عبدالرحمن بجاش - لو بصقت في وجه الريح فسيعود الرذاذ الى وجهك، هكذا هو ملخص نتيجة اي جهد اعلامي خاطئ..
من يوم الجمعة 25 اغسطس حول كثيرون هذه البلد الى مجرد كائن من قات «صوطي» او« شرو»، او من اي نوع رديئ.. فذهب كثير جدا من المفسبكين باسماء مهنية ايضا، ذهبوا الى البصق في وجه الريح.. حقيقة لا ادري اين هم الآن!!؟
انا هنا اتحدث كمهني صرف، لا علاقة لي البته لا ب«الانقلابيين» ولا بـ«الشرعيين».. علاقتي هنا بالمهنة التي مسختها مثلاً «العربية الحدث» الى حالة راحت تشوهها باخبار كلها كذب للاسف الشديد.. رحت اتذكر ما قلته لصديق مهني ذات مساء، التقرير اللي بثته (العربية) الليلة لك كله غير صحيح، فرد علي ضاحكاً: «اعرف هم يريدون ذلك».. فرددت فقط مرات اللعنة..
قيل اكذب حتى يصدقك الناس، ربما قالها جوبلز وزير دعاية هتلر، لكن جوبلز كان يدري كيف يكذب، ولو ان الكذب يظل كذبا، لكن هناك من المحترفين من يجيد خلط المعلومة الحقيقية بالرديئ ليوصل رسالة ما الى عدو ما.. فيخدعه لبعض الوقت، ليجد نفسه مكشوفا، وقد تحول الامر لصالح الطرف الآخر !!!.
قلت انني اتكلم هنا كمهني، فبالامس وبعد الضخ «السيئ» لكل ما هو كذب، و«للمناجمة» بين طالبي الله على كل باب.. فهناك من المواقع السيئه التي ارعبت الناس هنا في صنعاء.. وخذ نوعية من العناوين.. «الحوثيين يعتقلون صالح»، «حازب يغادر الى مأرب» «الانفجار بعد لحظات» «ضباط الحرس الجمهوري الى مأرب»، «200 الف مقاتل في صنعاء»، الليلة التي قبلها «ريمة حُميد محاصرة» الطريق الى سنحان مغلق» «صالح في الاقامة الجبرية».. تهويل رخيص بغض النظر عن الطرف اللي انت منه او هو منه..لا يهمني..
الناس أصيبت بالرعب، الاتصالات لم تتوقف..
لذلك قمت هذا الصباح، وذهبت في جولة الى شوارع الزبيري، التحرير، مررت عند المصباحي، السبعين، ذهبت الى شارع الزراعة عبر شارع 26 سبتمبر المظلوم.. بدت المدينة مسترخية جداً، ولا اثر لتخزينة المفسبكين، ورسائل الواتس، واخبار المواقع الرديئة التي اتمنى على من يستطيع ان يوقفها، يمنعها، ولتذهب الديمقراطية على طريقة الجهلة الى الجحيم..
اعرف ان هناك مزايدين سينبرون «بجاش» باع القضية، ملعون ابو القضية التي لا ندري ما هي..ملعون ابو الاحزاب التي باعتنا وذهبت. .وماذا اقول عمن يفسبك عن الشارع في صنعاء والذي هرب منه الى القاهرة.. من هناك ومن غرفة قصية تراه يؤلف الاخبار عما يتخيل هو ما في صنعاء..
لا يهمني من سينبري من اسطنبول وان همسا ويقول «ها» شفتم لقد باعوا.. بينما يكون هناك مستلق على البوسفور واطفالنا هنا وامهاتنا موزعين بين الخوف مما قد يحدث على الارض، فاذا تناسوا قليلا ارعبتهم اصوات الطائرات !!!
اتصل بي اخي عبد الناصر من عدن: كيف الاوضاع عندكم؟ قلت: انا في شارع الزراعة.. انا وهو وجهنا الشكر للصديق خصروف الذي قالها ومن العربية: ما اسمعه مبالغ فيه..
أنا كمهني لا غير هنا اتحدث، وان سألتني انت مع من؟ ساقول لك: انا مع يمن يقوم على أضلاع ثلاثه: العقل، العلم، الايمان..
قال ديجول ذات يوم: السياسة فن خداع الناس.. ماذا يمكن لنا ان نقول عن اعلام كذاب.. الاعلام الكذاب انعكاس للعجز الفاضح..
|