|
|
|
حاوره/أحمد الزبيري - الأستاذ عبده محمد الجندي محافظ تعز- يعد نموذجاً للمثقف الوطني الموسوعي فهو السياسي والكاتب والإعلامي الواقعي الذي لا يفصل بين الفكر النظري والممارسة العملية، انخرط في العمل الاداري القيادي مبكراً من موقع انتمائه الى التيار القومي العربي المتمثل في التنظيم الناصري اذ شغل منصب مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل والشباب بتعز وعاد إليها محافظاً بعد عقود.. وبين هذا المدى الزمني الحيوي من عمر الجندي تجري صحيفة «الميثاق» حوارها معه الذي تناول الذكرى الـ 35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وتقييمه لمسيرته كمشارك في التأسيس وحول علاقته بالناصريين والزعيم علي عبدالله صالح والحوثيين ونظرته لحزب الاصلاح "اخوان اليمن" وموقفه من أزمة فوضى الربيع العربي في اليمن عام 2011م وما تلاها من عدوان التحالف السعودي على اليمن وموضوعات اخرى.. كان وهو يجيب على أسئلتنا بتلقائية وبلغته البسيطة في الشكل العميقة في المضمون والدلالات والابعاد لايخلو من الفكاهة والمأساوية في وقت واحد وهو يشرح الاوضاع بنظرة المجرب.. فإلي نص الحوار:
< نرحب في البداية بالاستاذ عبده محمد الجندي السياسي والمثقف والمحافظ في هذا اللقاء والذي يأتي متزامناً مع استعدادات الاحتفال بالذكرى الـ 35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام.. نحب ان تحدثونا عن قصه التأسيس باعتباركم أحد السياسيين البارزين والقيادات الناصرية المشاركة في هذا الانجاز السياسي الوطني الكبير..؟
- كان المؤتمر الشعبي العام بمثابة المظلة السياسية التي تجمعت تحتها كل الاتجاهات وتفرعت منه فيما بعد التيارات والاحزاب السياسية التي ظهرت بعد الوحدة.. وهنا اقول ان المرحلة التي وجد فيها المؤتمر كانت صعبة..
< لماذا..؟
- لان الشعار المرفوع في تلك الفترة هو ان الحزبية خيانة والتعددية رجس من عمل الشيطان، ومن طلب السياسة دفع رأسة ثمناً لها.. كان هناك إرهاب وسجون ومطاردات.. بكل تأكيد كانت الاحزاب موجودة وتعمل ولكن تحت الارض.. كنا نحن من هذا الرعيل الذي عاش التعددية السياسية في ظل التجريم لها.. كنا عندما نمشي في الشارع يُهيأ لنا ان كل أجهزة الدولة تلاحقنا.. على أي شيء يلاحقونك؟!.. على فكرك.. يعني تمتلك فكرة.. وقد تحدثت في كتابي المكون من 12 جزءاً تحت عنوان "الأيديولوجيات والثورات الكبرى في التاريخ" وهو موجود في السوق- تحدثت عن هذا الجانب.
< عنوان الكتاب يوحى الى انه أكبر من مجرد تناول قضايا واحداث مرتبطة بواقع سياسي فكري في اليمن وفي مرحلة ما..؟
- قراءتي ومتابعتي وفكري وتوجهاتي وغيري من شباب تلك الفترة مبنية على قناعة ان العالم أيديولوجيا وثورة.. أيديولوجي بمعنى ان يكون لديك فكرة وثورة باعتبار الانسان كائناً يسعى إلى التغيير.. التغيير من خلال منظومة فكرية معينة.. هكذا الناس في كل زمان وفي كل مكان.. كنا في مرحلة العالم يعيش التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة.. بينما في مجتمعاتنا -ومانزال- نعيش مرحلة الشرعية الثورية التي تحرم التعدد والتنوع والحزبية.. كانت الانقلابات هي الوسيلة الوحيدة للتغيير.. وهذا دفع الاحزاب والتنظيمات السياسية لتتسابق على القوات المسلحة لتقوم بالتغيير من خلالها..
< هل هذا فهم ناصري لان تجربة الثورة والتغيير من خلال العسكر نجحت على الاقل في مصر..؟
- لانه لم يكن يوجد قوى منظمة الا الجيش.. لم يكن في بلداننا طبقات اجتماعية قد تكونت بالمعنى الاوروبي والغربي.. الجيش هو القوى الذي لديه القدرة على التغيير.. لذلك كان السباق على الجيش.. اليمن واحد منها والزعيم علي عبدالله صالح هو واحد من منتسبي القوات المسلحة والأمن.. طبعاً نحن كنا خارجين من ظروف سادتها اوضاع الدفاع عن الثورة الجمهورية.. الصراع كان ما بين تقدمي ورجعي.. من والى السعودية ووقف ضد الثورة هو رجعي، ومن والى مصر الناصرية والبعث وحركة القوميين العرب وروسيا كان تقدمياً..
< في هذا الصراع.. أيُّ المشروعين انتصر..؟
- القوى التقدمية كانت مفككة ومازلت حتى اليوم.. لم تستطع ان تستوعب التعدد.. لم تكن قادرة على التنافس الديمقراطي الذي يعبر عن التعدد والتنوع..
< أوضاع واحداث هذا الواقع في اليمن.. ألم يتجاوز هذا المسار السياسي بقيام المؤتمر الشعبي العام في المنطقة العربية..؟
- في هذه المرحلة فعلاً وصل علي عبدالله صالح إلى الحكم بعد تلاحق الاغتيالات لثلاثة زعماء في شمال الوطن وجنوبه تم اغتيالهم بشكل متلاحق رفعوا شعار "من طلب الرئاسة دفع رأسه ثمناً لها"
فكان الناس يقولون: من سيخلف أحمد الغشمي: قالوا القاضي العرشي.. لكن العرشي هو قاضي طول حياته ماله دخل في الجيش والمرحلة محتاجة إلى عسكري قوي.. تقدم علي عبدالله صالح الصفوف كان العسكري القادر على تولي زمام الأمور.. ابراهيم الحمدي من محاسنه انه عينه قائداً لمحافظة تعز.. تعز محافظة مهمة في تاريخ اليمن.. اي واحد يريد يطلع الرئاسة أو يفكر بها ضروري يشتغل في تعز.. عليّ انا قدنا شيبة- لان تعز هي مدرسة بحد ذاتها يتعلم منها الصح والخطأ.. كيف الشيطنة والمجنانة والعقل.. العقل من جهة والشيطنة والمجنانة من جهة اخرى لان تعز بتناقضاتها هي أيضاً عاصمة الثقافة والتعايش وبالتأكيد التجارة.. منها والاقتصاد والثقافة من تعز..
< كانت تعز كذلك ماذا عن اليوم؟
- بالتأكيد كنا في تعز في مقدمة من تنافسوا على الاحزاب.. أحد الناس يسأل: كيف دائماً أبناء تعز يقفزون إلى رأس الاحزاب.. في الحقيقة ما يقاتلوا في بلادهم.. العمل الثوري والعمل المسلح ينقلوه الى مناطق أخرى ويودوه الحدود وشرعب.. ما يضحوا بالمناطق حقهم.. اليوم المجنانة أصبحت موجودة في داخل الحجرية الذين كانوا كلهم عقلاء.. بلاد النعمان وبلاد محمد علي عثمان وآخرين كانوا في صدارة الناس المتنافسين على السلطة.. المهم انا اقول في هذه الظروف الصعبة وجد علي عبدالله صالح وصعد الى الحكم بطريقة ديمقراطية.. ما كان ينظر اليه انه من الشخصيات التي تعد نفسها للاستيلاء على نظام الحكم.. طلع والناس منشغلين بأنفسهم بالصراعات ويقولون هذا مسكين بيعمل له شهرين ثلاثة مثل الحمدي ومثل الغشمي.. اما العرشي عندما قالوا له يمسك الرئاسة كان العويل والبكاء عنده في البيت خوفاً عليه.. يقولون هذا مدني ما دخله بيروح له مثل ما راحوا الاولين من الذين سبقوه.. في هذه الفترة جاء من كان قد طرح على الغشمي ان هؤلاء الحزبيين لا يتجاوزون -ويقصد الناصريين- ثلاثة آلاف.. قال الغشمي بهذك العفاطة ما هو ثلاثة الف نأخذهم الى السجن ونخلص البلاد منهم.. انا سمعت هذا الخبر.. فعلي عبدالله صالح من قمنا بحركة عليه 1978م.. كنا قريبين منه ويوجد تطابق في الافكار.. بس هو يفكر بطريقته خارج الاحزاب واحنا نفكر من داخل العمل الحزبي.. طبعاً علي عبدالله صالح اصبح رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة.. وجاءت الحركة حقنا.. قلنا هذا مافيش معه أحد.. لا معه حزب سياسي يوقف إلى جانبه.. ولا ظهر قبلي كبير.. حقيقة كانت الاستهانة موجودة.. لكن فعلاً الرجل أكد انه قائد وزعيم منذ اللحظة الأولى وهو فعلاً في حالة صعود.. من قائد محور تعز إلى رئيس اركان الى رئيس جمهورية وقائد عام للقوات المسلحة.. واحنا انتخبناه.. كنا في مجلس الشعب التأسيسي الذي اصدر قرار تشكيله احمد الغشمي..
< أكان يوجد لكم أعضاء في مجلس الشعب التأسيسي..؟
- كنا موجودين في مجلس الشعب التأسيسي وكانت التعليمات للناصريين فيه بانتخاب علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية لأنه كان بالنسبة لنا أفضل من العرشي لأنه كان يوجد لنا كوادر في العديد من المواقع مثل سالم السقاف بمكتب رئاسة الجمهورية واستبعده القاضي العرشي فكانت الفكرة لديه أن العرشي يكره الناصريين الذين كان أهون لهم أن ينتخبوا علي عبدالله صالح من العرشي.. بل الاكثر من هذا أن بعض الناصريين كان يعتقدون ان علي عبدالله صالح قريب منهم.. المهم كان رجلاً ذكياً وعلاقته جيدة بالقوى السياسية في الساحة الوطنية.. لهذا كان البعث يعتبره منهم ونحن قريب منا.. وهناك من الناصريين من كانوا يرشحون علي عبدالله صالح لعضوية التنظيم في عهد الحمدي.. الحمدي يعتبره زميلاً له وقياده أخرى من الناصريين.
< الاخوان في اليمن هل كانوا يعتبرونه منهم..؟
- البعض من الاخوان كانوا كذلك.. أما عبدالله بن حسين الأحمر قال في مذكراته إنه لم يوافق على أن يكون علي عبدالله صالح رئيساً إلاّ بعد ما اقنعته السعودية.. كتب هذا الكلام في مذكراته.. في هذه الفترة دخلوا المعتقلات البعثيين ونحن الناصريين والاشتراكيين.. كأن فكرة الغشمي ستطبق حينها.
< أيام علي عبدالله صالح..؟
- قلت الرجل ذكي.. يطور أفكاره ويراجع خطواته باستمرار.. الزعيم عندما تنتابه هذه الفكرة وهذه القناعة يكون خطيراً.. قادراً على التكيف مع الأوضاع باستمرار.. لأنه لا يوجد إنسان كامل ومن يدعي الكمال يكون قد حكم على نفسه بالموت لأنه يكون قد دخل مرحلة الغرور.. والغرور هو مقبرة الأبطال.. كم أبطال في التاريخ سقطوا نتيجة الغرور.. فالزعيم علي عبدالله صالح واحد من القادة الذين استوعبوا حركة التاريخ واستفادوا من عصر جمال عبدالناصر أكثر مما استفدنا نحن كن ناصريين لأن جمال عبدالناصر تدرج من هيئة التحرير الى الاتحاد القومي الى الاتحاد الاشتراكي الى التنظيم الطليعي.. علي عبدالله صالح كان كالحمدي يفكر بالمؤتمر الشعبي.
< عبده الجندي تعرض للسجن والمطاردة بعد فشل انقلاب الناصريين عام 1978م بعدها تحولت الخصومة مع الزعيم صالح الى صداقة أثارت الكثير من الكلام والشائعات حول هذا التحول لاسيما ممن كنتم معهم في اتجاه واحد.. كيف صدرت هذا التحول؟
- العلاقة بيني وبين الزعيم علي عبدالله صالح هي كانت علاقة عمل قبل ان يكون رئيساً للجمهورية، كان قائداً للواء تعز وأنا كنت مدير الشئون الاجتماعية والعمل والشباب بعد عبداللطيف علي -رحمه الله- طبعاً مدراء العموم لازم تكون علاقتهم طيبة بالقادة وكانت تقام فعاليات كثيرة في المحافظة ولازم أكون موجوداً فيها.. هو كان مرتاحاً مني كمدير مكتب نشيط وفاعل له قبول بين الشباب.. حينها كانت هذه بداية المعرفة بيني وبينه ولم تكن من الناحية السياسية لأني لم أكن عضواً قيادياً في التنظيم.. ربما أصحابنا في القيادة بصنعاء كان لهم علاقة بعد ما طلع رئيس.. كان لهم حوارات معه.. عبدالسلام مقبل هو الذي كان يمثل الناصريين في عملية الحوارات لأنه كان وزيراً في الدولة.. بالتأكيد كانت العلاقة علاقة احترام متبادلة بعيدة عن السياسة.
< هذا كان قبل أن يكون رئيساً قبل انقلاب 1978م بعد ذلك..؟
- فيما بعد التقيت بالزعيم علي عبدالله صالح بعدما اختلفنا نحن الناصريين فيما بيننا.. بعد الحركة.. أنت تعرف أن النصر يوحد الناس والهزيمة تفرقهم.. تعرف أن بعض الأخوة الذين ذهبوا الى عدن.. ليبيا والذين قيل لهم إن هناك من سيعطيهم امكانات.. ظهرت أخطاء.. حب المال هو الذي يفرق الناس.. كنا نشعر نحن الذين في الداخل أننا نقدم تضحيات.. ناس في السجون والمعتقلات وناس أعدموا، وهؤلاء يلقطوا "الزلط" للجيوب فنشأت بيننا حساسيات على هذا الكلام. فليش ندخل في تحالف مع الماركسيين لاسقاط نظام علي عبدالله صالح.. وضعنا في ذلك الحين لا نستطيع فيه اسقاط قسم شرطة.. فقط نعمل تهمة من أجل أن يبقى أصحابنا في الحبس.. ممكن تقود حركة تفاهم مع علي عبدالله صالح ونطلق أصحابنا من السجون ونؤمنهم على الأقل.. كان الخلاف بيننا على هذا الأساس.. كان هذا بعد 1979م كما قلت.. الانقلاب في 14 أكتوبر 1978م.. أنا واحد من الذين هربوا.. ومن الذين هربوا القيادات عبر البلاد أمثال هاشم علي عابد وآخرين الى عدن وهم من عملوا التحالف مع الجبهة الوطنية الديمقراطية.. فطبعاً الاشاعات التي نزلت أن عبده الجندي عميل وكشف الانقلاب.. هذا كلام غير صحيح.. في ذلك الوقت أنا كنت مرشحاً لعضوية اللجنة المركزية.. ولم تطرح قضية الانقلاب لنا إلاّ في اللحظات الأخيرة.
< أما زالوا مصرين الى الآن حول هذه العلاقة..؟
- مازالوا مصرين الى الآن.. لكن الناس أصبحوا يعرفونهم جيداً.. منهم من ذهبوا الى السعودية.. يقفون مع عدوانها الذي يقصف بلادنا.. بعدما وجهوا لي سلسلة من الاتهامات.. دار بينهم خلاف مع بعض الزملاء دافعت عنهم وقلت: نحن لا نعدم أحداً.. نحن ضد الإرهاب وضد العنف.. لأنهم كانوا يريدون أن يعاقبوا مجموعة لا أريد أن أذكر بعض اسمائهم يزعلوا.. يعني اذا واحد شرب قليل خمر تقوم تعدمه.. شوف التشدد غير الطبيعي يؤدي الى نتائج غير طبيعية..
< بعد هذا كله ما الذي حصل..؟
- بعد هذا شكلوا علي طوقاً.. تعتقد أين سوف أتجه؟!.. تقاربنا مع علي عبدالله صالح.. تحاورنا معه وقبل بنا كتنظيم.. وليس جواسيس.. علي عبدالله صالح ذكي قال لي حينها ما ريك أن ترجع وأنا "ادعي" فلان- يريد أن يمتحنا- كشف زاد ناس آخرين لي.. ما رأيك أدعيه وأخليه يرجعك للجنة المركزية.. الى القيادة التنفيذية.. قلت له ليش معك هناك.. قال: لا.. بيني وبينه علاقة احترام.. قلت له: أروح اشتغلك مخبر.. ما يمكنش أن أرجع وأدخل وأنا مختلف معهم وأجلس أرفع بهم تقارير.. معظمهم "الزمتهم" أنا.. أرجع اشتغل عليهم.. أنا لما اختلفت معهم اختلفت معهم بالعلن.. لكن اتفق معهم في العلن واختلف معهم في السر وأجلس أرفع بهم تقارير "ما تليقبيش" هذه ولا أنت ترضاها لي بهذا الكلام.
< في وسط هذا الجو..؟
- في وسط هذا الجو تكونت العلاقة بيني وبين الزعيم.. وتقربت شيئاً فشيئاً منه وكنت من الذين تحاوروا عن التنظيم في قضية الميثاق الوطني.. اقول علي عبدالله صالح رجل ذكي لم يقل نذبح الحزبيين وتتخلص منهم.. ومن اعدموا في البداية.. شعر أن هذا أكبر خطأ وأوقعه فيه علي محسن الأحمر.. وكانت هناك دفعة من الذين حكم عليهم بالإعدام.. كان الشيخ مجاهد أبو شوارب في بيت الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر مع الملحق العسكري السعودي صالح الهديان وسمعه يقول بكرة سيتم اعدام دفعة من الناصريين بعدين سنعدم البعثيين والاشتراكيين.. قال الشيخ مجاهد يلعن أبوك يا صالح الهديان تعدم أبناء اليمن بهذه الطريقة وخرج.. هذا الكلام والله سمعته من مجاهد أبو شوارب شخصياً.. وذهب الى الرئيس علي عبدالله صالح وهو لم يتغدى بعد.. وقال للحراسة أنا أريد الرئيس الآن يكلمنا لا يمكن أن أقبل بالذي يحصل قال للرئيس إن صالح الهديان يقول كذا.. وكذا.. سئل الرئيس أين قال.. فرد عليه في بيت الشيخ عبدالله بن حسين وأمامه.. قال له الرئيس هيا لا تصدق أبوه هذا هو ناقل الفتنة والذي اعدم الأولين وهو وراء كل ما يحصل.. واتصل الرئيس بسلطان بن عبدالعزيز وقال له صالح الهديان يجب يطلع من اليمن خلال 24 ساعة.. كلام ما هو قابل للنقاش ولا للجدل.. وطلعوا صالح الهديان وأوقف إعدام الناصريين.. لاحظ هنا العملية كانت صراعاً على السلطة.. يعني نحن نشتي نحكم مع أننا كنا سوف نتشارك بالحكم نأخذ لنا زايد ناقص ونمشي بدل ما نزيد نتحمل مشاكل اليمن.. تصور السعودية من ذلك اليوم.. ما يعين شخص إلاّ والرياض موافقة عليه.. لكن علي عبدالله صالح سايسهم حتى استطاع أن يؤسس سلطته ويتخذ القرار.. لا يوجد أحد حكم اليمن 33 سنة عبر التاريخ وخرج من السلطة والناس يحبوه إلاّ علي عبدالله صالح.. لم يقل بإعدام الحزبيين.. قال: يا خبرة خلونا نتفاهم معهم.
ومحمد خميس عاده يعطس جمر يقول كيف نتصالح معهم هذه خيانة.. قال الرئيس ليست خيانة، الخيانة ان نستمر نتقاتل فيما بيننا.. شكل لجنة من الأحزاب والتنظيمات السياسية وأنا كلفت من التنظيم أن أكون في هذه اللجنة أمثل الناصريين على فكرة قيام المؤتمر الشعبي العام.. الفكرة كانت موجودة عند ابراهيم الحمدي لكن لم تحقق.. علي عبدالله صالح أخرجها.
< كيف أخرجها..؟
- أولاً الايديولوجية.. الفكرة.. إذاً دعنا نوجد الفكرة عبر الحوار نشرك في ذلك كل الأحزاب وخرجوا بمشروع الميثاق الوطني وكي يكون الميثاق مقبولاً لابد من الاستفتاء عليه من الشعب وبعد الاستفتاء أصبح وثيقة تمثل جانباً حزبياً وجانباً شعبياً.
< يعني عقداً اجتماعياً..؟
- نظرية العقد الاجتماعي جديدة عند اليمنيين وعلى هذا الأساس التف الناس.. كلف ألف شخصية اجتماعية سياسية اقتصادية ثقافية، لتكون اللجنة التأسيسية لتشكيل المؤتمر الشعبي والبقية ينتخبون من الشعب.. أي كل منطقة تختار ممثلها هؤلاء يكونون أعضاء في المؤتمر الشعبي ولذلك المؤتمر الشعبي نشأ نشأة شعبية وليس بقرار سياسي.. القرار السياسي أن يكون هناك ممثلون للأحزاب والتنظيمات السياسية وان كان الإخوان المسلمين اخذوا نصيب الأسد..
< لماذا وثق الرئيس بالإخوان المسلمين؟
- وثق الرئيس بالاخوان بعدما قمنا نحن بالحركة الانقلابية كان لابد من بديل للناصريين وكان البديل الاخوان المسلمين.. الذين كان معهم ممثلون قريبون من الرئيس يظهرون أنهم وكانوا صادقين معه.. من كان يتصور أن الزنداني يكذب.. رجال يقول، قال الله.. وقال رسوله.. (توحيد الخالق) الكتاب الذي الفه الزنداني عندما تقرأه تقول إنه من الملائكة.. في أزمة 2011م عندما اجتمع بهم الرئيس ورفع كتاب الله خرج الزنداني الى الساحة وقال لهم أنتم أصحاب براءة اختراع وحرضهم.. يحرضهم على علي عبدالله صالح هذا هو النفاق.
< ما تقييمك لهذه المسيرة المؤتمرية بعد 35 عاماً..؟
- بعض الناس يعتقدون أني كنت أقرب واحد من علي عبدالله صالح.. عندما وقفت معه.. كنت عضواً عادياً في المؤتمر أمثل الناصريين لكني كنت قريباً من اتخاذ القرار السياسي هذه كانت غير موجودة.. حتى عندما شكلت حزباً بعد الوحدة لم أكن قريباً منه كان هناك "أ. ب. ج" أنا كنت ربما أنا من "ج".. لكن شعرت بأن الرجل صادق ومغدور به من الاصلاح بعد ما تنكروا له وقد كان يشركهم في السلطة واتخاذ القرار وفي كل السياسات واغتنوا في عهده.. عمل لهم المعاهد العلمية.. يا رجل المعاهد كم جلسوا ينهبوا المليارات 12 ملياراً كانوا يلهفوها على أساس أنهم يشكلون حزباً يحفظ الوطن.. وهم مثل عصفور اسمه القرينة صغير في الليل "يرقد" على ظهره ويمد أرجله الى السماء ويبكر الصباح يقول "أدركوا سماكم، سماكم فلت ضوء الضوء ما عليا درك" وفي لهجة أصحاب إب "اركزوا سماكم كما قرينة جازعة".. وهؤلاء الاخوان المسلمون كانوا يعتقدون أنهم يحملون أعمدة السماء لا تسقط على الأرض.. الزعيم علي عبدالله صالح في فترة من الفترات كان قد فهم حقيقتهم و"قشع" عليهم المعاهد العلمية وهذه كانت نقطة الخلاف الاساسية معه.. الاخوان المسلمين كانوا يخططون للاستيلاء على السلطة في الوطن العربي كله.. حصلوا لهم قطر يلعبوا على عقلها.. والتي تغامر بمستقبلها على شان الاخوان المسلمين تعتقد أنهم أوفياء..
هذا اليدومي قال ماهوش اخوان مسلمين.. أنكر.. عاد توكل كرمان اشجع منه.. واحد قال لي أن توكل تشتي ترجع للبلاد عن طريقك.. قلت له عن طريقي أنا قلت له تشتي عهد أمان من صالح الصماد.. قال: لا تريد من أحد إلا منك.. قلت له: أما من عندي أنا شنتخبها رئيس.. قد وعدتوها.. وفي ذمتي عهد.. ترجع على طول البلاد مفتوحة أمامها عاد لها مواقف مشرفة وليست بحقارة أولئك الذين قالوا أنهم ليسوا اخوان مسلمين أو أولئك الذين قالوا ماهمش ناصريين.. ويالله.. وجنب الرجال ويا قطقاط زلط.. وعبدالملك المخلافي عائق أمام صلح اليمنيين.. دماء اليمنيين في عنقك يا مخلافي أنت ومن ينتمي إليك.. واحد من أصحابنا قال إنه حلم في الليل أن عبدالناصر قام من القبر قال اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء الناصريين الذين راحوا الرياض- طبعاً لست ضد الرياض.. الطائرات عادها تحلق فوق رؤوسنا 24 ساعة.. أنا لست مع الذين يتناولون في الحملات حتى الجوانب الشخصية للحكام، نحن ندين العدوان على وطننا.. ندين العملاء الذين يستنجدون بالسعودية أكثر من الذين استجلبوا السعوديين خائفين.. قالوا لهم إيران موجودة عندنا والحوثيين كلهم إيرانيون.. عبدالملك الحوثي لم يفكر أنه سيواجه السعودية.. كان عنده فكرة بأن يقيم علاقة مع السعودية مثل أية دولة.. لا يريد حتى يقع رئيس..
أعود وأقول إن الزعيم علي عبدالله صالح انقذ اليمن وحكم فترة طويلة جداً وخرج وهو يحظى بشعبيه واحترام الناس.. وانا وقفت معه يومها وهو اتصل بي.. قال عادك على موقفك وإلا كنت تكذب.. قلت له لا والله عند موقفي.. ولم يكن لدي عمل حينها.. خيرني بثلاث وظائف آخر حاجة قال: نائب وزير اعلام.. وعينت نائب وزير اعلام بالرغم من اني قلت للوزي وكان هو وزير الإعلام.. انت حجر لا تزحزح.. لكن عينوني نائبك.. خلينا أصحاب من بعيد.. وبعد ذلك كان للأخ عبده بورجي دور أساسي في تعييني ناطقاً رسمياً للحكومة.. طبعاً وللحقيقة خلال هذه الفترة التي عملت فيها مع الزعيم لم يتصل بي يوماً من الايام يقول لي قول على فلان أو فلتان مثل ما يقولوا بعض الناس الذين قالوا عبده الجندي يوجه بالتلفون من علي عبدالله صالح جلس شهر أو أربعين يوماً وهو في حالة غيبوبة بعد ان تعرض وكبار رجال الدولة لجريمة دار الرئاسة وانا كنت ألقط لي كلمتين من عند علي الشاطر.. من فلان.. ومن فلان من الذين هم القريبون من القرار.. والله أني في بعض الاوقات اعمل مؤتمرات صحفية وان ما برأسي شيء.. ولكن كنت اقدر تقديراً واخارج نفسي..
طبعاً.. قال لي واحد ليش تضحك لما تعمل مؤتمر صحفي.. قلت له ما تشتيني ابكي.. الآن هو في الرياض.. قال هذه مهزلة بالمؤتمرات.. والسفير احمد علي كان صدق هذه الكلمة.. قلت له يا أخي أنا اتعامل مع اصعب الناس.. لو عملنا نكتة نخفف على الناس.. هؤلاء الصحفيين هم من اصعب الناس.. لا يجب أن تستفزه.. تعلمنا في مرحلة الشباب وفي مرحلة العمل الحزبي.. أنه تجنب الجدية المنفرة.. كُنْ في حالة الوسطية.. لا تكن هزلي والهزل المنفر يفقد احترامك عند الناس.. ولا تكن جاداً.. الناس.. والناس هم بشر.. والبشر هم جزء من الملاك وجزء من الشيطان.. الانسان في مرحلة الوسط.. بين الملاك وبين الشيطان.. ولذلك فعلاً قضينا فترة مع علي عبدالله صالح وانا مش من حزبه.. كنت ومازلت ناصرياً..
< ألم تكن عضواً في المؤتمر..؟
- لا.. بعد ما خرجنا من المؤتمر شكلنا احزاباً.. قلت المؤتمر هو القنطرة.. وهو أقل من شعب وأكبر من حزب.. لان الناس الذين كانوا مستقلين وهم الأغلب الاعم معظمهم دخلوا المؤتمر الشعبي العام.. ولم يدخلوا احزاباً أخرى.. لأنهم قالوا "جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفه" دخلوا المؤتمر الشعبي العام عن قناعة وكنا نعتقد ان علي عبدالله صالح اذا خرج من الحكم لن يبقى مؤتمري.. وكنا نقيس المؤتمريين بالقيادات الانتهازية الذين عرفناهم في موقع الحكم والذين هرولوا الى الرياض.. فبالتأكيد المؤتمر الشعبي العام من الاحزاب التي لها جذور ضاربة في اعماق الشعب.. لأنه من الشعب.. وهو حصيلة حوار وطني.. كما انه يؤمن بالحوار.. ويؤمن بالتعددية.. يؤمن بالتنوع.. لكن النشأة الحزبية المتعصبة.. انا وحدي على حق والآخرون على خطأ هذه هي نشأة الاحزاب كلها كنا في المرحلة السرية ينشأ كل حزب على انه الوحيد على حق.. انت الوحيد الملاك والاخرون كلهم شياطين.. لا توجد قواسم مشتركة مع الناس.. حتى الاحزاب في ما بينها التي نشأت نشأة سرية مكانهم الى اليوم يعتقدون أنهم في الظلام.. مثلهم مثل افلاطون الذي قال واحد "عاش طوال حياته في كهف وهو لا يشوف الضوء.. خرج من الكهف إلى ضوء النهار إلى العالم "الحقيقي" دوخ" واكتشف أن عالم الكهف عالم ظلام.
فبالتأكيد نحن نشانا نشأة حزبية قريبة من نشأة الاحزاب المتعصبة الانتهازية النازية ،كل الاحزاب التي نشأت كان يقصون الآخرين لانها نقوم على العصبية.. انا وحدي على صح والآخرون على خطأ.. فلذلك هؤلاء لا يتعايشون في فترة التعدد والتنوع.. وعلي عبدالله صالح يلعب على هذه النقطة يقرب ناس ويبعد ناس.. يقرب أحزاب ويبعد احزاب.. والاخوان المسلمين ظلوا بهذه الفكرة إلى اليوم.. وهم ماشيين بهذا.. قد كانت السلطة بأيديهم في مصر.. شافوا السيسي يتقدم في الصفوف يصلي قالو اما هذا أملاك الله.. تعال وطلعوه وزير الدفاع والرجل يعرفهم على حقيقتهم فأطاح بهم..
وأهنيء المؤتمريين بهذه الفعالية وادعوا كل أبناء الشعب اليمني إلى المشاركة فيها.. لان هذه المسيرة لصالح اليمن.. وهي رسالة موجهة لعبدربه والدنابيع أصحابه الذين يزعمون أنهم المؤتمر.. بن دغر سرح بطائرة إلى لمخا.. حرام ما وصل إليها.. وصلوا إلى البحر.. قالو دقوا أبوة من الجبال المحيطة.. لكن اجاء بن دغر كيف تعامل معه علي عبدالله صالح كان يدي له الزبيب واللوز حتى واحنا مخزنين.. كان يمكنا يا أبو أحمد.. يا أبو أحمد.. وبعدين قاموا جماعة وقالوا استحي يا ابن دغر خليك رجال.. فلذلك كنت انا واثق فيه بن دغر حريص ما كنت داري انه هكة.. لكن عبدالعزيز المفلحي محافظ عدن لم نقبل الوصاية الأجنبية.. هذا صاحبي نشانا انا وهو في أسرة واحدة.. هو كان جنوبي، بس نشاء في تعز.. ما عاد اتسعت له الجنوب أمس قال لم نقبل الوصاية الأجنبية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|