عبدالله صالح الحاج - الثورة هي ثورة الشعب ضد الظلم والاستعباد وأنعدام العدالة ومصادرة الحريات بشتى أنواعها وعدم إعطاء الحقوق والتمييز مابين الطبقات واللجؤ إلى العنصرية والنازية والسلالية والقبلية والطائفية والمذهبية والحزبية والمناطقية والأسرية من قبل أنظمة الحكم في هذا البلد وتلك الدولة قد يكون من ملكآ أو رئيسآ أو أميرآ المهم أن هذا الملك أو ذاك الرئيس والأمير ظالم وطاغية مستبد في حكمه على الشعب ومن وقع هذا الظلم والاستعباد هاج الشعب وثار على ظلم الحكام وخرج في ثورته الشعبية الغاضبة ضد الظلم لأحداث التغيير في مناحي الحياة السياسية والاجتماعية وليتحول الحال والأوضاع إلى الأحسن والأفضل وذلك من خلال التغيير الجذري بأستبدال لنظام الحكم القديم بنظام الحكم الجديد هذا هو تعريفي للثورة وفق حدس علمي ووحي إلهامي وفكري.
وهناك تعريفات عديدة لمفهوم الثورة نورد لكم بعض منها على سبيل الأيضاح والأستزادة حيث أستخدم البعض واعتبروا (إن أقرب كلمة إلى مفهوم الثورة المعاصرة هي "الخروج"، بمعنى الخروج لطلب الحق، فهو خروج من البيت إلى الشارع أو الميدان طلباً للحق، أو دفعاً للظلم)
(كما أن للثورة العديد من التعريفات فمن الناحية اللغوية فمصطلح ثورة هو مصطلح منشق من الفعل الثلاثي ثار أي غضب وهي عبارة عن مجموعة من التحركات اللفظية والتي نتجت وجاءت نتيجة الغضب وعدم القدرة على الاحتمال من مجموعة أو فئة و إحساسهم بالظلم أو التجاهل أو البطش فثاروا من أجل أن يحصلوا على حقوقهم سواء حقوق سياسية أو اجتماعية وتعرف أيضاً الثورة بأنها عبارة عن حركة سياسية أو اجتماعية مرتبطة بمجموعة من الأفراد في دولة ما أو مجتمع يطالبون بحقوقهم ويعبرون عن آراءهم وأفكارهم ومطالبهم من السلطة الحاكمة أو صاحبة السلطات في دولتهم أو مجتمعهم وهي لها العديد من الصور فمنها الاعتصامات والعصيان المدني للضغط على السلطة أو المسيرات والخروج بهتافات معادية لنظام سياسي قائم حيث يطلق على من قام بتنظيمها أو الانضمام إليها ثوار أو متظاهرين ومن الممكن تعريفها بأنها الاتفاق على الخروج عن وضع حالي إلى وضع افضل مثل الخروج من نظام حكم ديكتاتوري إلى نظام حكم ديمقراطي حيث يكون الخروج مرتبط بحركة ومعيار الإحساس بالظلم أو القهر أو عدم الرضا عن الوضع القائم والعمل على تغييره بل والرغبة بما هو أفضل منه)
وايضآ من ضمن هذه التعريفات لمعنى الثورة ماورد (في قاموس المعجم الوسيط ،اللغة العربية المعاصر. قاموس عربي عربي
والثورة قد تتخذ أشكالآ وصورآ عدة فقد تكون ثورة علمية أو صناعية أو زراعية أو تكنولوجية...الخ
ومايهمنا في الأمر هنا هي ثورة الشعب ضد الظلم والتي قد تكون ثورة سلمية بيضاء أو ثورة مسلحة حمراء
وعادة ماتقوم أي ثورة من الثورات في الأساس لهدف دفعآ الظلم والمطالبة بالحق ولتخلص من الاستعباد والقمع والدكتاتورية الممارسة من قبل أنظمة الحكم على وكذلك لتحقيق مطالب المجتمع والشعب برفع كافة المعانات من على كاهلهم في الحياة المعيشية والبحث عن لقمة العيش الكريمة والتي صار أفراد المجتمع والشعب يقاسيها في في ظل الأوضاع المتردية لنظام الحكم هذا أوذاك
كما أن من أهداف ثورة الشعب تحقيق كل تطلعاته ومايصبو اليه من حرية وديمقراطية ورقي وتقدم وتطور في كافة مجالات الحياة وتوفير فرص العمل لكل أفراد الشعب لضمان العيشة الكريمة لكل فرد من أفراد المجتمع له ولمن يعول من أفراد أسرته
ولعل من أهداف ثورة الشعب أيضا القضاء على الثالوث الخطير والذي يفتك بأكثر شعوب دول العالم النامي على وجه الخصوص والمتمثل بالفقر والجهل والمرض
كما أن من أهداف ثورة الشعب كذلك تحقيق الأمن والأستقرار والرخاء والتعايش الاجتماعي السلمي بين كافة الطبقات والشرائح الاجتماعية على مبدأ التكامل وتبادل المنافع والتراحم والتكافل الاجتماعي وبحيث أن لايكون هناك ضررآ ولا ضرار على أي فردآ من أفراد المجتمع وكل أبناء الشعب أخوة على هذا الوطن والذي يتسع للجميع.
ولعل هنا سؤال يطرح نفسه متى تكون الثورة ناجحة بكل المقاييس?
أي ثورة تكون لها مبادئ وقيم وأهداف سامية نابعة من تطلعات الشعب عامة ومايصبو اليه عندما تكون هذه الأهداف لأي ثورة نابعة من الشعب نفسه يكون من السهل تحقيقها وانجازها على أرض الميدان والواقع ويلمسها الشعب بالقول والعمل نقول عندها أن هذه الثورة ناجحة بكل المقاييس وكما أن هذه الثورة الناجحة بكل المقاييس سرعان مايتم الاعتراف بها من كافة دول العالم عربية وإسلامية وأجنبية وكذلك يتم الاعتراف بها من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بهذا يكتمل النجاح ويتحقق للبلد والدولة الأمن والأستقرار وينعم الشعب بالتقدم والرخاء وبالرقي والتطور في جميع نواحي الحياة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية والثقافية....الخ
هذا هو النجاح بكل المقاييس لثورة الشعب بأكملة .
وعلى عكس مايحدث من نتائج لبعض الانقلابات والثورات والتي لاتكون محظوظة ولا يكتب لها النجاح بكل المقاييس حيث لايتم الاعتراف بها لا دوليآ ولأ أمميآ ويتولد عنها حروب داخلية طاحنة ينعدم فيها الأمن والاستقرار ويزداد تردي الأوضاع المعيشية ويتفشى فيها الثالوث الخبيث المرض والفقر ويعم الجهل
وتصبح مثل هذه الثورات المزعومة نكسة ونكبة على الشعوب لأنها في الأساس لم تقوم لصالح الشعب وإنما قامت لتحقيق مصالح أفراد وشخصيات وجماعات وهي بذلك لاترتقي لمستوى الثورة وماهي الا تمرد وخروج على نظام الحكم بهدف الوصول لسلطة والإطاحة بنظام الحكم السابق والسيطرة على الحكم والسلطة ولمايحقق الاطماح والمطامع الشخصية وليس لمايحقق طموحات وتطلعات الشعب
وحيث ان أهداف هذا الانقلاب وحركة التمرد لاتنبع وتعبر عن أهداف وتطلعات الشعب في تحقيق كل مايصبو اليه فهي ليست ثورة كون أن أهدافها هي أهداف شخصيات وجماعات تسعى للوصول لسلطة ومن ثم تعمل على فرض اديولوجياتها الثقافية والفكرية والعقائدية والمذهبية والطائفية المستوحاه في معظم الأحيان من الخارج وتفرضها على الشعب فرضآ قهريآ وتخلق صراع وفتنة سرعان ماتشتعل نيرانها وسرعان ماتفشل مثل هذه الثورة
الثورة هي ثورة الشعب في اي بلدآ من البلدان أو أي دولة من دول العالم الثورة هي ثورة الشعب.
ولاننسى أن نجاح ثورة الشعب كان إحدى ثمار حنكة وحكمة قيادة ثورة الشعب وثمرة طبيعية ناضجة لكل الجهود المبذولة بالعمل الدؤب المتواصل والسهر ليلآ ونهار وبكل تفان ونكران ذات من قبل القيادة الحكيمة لثورة الشعب لهذا
كانت ناجحة بكل المقاييس وحضيت بالاعتراف الدولي والأممي على أوسع نطاق.
|