محمد شرف الدين - عندما تحرك مارد الثورة يوم الخميس الـ26 من سبتمبر 1962م في العاصمة صنعاء وأطاح بحكم الإمام البدر وخرج الضباط الأحرار كالأسود يتحدون جبروت الطغيان ويمزقون خرافة الحكم الإمامي، امتد الهلع الى أرجاء العالم وتحديداً الدول الاستعمارية واذيالها في المنطقة.
كان سقوط عرش الطغيان والموت في صنعاء الحضارة بداية لسقوط أنظمة استبدادية على مستوى العالم ظلت تدعي الحق الإلهي لحكم الشعوب.. وعلى الرغم من أن ثوار سبتمبر كانت مواقفهم واضحة بعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، بيد أن انتصار الثورة في اليمن دفع الأحرار في جزيرة العرب والدول الاسلامية وغيرها للاقتداء بثورية الشعب اليمني، على الرغم من الحرب العدوانية التي شنتها دول كالسعودية والأردن وإيران وامريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها لوأد ثورة اليمن وإهلاك الحرث والنسل وإبادة شعب قرر أن يغادر القبور والسجون الى رحاب وطن حر ومستقل في ظل نظام جمهوري يعبر عن إرادة الشعب وتطلعاته.
لم تستطع السعودية وإيران والأردن أن تهزم الشعب الثائر وأن تعيد الفار البدر رغم بشاعة جرائمها بحق شعبنا طوال سبع سنوات والتي ظلت تقترفها بدعوى اعادة الإمام البدر، مثلما هي اليوم تتخذ ذات المبرر لإبادة الشعب اليمني بدعوى إعادة الفار هادي.
يبدو واضحاً أن السعودية التي افلتت من العقاب إزاء ما ارتكبته من جرائم بحق الشعب اليمني في ستينيات القرن الماضي قد شجعها لتتمادى اليوم في حرب الابادة التي ترتكبها ضد شعبنا، غير مدركة طبيعة المتغيرات الدولية والاقليمية وهي متغيرات تجعل النظام السعودي الذي نجا من الثورة في ستينيات القرن الماضي يواجه ثورة شعبية ستطيح به لا محالة، كنتيجة طبيعية لتداعيات عدوانها على اليمن والتي يبدو أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وستدعم ابناء الجزيرة في نجد والحجاز ونجران وعسير وجيزان للتحرر والانعتاق من النظام الكهنوتي لآل سعود.
كل الوقائع والأحداث تؤكد أن هادي لن يعود الى صنعاء وسيواجه نهاية البدر.. وفي المقابل ثمة نار تحت الرماد تهدد بزوال آل سعود ليواجهوا نفس مصير الفار هادي.
|