موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 22-أغسطس-2017
عبدالرحمن مراد -
منذ أعلن المؤتمر الشعبي العام رغبته في الاحتفال بالذكرى الـ35 لتأسيسه، وأسنان المطابع تلوك تلك الرغبة بالتحليل والتثبيط والهمز واللمز وكأن حدثاً كبيراً سيغير مجرى الأحداث في المسارات الوطنية، ويبدو الأمر أخذ بُعداً إقليمياً وترقباً دولياً، ومثل ذلك دالٌ على حيوية المؤتمر ومفصلية وجوده وفاعلية نشاطه وأثره في وجدان الناس في عمومهم والناس في خصوصهم.
من حق المؤتمر أن يحتفي ويتظاهر ويتفاعل مع كل الأحداث التي تحدث وفق رؤيته وتقديره لها، وليس من حق الآخر النيل من ذلك النشاط أو منعه أو تفسيره وفق رؤيته وتقديره هو لأنه يفترض به أن يتذكر قبل أن يخبرنا بخطأ التوقيت في الاحتفاء بالذكرى الـ35 للتأسيس أن صوابه الذي يدَّعيه مجرد وجهة نظر تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب، واحتفال المؤتمر نشاط قد يدركه الصواب مثلما يدركه الخطأ، وكل تلك المقدمات التي نجدها على صفحات الصحف وفي المواقع الالكترونية وفي شبكات التواصل الاجتماعي سوف تفضي الى نتائج بالضرورة المنطقية وعلى ضوء تلك النتائج ووفق قواعد التفكير المنطقي السليم يتضح صواب وخطأ الموقف، فالسياسة ما كانت في يوم ما حرباً دائمة ومواجهات في الجبهات ولكنها قد تتخذ أشكالاً أخرى وخصوصاً في عصرنا الذي شهد تحولات كبيرة في مسارات وسياقات الحياة برمتها.
الموضوع الزمني وإشكالات التحول الحضاري في حاضرنا مايزال الكثير يجهله، وهم لا يدركون أن هذه الحرب التي تدور رحاها في اليمن، والعراق، وسوريا، وفي ليبيا، كمرحلة تفكيك أولى سوف تليها مراحل، تسميها بعض الدوائر العسكرية والفكرية والأمنية العالمية بحرب الجيل الرابع وهي الحرب التي تديرها المعلومات ولا تصنعها الضرورات والآليات، والذي يحدث في المنطقة العربية لا يخدم مصالح العرب ولا المسلمين وفق كل التقديرات والحسابات، ومن المعائب أن يحدث ذلك الدمار وتتسع دائرة العداوات وتتأصل ثقافة الكراهية بين الفصائل والمذاهب والطوائف والعرقيات والثقافات والحضارات المختلفة، ومن المعائب أيضاً أن تصبح الأمة العربية والاسلامية غنيمة يتقاسمها العالم الرأسمالي المتوحش ونحن نقف عند مستويات متدنية لا تشيع إلاّ ثقافة الموت ولا تخترع إلاّ أدواته ولا نحسن سوى صناعة العقول التي ترغب في العمليات الأمنية التي تقلق سكينة الناس وتشيع الرعب وقد تطور بنا الحال الى أن وصلنا الى تبني عمليات الدهس بالعربات في التجمعات العامة كما حدث ويحدث في بعض الدول الأوروبية.
ومن هنا وعند هذه النقطة يمكن القول إن الحرب الحقيقية هي حرب الوعي، حرب المعرفة، حرب القدرة على صناعة التحولات، وليس ما يحدث لنا اليوم في اليمن إلاّ نتيجة منطقية لغياب وعينا بكل تموجات الزمن الحضاري الجديد، الذي افتقدنا في جل تفاعلاته ونشاطه، وغبنا عنه وأصبح تأثيرنا فيه تحت دائرة الصفر، ولا غرو أن يحدث لنا كل هذا الذي يحدث وأن تستباح أوطاننا وتُنهب ثرواتنا فنحن في نظر ذلك الغول الرأسمالي غير جديرين بما تحت أيدينا من ثروات ولذلك استطاع أن يعمل على تغييب الوعي العربي ويحصره في دائرة الموت حتى لا يستطيع فكاكاً منها وبالتالي لا يستطيع أن يسهم في صناعة الحياة ويكون قادراً على التأثير، في السياسة الدولية، ومؤثراً في مساراتها وسياقاتها، كما يعمل الكثير من حولنا كالهندوس مثلاً الذين لم يشهروا سيوفاً بتَّارة ولا شعارات زائفة في وجه النظام الدولي بل عملوا فرأى العالم عملهم ووجد النظام الدولي نفسه خاضعاً لشروط وجودهم الأزلي وكان تأثيرهم في النظام الدولي واضحاً وجلياً، ويعترف به كبار المفكرين والكتاب والساسة في الغرب.
ما أود قوله: هو أن المعركة الوجودية ليست في أفواه البنادق فقط ولكنها قد تكون في غيرها، وهي في المعرفة، وفي صناعة القدرات الذهنية والابتكارية، فالقوة والمنعة ليست ترسانة عسكرية ولكنها فكرة ووعي ومعرفة، وحين يحتفل المؤتمر بالذكرى الـ35 للتأسيس لا يعني ذلك حشداً للانتخابات في ظل حركة طائرات العدوان في سماء اليمن -كما يذهب البعض من المفسبكين والمغردين- ولكنها رسالة الى العالم أجمع مضمونها أننا في ظل تحليق طائرات الموت في سمائنا نملك القدرة والطاقة على الابتسام للحياة وصناعتها.. وهي رسالة تغيظ العدو أكثر من رصاصة تقتل أحد جنوده في ساحات القتال، وعلينا أن ندرك أبعاد المعركة التي نخوضها مع هذا العالم الذي نحن فيه، فالانتصار فيها لن يكون عسكرياً لأنه يملك تفوقاً فيه، بل انتصاراً قيمياً وأخلاقياً وحضارياً.. وهنا يكمن السر الوجودي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)