أمين الوائلي -
تزايد أعداد المصابين بأمراض السرطان في بلادنا بات يشكل تحدياً صحياً ويفرض على السلطات أن تتحرك أكثر وأن تبذل جهوداً مضاعفة في التعامل مع هذا الوضع الجديد والمتفاقم باستمرار، في حين أن مؤسسات وقطاعات المجتمع المدني والحزبي لا تبدو مهتمة بالقضية، ووحده السرطان يعمل بإخلاص!
بالطبع هناك جزء كبير من السلطة الرقابية المتمثلة في مؤسسات وكيانات مختلفة هو إما معطل تماماً أو مشغول عن ممارسة الدور الرقابي والسلطة الخدمية المنتظرة منه بأدوار لها علاقة بأشياء أخرى ليست من مسئولياته أو رسالته.
الجميع غير عابئ ولا مهتم بالمجتمع وصحته وسلامة أبنائه، ولم تتمكن أحزاب المعارضة مجتمعة أو فرادى أن تلفت النظر والمسئولية إلى واحدة من المشاكل الصحية التي تحدق بالمواطنين.
ولم تتمكن أيضاً، من الالتفات، ولو قليلاً، إلى ما يعتمل في واقع ومعيشة السكان وأبناء الشعب من تحديات يجب التصدي لها وحشد الجهود والطاقات في سبيل محاصرتها وتأمين السلامة العامة.
من عابر القول: إن المجتمع السياسي والحزبي انصرف تماماً عن قضايا المجتمع وصحة السكان ومعيشة الغالبية من أبناء الشعب وبات الشأن الحزبي والسياسي أشبه ما يكون بعامل إثارة وتلويث زائد للسلامة المجتمعية!
المسئولية الرقابية التي تناط بالأحزاب والجماعات الأخرى المؤطرة معها ذهبت في غير مجالاتها المفترضة، والحق أن الأحزاب هذه أمست واحدة من تلك العلل والآفات والأمراض التي تفتك بالمواطن وتنتهك الصحة العامة!
علاوة على الأحزاب، فإن مكونات المجتمع الأهلي والمدني غير مسئولة ولا مهتمة في ملامسة قضايا الصحة العامة أو تبني برامج من هذا النوع تتحرى ملاحظة الزيادات في نوعية وخطورة الأمراض وكيفية التعامل معها.
على أن الجانب الرسمي لوحده يبقى هو المسئول وفي الواجهة وبرغم الجهود والمبادرات الجيدة في هذا الصدد، إلا أنه يظل في الإمكان أفضل وأبدع مما كان.
السرطانات المميتة تفتك بالأعداد المتزايدة من اليمنيين، والمشكلة لا تزال بعيدة عن دائرة الرصد والضوء والمراقبة والمواجهة الكفوءة، حتى الإعلام يبقى بعيداً عن واجبه.
شكراً لأنكم تبتسمون
نقلا عن الجمهورية