتمع الانساني فيسود ابناءه الرضا والرفاهية والسعادة وتتلاشى ثقافة وسلوكيات العبودية للمخلوق ويتوحدون في العبودية الصادقة لله عز وجل بايمان صادق وفهم واعٍ وتتحقق العدالة باعطاء كل شخص على الارض كامل حقوقه التي كفلتها أديان السماء قبل نواميس الارض.
إن القادة الحقيقيين لنظام إدارة الشأن البشري بطرق الظلم سلموا وأقروا بهزيمة إرادة قوتهم الشريرة وعاجزون عن استخدام أي منتج شرير لأن مفعوله قد أبطلته قوة الإرادة المستنهضة للمجتمع الإنساني، فسقط نهائياً فاعلية الزيف والتزوير في المقولات والمفاهيم والمفردات والمسميات والفكر والعلم والثقافة والاقتصاد والقوة والثروة وكل المقاييس والمعايير والتوصيفات الكاذبة والمزيفة، لتتأكد حقيقة أن الشخص يحقق ذاته عندما يعرف من هو وما يريد وهذا ينطبق على الشعوب والأوطان والأمم، وكما دار مركز القيادة وتداول الريادة في الحضارة الإنسانية بين مختلف مناطق العالم بعد أن تنبأ المفكرون بذلك بمعنى أن الفكر هو الذي يجسد الإرادة ويخطط لتبوؤ القيادة والريادة فإني وفق هذا الفهم متيقن كل اليقين أن اليمن بولادة قوة الإرادة الحرة كاملة فيها قد استجاب لها القدر أن تتبوأ القيادة للمشروع التوحيدي الإنساني الجديد والريادة في الفكر واحتضان مركز الحضارة الإنسانية الجديدة وليس كما يذهب البعض في تحليلاتهم، ولذا ستتكامل مكونات القوة الكلية مع الأخرى الجزئية لتجعل من بناء اليمن واكتشاف أسراره وكنوزه التي لا تنضب في الفكر والثروة والإبداع العقلي والقدرة اللامحدودة في الانتاج والبناء والتعمير النموذج الأول والمتفرد للمجتمع الإنساني أرضاً وفكراً وثقافة واقتصاداً وعدالة ورخاء وسعادة وجمالاً ووحدة وسلاماً وإخاء ومودة وإبداعاً وعملاً وفناً وحرية وتنمية وتقدماً وازدهاراً واكتشافات علمية جديدة للبشرية مذهلة ومثيرة لكل بني البشر، وسيفرض على الرأسمال العالمي أن يسهم ككل اقتصاداً وإدارة وتنظيماً في إعمار اليمن كمركز للقيادة والريادة، ويثبت العقل اليمني أنه متفوق في الإبداع والبناء والإعمار وتشييد الحضارة الجديدة التي يعانق بها المجد له وللإنسانية جمعلء، فثمة قصة يتم تداولها على اعتبارها نكتة طويلة تنتهي بالقول إن العقل اليمني أغلى عقل في العالم لأنه لم يستخدم بعد، وفي هذا القول ما يدعو للتأمل بعمق لأنه متسق مع الحقيقة التي لا يزال العالم ينقب عنها في أرجاء اليمن لاكتشاف العقلية اليمنية التي شيدت الحضارات الإنسانية الكبرى قديماً.
إن طبيعة المعطى والظرف الراهن على النطاق الإنساني بكل تجلياته وظواهره وتداعياته قد فرض بإلحاح ضرورة خروج هذا الإيضاحات وغيرها التي تأخرت كثيراً عن موعدها الزمني المفترض ولكنها كانت ولا تزال معاشة وملموسة من قبل غالبية أبناء المجتمع الإنساني.
الحاضنين للثورة الإنسانية الخفية وقد وصلت إلى الإفصاح العلني عن وجودها كحقيقة ساطعة مسلم بها فلم يكونوا يوماً متخاذلين عن واجبهم المقدس تجاه خالقهم وإنسانيتهم الواحدة وفي طليعتهم أبناء اليمن الأخيار لذلك كانوا رجال الله الصادقين الذين عملوا ليلاً ونهاراً من أجل انتصار الحقيقة في إيجاد كل مقومات وضمانات نجاح المشروع التوحيدي الإنساني الجديد الذي أناط باليمن دور القيادة والريادة بمباركة إرادة السماء فعملوا كل ما يجب فعله وكان وسيظل القائد الإنساني الكبير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية هو الراعي الأول فكراً وتخطيطاً وإدارة في بناء قواعد بناء المشروع وإنضاجه بكل ما يحتاجه على كافة الأصعدة والمجالات الإنسانيية وفخامته هو رمز هذا المشروع الإنساني الذي يفرض بما وصل إليه من اكتمال في النضج والوضوح بإلحاح راهناً أن تطلق المبادرة وإعلان البداية الرسمية التي ينتظرها كل أبناء المجتمع الإنساني بشغف وتلهف وقد رأوا ببصرهم وبصيرتهم صورة اليمن النموذجي في الحضارة الجديدة كما رسمها ونقشها أبناؤه الأخيار على هدى وفكر ورؤية قائده الإنساني الكبير الصالح.
نقلا عن الثورة