فيصل الصوفي - يوم الخميس القادم سيحتفل المؤتمر الشعبي العام بمناسبة الذكري السنوية الخامسة والثلاثين لتأسيسه، وقد احتفل بذكرى التأسيس في سنوات سابقة، كما في عام 2007م عندما بلغ من العمر ربع قرن.. لكن يوم الخميس القادم سيكون الاحتفال استثنائياً، وأعتقد أننا سنرى ذلك جلياً عندما ننظر نحو ميدان السبعين بعاصمة العواصم، العصية على كل القواصم.
الاحتفال هذه المرة سيكون مختلفاً، وينبغي له أن يكون كذلك.. فهو يأتي في ظل استمرار العدوان العسكري السعودي على الشعب اليمني، وما يزال المؤتمر الشعبي يتقدم طليعة القوى السياسية المقاومة لهذا العدوان منذ أول هجوم جوي سعودي على عاصمة بلادنا، ليلة 26 مارس2015م، وعودوا إن شئتم إلى البيان الذي أصدره المؤتمر الشعبي العام في الصبيحة التي تلت ليلة العدوان الغادر، لتروا موقفه المبكر جداً من العدوان، بينما أخصام المؤتمر الشعبي وهي أحزاب اللقاء المشترك خذلت الشعب وانحازت إلى جانب العدو السعودي، وأصدر كبيرها - وهو حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)- بياناً دعا فيه إلى استمرار العدوان العسكري السعودي على الشعب اليمني، وقال حزب الإخوان المسلمين في بيانه إنه... يعبر عن "شكره وتقديره وتأييده للأشقاء في دول التحالف وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية".. وزعم حزب الإصلاح أن هذا العدوان مبرر ومشروع وحلال بموجب الكتاب والسنة، وإنه جاء "استناداً إلى المادة «51» من ميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية الدفاع المشترك لجامعة الدول العربية، واتفاقية الطائف"، بين اليمن والسعودية لعام 1934م! وما يزال حزب الإصلاح إلى هذه الساعة في طليعة أحزاب اللقاء المشترك الداعمة للعدوان.
من المؤسف أن طرفاً سياسياً يزايد على المؤتمر الشعبي العام، كما في مثال "اللجنة الثورية العليا" التي لم ير رئيسها وقتاً مناسباً لعودة المخيمات"الثورية" حول العاصمة، سوى يوم الخميس القادم، وهو اليوم الذي سيحتشد فيه المؤتمريون من كل المحافظات في أطول وأعرض ساحة عامة في العاصمة، وتحت ضوء الغزالة.
إن أكبر أهداف المؤتمر من الحشد العام في ميدان السبعين، تحفيز الجماهير اليمنية لدعم جبهات القتال ضد العدو السعودي، وتعزيز الجبهة الداخلية، حتى أن الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام- وجه أعضاء وعضوات المؤتمر وأنصاره منذ البداية بأن تكون اللافتات التي ستعلو رؤوسهم في ميدان السبعين هي صور رجال الجيش والأمن واللجان الشعبية والقبائل، الذين ارتفعوا شهداء، وهم يقاتلون في مختلف جبهات الكفاح الوطني ضد العدو السعودي.. وبعد هذا كله، لا ندري ما الذي يدفع بعض القوى السياسية الى عدم الرضا عن تصرف المؤتمر الشعبي، وإثارة الريبة حول وجوده في ميدان السبعين، ويصوره بأنه مظهر انتخابات في زمن الاقتحامات!!
لا ندري من تخدم "اللجنة الثورية العليا" بتصرفها غير الرشيد؟ إلا إذا كانوا يسعون لزيادة أعداد الجماهير في السبعين ونحن لا نفطن ذلك، فهذا شيء آخر.
لقد أخبرني كثيرون أنهم سيكرهون أنفسهم بالخروج إلى ميدان السبعين، إذ أنهم لا ينتمون للمؤتمر الشعبي ولا هم من أنصاره، ولكن لكي يرفعوا "ضغط الدم" لدى "الآخر".. فإذا كان هذا هو موقف من ليسوا بمؤتمريين، فما بالكم بالمؤتمريين الخلص الذين لديهم ما يودون التعبير عنه والفخار به؟
|