الميثاق نت - لقاء عارف الشرجبي: - أكد المناضل علي عبدالله السلال -عضو مجلس الشورى- أن التاريخ يعيد نفسه من خلال ما تقوم به السعودية من عدوان غاشم على اليمن.
وقال: تآمرت السعودية على ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م من أول يوم لقيامها واستمرت في تقديم العون العسكري والسياسي والمادي لفلول الإمامة لمدة سبع سنوات حتى اضطرت بعد فشل القوات الملكية في دخول صنعاء اثناء حصار السبعين الى القبول بإجراء حوار مع الجمهوريين والاعتراف بالنظام الجمهوري مرغمة ومضطرة بعد الهزيمة المرة التي تلقتها من المدافعين عن مدينة صنعاء وفك الحصار وهروب الفلول الإمامية الى غير رجعة.
فإلى نص الحوار
♢ رغم محاولة قيادة ثورة 26 سبتمبر عدم استعداء السعودية إلا أنها أصرت على تآمرها عليها.. ألا ترون في عدوان اليوم أن التاريخ يعيد نفسه؟
- نعم، التاريخ يعيد نفسه فقد تآمرت السعودية على ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م من أول يوم لقيامها حتى أن قيادة الثورة كانت قد قررت ارسال وفد يتكون من أبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري والقاضي عبدالرحمن الإرياني والأستاذ المجاهد احمد محمد نعمان الى السعودية لطمأنتهم أن الثورة لم تقم ضد أحد ولا يمكن تصديرها لأي بلد لأنها قامت ضد حكم الإمامة المتخلف والظالم المستبد والقضاء على الثالوث الرهيب «الفقر والجوع والمرض» لكن السعودية لم تستجب لتلك الوساطة ورفضت وصول الوفد واستمرت في تقديم العون العسكري والسياسي والمادي لفلول الإمامة لمدة سبع سنوات حتى اضطرت بعد فشل القوات الملكية في دخول صنعاء أثناء حصار السبعين الى القبول بإجراء حوار مع الجانب الجمهوري والاعتراف بالنظام الجمهوري مرغمة ومضطرة بعد الهزيمة المرة التي تلقتها من المدافعين عن مدينة صنعاء وفك الحصار وهروب الفلول الإمامية الى غير رجعة.
♢ هل سيفشل العدوان على اليمن وتسقط رهانات القوى المتآمرة الجديدة بقيادة السعودية؟
- مثلما فشلت المحاولات والمؤامرات التي هدفت الى القضاء على الثورة وافشال النظام الجمهوري وطمس أهدافها ومعالمها فإن المؤامرة الجديدة على الثورة السبتمبرية الخالدة لن تنجح في القضاء عليها وعلى أهدافها ونظامنا الجمهوري فقد سبق أن واجهت تحالفاً سعودياً وأردنياً وإيرانياً، وكشفت الوثائق الأخيرة أن اسرائيل شاركت في القضاء على الثورة بإرسال مستشارين عسكريين لتدريب رجال القبائل والمرتزقة من فلول الإمامة البائدة وبالرغم من تعدد جبهات القتال والتصدي لتلك الفلول في 42 جبهة عسكرية، إلا أن الثورة انتصرت بعد هروب تلك الفلول وهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة والعار.
♢ تتعرض منجزات الثورة اليمنية للتدمير الممنهج.. من المستفيد من ذلك؟
- المستفيد من القضاء على منجزات الثورة وتدميرها كلياً هو نفس العدو الذي حاول بعد قيامها بيوم واحد أن يقضي عليها في مهدها قبل أن تقف على قدميها لكنه فشل في المرة الأولى فظل يخطط منذ العيد العاشر لقيامها بعد أن رأى أحد أهم أهدافها الذي رسمته الثورة وهو بناء جيش وطني قوي يتولى حماية أهدافها وحراسة مكاسبها الطاهرة والمشاركة مع أي دولة عربية تتعرض لغزو أو عدوان خارجي تلبية لاتفاقات مؤتمرات القمة والجامعة العربية وكل الاتفاقات التي أبرمت مع الدول العربية الشقيقة في اتفاقية الدفاع المشترك، لكن العدو الذي كان يتربص بالثورة ومنجزاتها التي حققتها طوال خمسين عاماً والذي كان يستعد لشراء أحدث الأسلحة وأحدث طائرات التدمير استغل حدوث انشقاق بين القوى الحزبية والمشاركة في السلطة وما حدث بعد 2011م فانقض على بلادنا بكل أسلحة التدمير وقواته العسكرية فدمر كل منجزات الثوار وأهمها الجيش اليمني الحديث والقضاء على أسلحته الدفاعية وضرب البنية التحتية الحديثة في كل المجالات لأنه مايزال يعتقد أن ذلك الجيش الوطني القوي وأسلحته الحديثة ستوجه ضده بينما كان النظام السعودي في عهد الملك عبدالله رحمه الله يرتبط بجاره اليمن بأفضل أواصر الأخوة والود والوفاء بدليل الموقف العروبي للمرحوم الملك عبدالله عندما حدثت أزمة 2011م ثم ضرب المصلين في دار الرئاسة فبادر بإرسال طائرة مجهزة بكل الأجهزة الاسعافية العاجلة وأمر بحمل رئيس الجمهورية آنذاك الزعيم علي عبدالله صالح ومن جرح جروحاً بالغة ممن كانوا معه على الطائرة ومعالجتهم في السعودية وحل المشكلة بالاتفاق الذي وقع في الرياض وأدى الى قناعة الزعيم علي عبدالله صالح بالتنازل عن السلطة سلمياً وتسليمها لخلفه عبدربه منصور وبذلك جنب الملك عبدالله والعقلاء من القادة ورؤساء الأحزاب والشخصيات السياسية والعلماء اليمنيين الوطن من الدخول في حرب أهلية كارثية.
♢ لماذا كل هذا الحقد والكراهية التي تضمرها السعودية لليمن.. وهل هذا يجعل ثورة الـ26 من سبتمبر في خطر؟
- من قال إن الثورة في خطر وهل هذا أثناء الحرب الكارثية أو بعد تحقيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة وحلول السلام والوئام بين الأخوة ومنع التدخل الخارجي فإن الثورة لن تتعرض لأي خطر قادم خاصة اذا عرف من يخطط للقضاء عليها ولأي سبب أو ادعاء للحق الإلهي فإن في تنفيذ هذا المخطط نهاية له لأن الثورة لم تعد ملكاً لمن قاموا بها أو أيدوها ودعموها بل أصبحت ملكاً للشعب الذي يدافع عنها بدماء أبنائه الابطال والذين سيتحولون من ميادين الدفاع عنها الى الهجوم على كل من يخطط للقضاء عليها وسيلقى نفس المصير الذي لقيه كل من وقف ضد ثورة الشعب الذي يحتفل بعيدها الـ55 كل الشعب رغم أننا لا نملك المال أو الامكانات التي يملكها الآخرون لكن حب الشعب لثورته وثوارها وشهدائها الأبرار قد تجذر في القلوب والنفوس وسيبقى الشعب شامخاً وصامداً حتى انتصار الثورة السبتمبرية الخالدة والحفاظ على أهدافها والدفاع عن مبادئها الستة السامية.
♢ لماذا في رأيكم تشارك اليوم العديد من الدول التي ناصبت العداء لثورة 26 سبتمبر بالأمس في العدوان على اليمن؟
- هي نفس الدول التي وقفت ضد الثورة في الماضي، وباعتباري أحد المشاركين في الدفاع عن الجمهورية وأحد حماتها لقد قلت لك إن التحالف في الماضي كان من دول ذكرتها بالاسم وها أنا اسمي لك التحالف الجديد، وكل الشعب وأنت والعالم يعرفونهم، وكل ما أريد توجيهه لدول التحالف ومنها السعودية والامارات والبحرين وقطر والسودان ومصر أنه قد حان الوقت لأن تتوقف الحرب بعد أن دمرت كل شيء في بلادنا حتى أن الخوف قد يمتد الى تدمير الإنسان اليمني نفسه، فهل حان الوقت لرفع راية السلام بعد أن تقتنع كل الاطراف بضرورة حماية ما تبقى من الأرض اليمنية الصامدة والانسان اليمني الذي لا يمكن هزيمته هنا أو هناك فنجلس معاً ونتحاور ونتفاوض حتى نصل الى اتفاق الشجعان والفرسان عن طريق التنازل لبعضنا البعض وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار حرصاً على شعبنا الذي يتعرض للموت جوعاً وتفتك به الأمراض المزمنة والفقر المدقع والمجاعة القادمة -لا سمح الله- وآثارها على الاطفال وجيل الثورة السبتمبرية الذين تربوا في أحضان 26 سبتمبر العظيم نتيجة استمرار الحصار وتصعيد العدوان وطرح مبادرات يعجز أحد الاطراف عن أن يناقشها أو يوافق عليها ونتيجة لتصلب طرف آخر لا يستطيع أن يستمر أو يحيا إلا في ظل حرب ولو وصلت خسائرها مئات الآلاف من النساء والاطفال ناهيك عن الاعداد المهولة التي سقطت في ميادين القتال من كل الاطراف.
♢ هناك من يتناول اسباب قيام الثورة لأكثر من نصف قرن على قيامها من زوايا مختلفة.. ما الأسباب الحقيقية لقيامها؟
- تسألني عن أسباب قيام الثورة وأنت وآلاف الخريجين في جميع المجالات قد أصبحا رموزاً في الصحافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع والهندسة وغيرها من المجالات الحيوية بفضل هذه الثورة المظفرة، وكان هذا العلم والتعلم وتلك الملايين التي تعلمت في ظل هذه الثورة هي أحد أهدافها لأن الجهل أحد الثلاثي الإمامي الرهيب وثانيها الفقر والجوع والمرض وثالثها الظلم الأشد الذي لم يكن يسمح للمواطن أن يختار مستقبله أو ينتقد أي خطأ يرتكبه «صاحب العصمة الإمام -حفظه الله».. وأهم اسباب قيام الثورة أن الشعب اليمني كان يعيش في سجن كبير أقام سوره الإمام من جماجم الشهداء والأحرار الذين تم اعدامهم في ميادين حورة في حجة والعرضي ونقم في صنعاء وميدان الشهداء في تعز وكل ميادين المحافظات اليمنية التي شهدت مجازر رهيبة لأهم رجالات اليمن من العلماء والمثقفين والأحرار والثوار الذين رفضوا حكم الإمامة الذي حول بلادهم الى خرابة بشعة العيش فيها عهود العصر الحجري، والعالم يعيش القرن العشرين والتي لن يستطيع هذا الشعب اللحاق بحضارة العالم المتقدم إلا بعد آلاف السنين.. فجاءت الثورة لتنقل تاريخه الف سنة كاملة حتى تمكنه من اللحاق بحضارة القرن العشرين والواحد والعشرين، أو بعد هذه الحرب العدوانية والدمار المهول الذي شهده الوطن اليمني، فإن المنجزات التي تمكن من تحقيقها خلال خمسين عاماً قد أصبحت أثراً بعد عين فإن التاريخ قد أعاد المواطن اليمني الى عهود العصور الحجرية والقرون الوسطى ولن يخرج من هذه المحنة والكارثة إلاّ بعد الف سنة إلا اذا كان هناك إحساس ومشاعر وطنية لدى من يخوضون حرباً عبثية لا طائل منها فإن الحل السلمي الشجاع وسلام الفرسان المبني على لا ضرر ولا ضرار فإن المسافة للحاق بالحضارة قد يختصر الزمن الى عشرين عاماً اذا أُتيحت الفرصة لأبناء اليمن الموحد أن يشمروا عن سواعدهم لإعادة بناء ما دمر وعلاج الجراح الغائرة في النفوس والقلوب، وليست ألمانيا واليابان عنا ببعيد.. وكل عام وأبناء شعبنا بخير وصحة وعافية بمناسبة العيد الـ55 لهذه الثورة العظيمة ثورة الـ26 من سبتمبر.. وعاش النظام الجمهوري.. ولتحيا أهداف الثورة ومبادئها.. والخلود لشهداء الوطن اليمني.. والعزة والمجد للوطن.
|