محمد أنعم -
سلاح الإعلام ذو حدين فعلاً وليس كالبندقية التي تنطلق رصاصتها نحو الاتجاه الذي أنت تحدده.. اليوم بإمكانكم أن تتصوروا ليس حالة الانهيار لجيوش 17 دولة تشن عدواناً همجياً على بلادنا ولكن لحالة الترنح التي وصلت إليها ماكنة إعلام تحالف العدوان والتي صارت تردد اسم الزعيم علي عبدالله صالح وبشكل هيستيري، على نحو: »عفاش« تعرض للاغتيال.. مات.. اُعتقل.. هرب.. سُجن.. اُختطف.. شُنق.. ميت سريرياً.. يحتضر.. الحوثي يحاصره... توقف قلبه.. الخ، وبعد كل هذا الكذب والترهات.. تخرج أبواق العدوان نفسها وتدعي أن السعودية هي التي أنقذت حياة الزعيم مجدداً.. قطعاً.. أي عاقل يتابع فضائيات العدوان وما تبثه من الخرط يدرك أن لا علاقة لها البتة برسالة الاعلام وأن ما يبث هو نتيجة »اللبقة«.. والمثير للسخرية في هذا المشهد هو استعانتهم بالخبراء والاستراتيجيين والعسكريين المزعومين وغيرهم من الأفاكين ومع ذروة ارتفاع اصوات الكذب يطل الزعيم كما كل مرة »منتصب القامة يمشي مرفوع الهامة يمشي« يحرك يديه وقدميه ورأسه ويضع رجلاً على رجل.. ويستقبل زواره واقفاً ويداعب هذا أو ذاك ويقوم بزيارة ما.. فيُجن جنونهم.
حالة الانهيار والانحطاط والفشل في الجبهة الإعلامية للعدوان هي نتيجة إدارة مقتدرة لحرب نفسية يتسلى بها الزعيم عندما يجد لديه حيزاً من الوقت لذلك، وهي معركة أوصلت إعلام العدوان الى حالة من الهلوسة والانهزام الداخلي وعدم الثقة بالنفس، والعجز عن تقديم جديد للمتابعين، ووصل فشلهم إلى درجة أنه لم يعد متاحاً أمام قنوات فضائية مثل »الحدث«، »سكاي نيوز« أو صحف مثل »عكاظ، البيان، الخليج، الشرق الأوسط، الرياض، الحياة« إلا أن »تفرّح« نفسها أن الزعيم قرر الهروب الى موسكو.. ولكي يزينوا قبح فبركاتهم لصانع القرار في الرياض يقومون بتسريب أخبار كاذبة كالعادة ومنها أن الزعيم اتفق مع البعثة الطبية الروسية على افشال العملية الجراحية ليتخذ من ذلك ذريعة للهروب الى موسكو.. والمثير للسخرية أن مثل هذه الخزعبلات صارت تروجها افتتاحيات الصحف الخليجية.. وأمام هذه الحالة المرثية التي وصلت إليها وسائل إعلام العدوان، يخرج الفارس الحميري ويختار أن يكرم الفريق الطبي في فناء منزله الذي دمره العدوان.. الاغبياء لم يفهموا أن الصورة رسالة سياسية واضحة ورد شافٍ على خزعبلاتهم، ومفاد الرسالة: ان من دمر منزلي لا يريد لي الحياة.. ولا يمكن أن يدَّعي أنه أنقذ حياتي..
لقد أثبت الزعيم أنه مدرسة في إدارة الحرب الإعلامية لا تضاهَى.. لقد نجح وبكل جدارة في هزيمة وسائل إعلام تحالف العدوان وجعلها مجرد أبواق للكذب والمغالطات وتفتقد المصداقية والمهنية ولا تحظى باهتمام العالم، كل ذلك لم يكن صدفة، بل لقد خاض الزعيم هذه المعركة المستعرة منذ بداية العدوان بهدوء وبحنكة واستطاع أن يخمد تأثير أخطر جبهة جندها تحالف العدوان وسخر لها مليارات واستطاع شراء وسائل إعلام عالمية، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح، فها هي اليوم فضائيات مثل »الحدث« وصحف مثل »الرياض، البيان« خلافاً عن وسائل إعلام المرتزقة، كلها صارت تدور في حلقة مفرغة مثلها مثل المرتزقة السودانيين وميليشيات حزب الاصلاح الذين لم يعد لهم أي رسالة أو دور إلا استنزاف أموال السعودية والإمارات، بدليل أنهم وبعد أكثر من عامين غارقون في تبة المصارية وشعب الجن.. بينما الجيش واللجان يرفعون أعلام اليمن في جيزان ونجران وعسير.
|