موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الخميس, 24-أغسطس-2017
د/عبدالرحمن أحمد ناجي -
ألقت الأقدار على كاهل الرجل الذي لم يتجاوز عمره الـ34 ربيعاً حمل أمانة قيادة (اليمن) العظيم ، في ظروف عصيبة وغير مسبوقة في تاريخ وطنه ، فوجد نفسه منشغلاً بجملة من الهموم كان في طليعتها خطورة ترك الساحة الوطنية خالية من فكر وطني يحصن أبناءه من الخلافات الطاحنة التي كانت تعصف بالنخب منهم بسبب تأثرهم بالأفكار الدخيلة التي تدفع بالبعض منهم إلى التبعية المطلقة لتنظيمات دولية حتى يصلوا إلى الدرجة التي يتخلون فيها تماماً عن ولائهم وانتمائهم لوطنهم ، وكان المشهد السياسي الحاضر آنذاك كالنار المتأججة تحت الرماد ، فدستور الدولة التي يحكمها يُحَرِّم ويُجَرِّم التعددية السياسية وإنشاء الأحزاب السياسية ، وكان من القواعد السياسية الراسخة والمتجذرة في وجدان عامة الناس أن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة ، لذا فقد تلقف الرئيس الشاب طرف الخيط من سلفه الراحل الشهيد إبراهيم الحمدي بتجسيد وبلورة الفكرة التي كانت مطروحة لكنها لم تكتمل ، لتكون منطلقاً أضاف إليها فكره وروحه هو من خلال الدعوة لمؤتمر شعبي عام يضم كل الأطياف السياسية التي كانت تمارس نشاطها الحزبي سراً وتحت جنح الظلام والتي يدعي كلٌّ منها أنه وحده صاحب الفكر الرشيد وما عداه هو بالتأكيد فكر ضال .
سعى الرجل خلال الأعوام الأربعة الأولى من حكمه وتربعه على كرسي الرئاسة للحوار مع الفُرقاء السياسيين المتصارعين المتباينين حد التناقض التام لإقناعهم كُلاً منهم على حِدة بضرورة وأهمية مساهمتهم ومشاركتهم الجادة والفاعلة في صياغة وإنجاز مشروع دليل فكري وطني يرضيهم جميعاً فيجمعون عليه ، والذي ليس من المؤمل أن يؤدي إلى محو وتذويب تلك التناقضات الأيديولوجية الفكرية ، فذلك حُلم بعيد المنال وضرب من ضروب المستحيلات ، بل يكفي أن ينجح ذلك الدليل بتحقيق الحدود الدُنيا من التقارب الفكري بين كل تلك الأطياف ، لعلهم إن فعلوا جنبوا وطنهم ويلات ومنزلقات التعصب الجنوني الأعمى لفكر كلٍّ منهم ، ويوقف ويفرمل محاولات كل فكر أن يطغى ويفرض نفسه على من سواه ولو تطلب تحقيق ذلك الهدف إراقة أنهار من الدماء وإزهاق الآلاف من الأرواح .
وما كان أحد من قادة تلك الأيديولوجيات المتناقضة المتناحرة ليصدق أو يؤمن بإمكانية أن يأتي اليوم الذي ينجح فيه كائن من كان في إقناعهم بأن يجلس الناصري مع البعثي مع الاشتراكي مع الإخواني جنباً إلى جنب في كراسٍ متجاورة وتحت سقف واحد ، ليعملوا ليل نهار كخلية نحل متآلفين متحابين متوادين شاغلهم وهاجسهم وهمهم الوحيد هو تغليب المصلحة الوطنية العُليا لوطنهم على كل المصالح الأنانية سواءً الشخصية منها أو الحزبية الضيقة التي تسيطر على عقل وقلب وروح كلٍ منهم ، وجاء يوم الرابع والعشرين من أغسطس في العام 1982م ليتحقق الحلم ويتحول المستحيل إلى ممكن ومتاح ، ويلتقي كل السياسيين اليمنيين في قاعة واحدة تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام ، لتنفض جلسات ذلك المؤتمر بإقرار مشروع الفكر الوطني الذي أجمعوا على تسميته (الميثاق الوطني) ، والذي خضع للاستفتاء الجماهيري الشعبي المباشر على كل ما ورد فيه بنداً بنداً، ثم إقراره بصيغته النهائية بعد أن تم استيعاب كافة الأفكار التي تضمنتها قوائم الاستفتاء ، لينجح الرئيس الشاب في النفاذ من (مطب) التعددية السياسية المحرمة دستورياً من خلال إنشاء كيان تنظيمي جامع يمني 100% يحمل دليلاً فكرياً يمنياً هو الآخر 100% ، وليبتعد بـ (اليمن) العظيم وينأى به من خلال ذلك الدليل الذي أسهم كافة اليمانيين في صياغة مضامينه عن الصراع على أيديولوجيات فكرية متناقضة وشاذة دخيلة على الوطن .
وفي تقديري الخاص أن أحد الأهداف المهمة التي دارت في ذهن الرجل عند تأسيسه المؤتمر الشعبي العام بالكيفية الواردة أعلاه ، هو إيجاد كيان تنظيمي سياسي للشطر الشمالي من الوطن يتمكن به من التفاوض مع الكيان السياسي الحاكم للشطر الجنوبي والمتمثل بالحزب الاشتراكي اليمني بشأن مسألة تحقيق الوحدة اليمنية وهي حلم أحلام اليمنيين في الشطرين ، وهذا ما نجح فيه أيضاً فكان المؤتمر الشعبي العام شريكاً أصيلاً مع الحزب الاشتراكي اليمني في الوصول إلى يوم ميلاد الجمهورية اليمنية يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من مايو 1990م ، وكان هناك توجهان سياسيان مطروحان لصُناع فجر ذلك اليوم المجيد ، فإما دمج الكيانين التنظيميين في كيان تنظيمي واحد ، أو الإبقاء على كليهما مع الإقرار بالتعددية السياسية والحزبية في دستور الدولة الوليدة ، وتم تغليب وترجيح الخيار الأخير نظراً للتباين الحاد في الأيديولوجية الفكرية لهما ، وتمدد المؤتمر الشعبي العام كما هو حال شريكه منذ اليوم الأول للوحدة ليشمل كافة المحافظات اليمنية ، وأتاح الفرصة للمنتمين إليه بالاختيار بين الاستمرار في صفوفه أو إنشاء كيانات تنظيمية مستقلة عنه خاصة بهم .
ظل المؤتمر الشعبي العام هو الكيان التنظيمي الحاكم لدولة الوحدة ، مع إقراره مبدأً فريداً على درجة كبيرة جداً من الأهمية يجسد خصوصية للشأن السياسي اليمني ، لأن اليمانيين مازالوا في مرحلة ميلاد وتعلم أبجديات الحياة السياسية القائمة على التعددية الحزبية والتنافس الحزبي ، فلم يستأثر المؤتمر بالحكم منفرداً على الإطلاق ، حتى عند حصوله على الأغلبية الساحقة في مقاعد السلطة التشريعية (مجلس النواب) في الانتخابات البرلمانية التي جرت بعد الوحدة المباركة ، وذلك بالرغم من أن تلك الأغلبية كانت تعطيه الحق الكامل في التفرد بالحكم 100% ، لكنه كان حريصاً على إشراك كافة القوى السياسية معه في الحكم وقيادة السلطة التشريعية والتنفيذية ، كما أنه لم يتبنَّ قط مبدأ الإقصاء لعناصر بقية الأحزاب في الوظائف العامة للدولة ، ولعل ذلك هو واحد من أهم أسرار بقائه واستمراره أثناء وبعد انتهاء الموجة الأولى من ثورات الربيع العبري التي عصفت بأكثر من بلد عربي ، وهو ما جنب المؤتمر الشعبي العام المصير المحتوم للأحزاب الحاكمة في تلك البلدان التي تم حلها وتصفيتها ، وإلقاء القبض على قياداتها ، والزج بهم في غياهب السجون والمعتقلات ، وطرد المنتمين إليها من وظائفهم وتشريدهم والتنكيل بهم .
ولعل تلك الأحداث التي أدت إلى تخلي المؤتمر الشعبي العام وكوادره عن كراسي السُلطة الوثيرة ، قد أسهمت إسهاماً إيجابياً كبيراً في الإزالة والتخلص من الكثير من الشوائب والطفيليات التي عاثت في الأرض فساداً ، والتي ظلت عالقة وملتصقة به منذ نشأته حتى العام 2011م ليس إيماناً بفكره ودليله النظري ، بل بهدف الوصول للسلطة والتمتع بمغانمها ، لكونه تنظيماً سياسياً وُلد من رحم السلطة ذاتها ، كما أدت الأحداث الكارثية التي تجرعها الوطن مروراً بعدوان التحالف الدولي الذي مازال يئن تحت وطأته لما يزيد عن 880 يوماً حتى الآن قد أدت إلى تساقط المزيد من أوراق الخريف والكشف عن الأوجه القبيحة للمزيد من تلك الطفيليات والشوائب التي ظنت أن هزة العدوان الحالية ستطيح بالمؤتمر وستؤدي حتماً ودون أدنى شك لديهم لانفراط عقده ، فما كان منهم إلاّ أن باعوا أنفسهم ووطنهم للشيطان نفسه المتمثل في من يعتدي على أرضهم وعرضهم ، ظانين أن مصلحتهم باتت لديه وأنهم عائدون على ظهر دباباته وطائراته لمواقعهم في الحكم مجدداً ، فخيَّب الله ظنونهم وذاقوا وبال أمرهم وخياراتهم المريضة .
واليوم يحتفل المؤتمر الشعبي العام ومعه كل اليمانيين الأحرار الشرفاء الرافضين والمتصدين للعدوان الهمجي البربري على وطنهم بالذكرى الـ35 لتأسيسه ، ليس فقط وهو ثابت شامخ عصيّ على الانكسار والتشظي والانقسام تماماً كما هو حال الوطن العظيم الذي يحمل شرف الانتماء لترابه الطاهر ، بل وهو محط أنظار وموضع آمال كل المواطنين فيه بمختلف أطيافهم ومشاربهم وانتماءاتهم السياسة والحزبية ، بعد أن توصل كافة اليمانيين بمن فيهم المستقلون إلى قناعة تامة بأنه بالفعل والتجربة والبرهان الكيان التنظيمي الوحيد المعتدل الوسطي الذي يمثل شوكة الميزان البعيد تماماً عن الغلو والتطرف إلى أقصى اليمين أو إلى أقصى الشمال ، ومازال اليمانيون يراهنون على أنه الكيان التنظيمي الوحيد القادر على العبور بسفينة (اليمن) العظيم لبر وشاطئ الأمان ، بعد أن تقاذفتها الأعاصير والأنواء والعواصف خلال السنوات الست الماضية ، وجربوا في ثناياها العيش في ظل حكم كل الأطياف السياسية.. فهل سيخذل المؤتمر الشعبي العام آمال وتطلعات مواطنيه ، لا أظن ذلك ، ولعل الأيام والأسابيع والسنوات القادمة كفيلة بإثبات صواب أو خطأ ما ذهبت إليه .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)