|
|
|
اعداد / محمد عبده سفيان - صادف يوم الثلاثاء الماضي العيد الـ55 لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة التي أعد لها تنظيم الضباط الأحرار وفجروها صبيحة يوم الخميس 26 سبتمبر عام 1962م معلنين للشعب اليمني وللعالم أجمع نهاية الحكم الملكي الإمامي الرجعي المتخلف وقيام النظام الجمهوري القائم على العدالة والمساواة.. ولم تكن ثورة 26 سبتمبر 1962م انقلاباً عسكرياً كما يقول البعض بل كانت ثورة شاملة وكاملة التف حولها كل أبناء الشعب شماله وجنوبه، فقد أكد الهدف الأول من أهدافها الستة الخالدة على «التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.
وهو ما يؤكد أنها ثورة الشعب اليمني على امتداد خارطة اليمن الطبيعية من المهرة شرقاً الى الحديدة غرباً ومن صعدة شمالاً حتى عدن جنوباً.. ثورة ضد الحكم الإمامي الكهنوتي في الشمال والحكم السلاطيني والاستعمار البريطاني في الجنوب.. وقد شارك في الإعداد لها كوكبة من المثقفين والمفكرين والعلماء والمشائخ والتجار الأحرار، وهب للدفاع عنها منذ اللحظة الأولى لانطلاقها طلائع الشباب والمناضلين والثوار من أرجاء الوطن اليمني الواحد.. وكان لكوكبة من أبناء تعز شرف المشاركة والاسهام الفاعل والمثمر في النضال ضد الحكم الإمامي في الشمال والسلاطيني والاستعمار البريطاني في الجنوب وكان أبناء تعز في طليعة من هبوا للدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري الوليد.
وبمناسبة العيد الـ55 لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة سنحاول استعراض أبرز المحطات المهمة في مسيرة الثورة التي كان لمحافظة تعز أدوار رئيسية فيها:
بحكم أن مدينة تعز كانت مقراً لحكم الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين الذي اختارها كعاصمة بديلة عن العاصمة صنعاء بعد مقتل والده فيها الإمام يحيى في ثورة 1948م الدستورية التي تمكن من القضاء عليها وإعدام قادتها وفي مقدمتهم الإمام عبدالله الوزير والرئيس جمال جميل العراقي ولذلك فقد تم الإعداد والتخطيط للقيام بالثورة لاسقاط النظام الملكي الإمامي في مدينة تعز حيث تم تكوين خلية سرية للأحرار في مدينة تعز من جميع الفئات الوطنية عام 1958م من قبل المناضل عبدالغني مطهر والملازم محمد مفرح اللذين اتفقا على تشكيل اللجنة التأسيسية للأحرار في تعز وتم اختيار عناصرها وهم: من المدنيين عبدالغني مطهر، الشيخ قاسم حسين أبو راس، الشيخ زيد مهفل، الشيخ مطيع دماج، الشيخ ابراهيم حاميم، الشيخ ناشر عبدالرحمن العريقي، الشيخ علي طريق، الشيخ حسين بن ناصر مبخوت.. ومن الشعبة العسكرية والأمن: الملازم محمد مفرح، الملازم عبدالقادر الخطري، المقدم علي حمود الحرازي، الرائد أحمد الجرموزي.
ومن البلوكات النظامية: «الشاويش حمود سلامة، الشاويش عبدالله ناجي».. ومن الحرس الملكي الشاويش صالح البركي.
عقدت اللجنة التأسيسية أول اجتماع لها بكامل أعضائها في منزل الملازم محمد مفرح الكائن في العقبة المؤدية الى المستشفى الجمهوري حالياً والتي أصبحت تسمى عقبة مفرح»،س وتم في الاجتماع مناقشة مطولة للأوضاع والمهام التي يجب أن تقوم بها اللجنة التأسيسية، وعُقد اللقاء الثاني في مارس 1958م وتم فيه إقرار تشكيل الخلية الرئيسية للأحرار بتعز وذلك على النحو التالي:
أولاً: قطاع المشائخ: الشيخ النقيب قاسم أبو راس، الشيخ حسين بن ناصر مبخوت، الشيخ مطيع دماج، الشيخ زيد مهفل، الشيخ ابراهيم حاميم، الشيخ عبدالرحمن قاسم العريقي، الشيخ ناشر عبدالرحمن العريقي، الشيخ عبدالقوي حاميم، الشيخ امين حسن أبو راس، الشيخ محمد هاشم عبادي، الشيخ عبدالله هاشم عبادي، الشيخ حزام الشعبي، الشيخ علي شويط، الشيخ قاسم قطيش، الشيخ محمد الحباري، الشيخ علي أبو لحوم، الشيخ عبدالله ذيبان، الشيخ الحاج رافع، الشيخ عبدالرؤوف الحاج رافع.
ثانياً: قطاع الجيش والأمن والحرس الملكي:
الملازم محمد مفرح، الملازم شرف المروني، الملازم عبدالله الحيمي، الملازم عبدالحميد العلفي، النقيب عبدالقادر الخطري، الرائد احمد الجرموزي، الملازم عز الدين المؤذن، الرئيس علي عبدالله الكهالي، النقيب محمد وجيه، الملازم حمود حمادي، الملازم علي الحاضري، الملازم يحيى باسعد، الشاويش عبدالله ناجي، الشاويش حمود سلامة، الشاويش حزام المطري، الشاويش صالح البركي، الشاويش حزام عجلان، العريف صالح حنكل، العريف علي واصل، الجندي أحمد الحاشدي.
ومن العلماء:
القاضي عبدالرحمن الإرياني، القاضي عبدالله الإرياني، القاضي عبدالله الشامي، القاضي فضل الإرياني، القاضي محمد الخالدي.
ومن قطاع التجار:
عبدالغني مطهر العريقي، علي محمد سعيد انعم العريقي، شائف محمد سعيد العريقي، عبده طاهر أنعم العريقي، وائل عبدالواسع العريقي، محمد عبده أنعم العريقي، محمد مهيوب ثابت العريقي، احمد ناجي العديني، محمد قائد سيف، علي حسين غالب الوجيه، محمد غالب الدميني، محمد الحاج المحلوي.
ومن القطاع المدني:
الأستاذ يحيى بهران، المهندس الزراعي علي محمد عبده، عبدالله المهدي، علي عبدالملك، محمد الناظر، محمد نجاد.
ومن وزارة الخارجية:
الأستاذ احمد مفرح، القاضي احمد القعطري، القاضي احمد الرضي.
ومن اللاسلكي:
أحمد الحيمي، علي النوبي، لطف العسولي، محمد التهامي».
ومن القطاعات الأخرى:
محمد ناصر العنسي، عبدالرحمن علي نعمان، أحمد عبدالوهاب نعمان، علي حميد، علي جحيش، سعيد حسن فارع «إبليس».
ومن الجبهة القومية:
سلطان احمد عمر، عبدالرحمن محمد سعيد، سعيد احمد الجناحي، يحيى عبدالرحن الإرياني، مالك الإرياني، احمد قاسم دماج، عبدالقادر سعيد.
خلية نحل
تحولت مدينة تعز الى خلية نحل للإعداد والتحضير للثورة فقد كُلف أعضاء اللجنة التأسيسية بتنفيذ عدد من المهام بسرية تامة ومنها التواصل مع الأحرار في صنعاء والحديدة وإب وعدن وبقية المحافظات للتمهيد للثورة حيث كلف كل عضو من أعضاء اللجنة التأسيسية بمهام محددة لإنجازها.
اللقاء مع المصريين
كان من خطط الأحرار في تعز العمل على استقطاب المسئولين المصريين المتواجدين في اليمن للتعاون مع الأحرار في تحقيق أهدافهم في القضاء على الحكم الملكي الإمامي الكهنوتي وقيام النظام الجمهوري.
وكان أول لقاء للأحرار في تعز مع المصريين هو اللقاء الذي تم بين المناضل المرحوم عبدالغني مطهر -مؤسس الخلية السرية للأحرار بتعز- وبين الدكتور حسين خلاف الذي وصل الى مدينة تعز على رأس وفد مصري اقتصادي وتم اللقاء به في دار الضيافة حيث شرح له الأوضاع المتردية في البلاد وأهداف الحركة الوطنية، وقد أبدى المسئول المصري تعاطفاً كبيراً واستمرت اللقاءات طوال فترة بقاء الوفد الاقتصادي المصري بتعز والتي كان بعضها يستمر مدة ثلاث ساعات متواصلة، وعندما حانت عودة الوفد الى مصر قام المناضل عبدالغني مطهر بتحميل رئيس الوفد الدكتور حسين خلاف رسالة شفوية للقيادة المصرية في القاهرة مصحوبة بتقرير وافٍ عن الجهود التي يبذلها الأحرار للخلاص من الحكم الإمامي.
وفي عام 1960م وصل عدد من ضباط البعثة العسكرية المصرية والتي كان مقرها صنعاء الى مدينة تعز ونزلوا في دار الضيافة وكانت الرقابة مشددة الى أقصى حد على كل من يلتقي بهم ولكن المناضل عبدالغني مطهر تمكن من اللقاء بهم بحكم أنه تاجر حيث كان يحمل معه بضائع بحجة عرضها عليهم ليشتروها كونهم عائدين الى مصر لقضاء اجازتهم السنوية وتمكن من عقد عدة لقاءات معهم وتسليمهم رسائل وتقارير أمنية حول الأوضاع التي كانت تمر بها البلاد آنذاك لإيصالها الى القيادة المصرية في القاهرة.
كما تم اللقاء بممثل مصر في اليمن السيد الدسوقي والذي طلب ترتيب لقاء مع النقيب الشيخ قاسم أبو راس والذي كان مراقباً بشدة من قبل عيون الإمام وتم عقد اللقاء بسرية في أحد المنازل تحت قلعة القاهرة.
وبعد انتهاء فترة عمله عين بدلاً عنه العقيد أحمد أبو زيد، فبادر المناضل عبدالغني مطهر الى اللقاء به وفعلاً تم اللقاء وتوطدت علاقة صداقة طيبة معه حيث أبدى تجاوباً كبيراً مع الأحرار.
اللقاء مع الضباط الوافدين من صنعاء
في بداية ربيع عام 1961م وصل الى مدينة تعز فريق من الضباط والجنود مصطحبين معهم عدداً من الدبابات والأسلحة السوفييتية الصنع بغرض تدريب الحرس الملكي وبعض قوات الإمام في تعز على استعمال تلك الأسلحة، وقد حرص المناضل عبدالغني مطهر على اللقاء بهم لاستقطابهم الى جانب التنظيم الثوري السري في تعز والتنسيق معهم وكان أول لقاء مع الملازم أول عبدالله عبدالسلام صبرة والملازم ثاني صالح علي الأشول في السوق التجارية وتم الاتفاق على اللقاء في منزله الكائن بشارع المصلى والذي تم اتخاذه مقراً للقاءات والاجتماعات معهما وزملائهما الملازم أول سعد علي الأشول والملازم علي الضبعي والملازم محمد الخاوي وغيرهم وكانت اللقاءات والاجتماعات تتم بسرية تامة لمناقشة الإعداد لتفجير الثورة إعداداً سليماً لضمان نجاحها.
اللقاء بالملازم علي عبدالمغني
في أواخر 1961م وصل الى تعز الملازم علي عبدالمغني وبرفقته الملازم احمد الحمزي وحضرا الى منزل المناضل عبدالغني مطهر حيث عقدوا لقاءً مطولاً استمر من الساعة 7 بعد المغرب وحتى 11 منتصف الليل وفي نهاية اللقاء أوضح الملازم علي عبدالمغني أنه قد تم تشكيل تنظيم سري للضباط الأحرار في صنعاء في الأول من ديسمبر 1961م وأسسوا فرعاً للتنظيم بتعز من الملازم سعد الأشول والملازم محمد حاتم الخاوي واحمد علي الكبسي وعلي محمد الضبعي ويحيى الفقيه وأحمد علي الوشلي وعدد آخر من الضباط، وطلب من المناضل عبدالغني مطهر أن يكون على اتصال للتفاهم والتنسيق فيما بينهم وبين الأحرار في تعز للإعداد لتفجير الثورة التي كان مقرراً تفجيرها في مدينة تعز باعتبارها المقر الذي يقيم فيه الإمام احمد وأفراد أسرته وأعوانه المقربين.
وقد استمرت القاءات مع الملازم علي عبدالمغني في صناء وتعز ومع اعضاء تنظيم الضباط الأحرار في تعز للتنسيق والإعداد والتحضير للثورة.
اللقاء مع السفير المصري بصنعاء
في أبريل عام 1962م وصل الملازم علي عبدالمغني الى تعز قادماً من صنعاء وتوجه الى منزل المناضل عبدالغني مطهر وأبلغه أن جماعة الأحرار في صنعاء يريدون حضوره للتفاهم معهم حول قرارهم باختياره للسفر الى العاصمة المصرية القاهرة تلبية لطلب المسئولين بإرسال شخص يكون محل ثقة جميع التجمعات والتنظيمات الوطنية للتفاهم معه حول دور القيادة المصرية في مساندة قيام الثورة، وأبدى المناضل عبدالغني مطهر استعداده للقيام بالمهمة، وعاد الملازم علي عبدالمغني الى صنعاء ولحقه بعد يومين المناضل عبدالغني مطهر وذهب معه الى سفارة الجمهورية العربية المتحدة بصنعاء للقاء السفير محمد عبدالواحدالقائم بأعمال السفارة وعقدا معه اجتماعاً استمر ساعتين شرح فيه السفير محمد عبدالواحد السبب الذي جعل القيادة المصرية تطلب ارسال شخص يكون محل ثقة لدى جميع التجمعات والتنظيمات الوطنية للتفاهم معه والاتفاق حول جميع المواضيع المتعلقة بتفجير الثورة وأنه قد تفاهم مع قيادات الاحرار العسكريين والمدنيين والقبليين وأنهم قد اتفقوا جميعاً على ترشيح عبدالغني مطهر للقيام بهذه المهمة وبناء على ذلك تم الترتيب مع القاهرة لاستقباله وقد تم ارسال تذاكر السفر الى المناضلين محمد قائد سيف ومحمد مهيوب ثابت في عدن وأبلغه أن الأحرار في صنعاء سيتجمعون معه في اليوم التالي للتشاور حول متطلبات مساندة الثورة.
اللقاء مع الأحرار في صنعاء
في اليوم التالي من لقاء السفير محمد عبدالواحد القائم بأعمال السفارة المصرية بصنعاء بالمناضل عبدالغني مطهر والملازم علي عبدالمغني حضر الى دار الضيافة الذي ينزل فيه المناضل عبدالغني مطهر العقيد محمد عبدالواسع قاسم واصطحبه الى منطقة بوعان خارج مدينة صنعاء وكان في انتظارهما هناك الزعيم عبدالله السلال والقاضي عبدالسلام صبرة والعقيد حسن العمري والشيخ محمد علي عثمان والعقيد عبدالله الضبي وتم عقد اجتماع تم فيه مناقشة مجمل القضايا والمواضيع المتعلقة بالاعداد لتفجير الثورة وتعاون مصر في ذلك.
اللقاء مع القيادة المصرية في القاهرة
بعد اللقاء مع الأحرار في صنعاء توجه المناضل عبدالغني مطهر الى عدن التي كانت تحت الاحتلال البريطاني ومنها سافر الى العاصمة المصرية القاهرة وكان في استقباله بالمطار الدكتور عبدالرحمن البيضاني الذي اصطحبه الى منزله بمنطقة الروضة بالقاهرة، وفي المساء حضر الى المنزل محمد أنور السادات ورحب به بحفاوة بالغة وعقد معه لقاءً مطولاً شرح له فيه الأوضاع التي يعيشها الشعب اليمني في ظل الحكم الإمامي وحقيقة الموقف الراهن والنشاط الذي يقوم به الأحرار من جميع الفئات والمستويات، وقد رأى السادات أن يجري عبدالغني مطهر مع الدكتور البيضاني دراسة مستفيضة متأنية تشمل جميع التفاصيل حول الموقف في اليمن على ضوء التقارير التي كانت ترسل الى القاهرة من مختلف التجمعات الوطنية اليمنية لكي ترفع هذه الدراسة للرئيس جمال عبدالناصر، وتم الاتفاق على أن تتم هذه الدراسة بعيداً عن العيون وفي مكان هادئ بألمانيا الغربية وأن يسافر اليها المناضل عبدالغني مطهر منفرداً على أن يلتقي هناك وفي المكان المحدد بالدكتور البيضاني، وبالفعل سافر من القاهرة الى مدينة زيوريخ بسويسرا ومنها الى مدينة فرانكفورت بألمانيا الغربية ونزل في الفندق المتفق عليه، وبعد منتصف الليل من يوم وصوله حضر الى الفندق الدكتور عبدالرحمن البيضاني الذي كان قد غادر من القاهرة على طائرة أخرى، وفي صباح اليوم التالي سافرا الى مصيف صغير يقع على حدود النمسا وأمضيا فيه 8 أيام تم فيها إعداد الدراسة ثم عادا الى القاهرة والتقيا بالسادات الذي طلب منهما أن يلتقيا بعض المسئولين في رئاسة الجمهورية لمناقشة كافة التفاصيل، وتم اللقاء مع صلاح نصر رئيس المخابرات العامة وفريد طولان وكيل المخابرات وآخرين، وأثمرت اللقاءات مع المسئولين في القاهرة عن قبولهم بالتعاون مع الأحرار اليمنيين للإعداد للثورة وتفجيرها وحمايتها.. وطلبوا تحديد موعد تفجير الثورة ليلة 23 يوليو 1962م وهو نفس التاريخ الذي قامت فيه الثورة المصرية عام 1945م وتم إعداد شفرة خاصة يجري على أساسها التفاهم والتواصل بين الأحرار في اليمن والمسئولين في القاهرة..
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|