سمير النمر - لو افترضنا ان دول تحالف العدوان السعودي قامت بعدوانها على اليمن ضد ما اسمته بالانقلاب لاعادة شرعية هادي كما زعموا فلماذا لاتنسحب الامارات والسعودية من المحافظات الجنوبية التي تقع تحت سيطرتهم والتي لايتواجد فيها الجيش واللجان الشعبية... وهل تمكن ابناء المحافظات التي تقع تحت سيطرتهم من ادارة امورهم بأنفسهم.. وهل ينعم المواطنون بالامن والاستقرار والاستقلالية في اتخاذ القرار واستثمار الموارد في تلك المحافظات لمصلحة المواطنين ام انهم يعانون من التسلط واستلاب الحرية والانفلات الامني والقمع ومصادرة الحريات.. لاشك ان مايحدث هناك لايبشر بأي امل في ان تحالف العدوان يحمل لليمنيين اي خير والا لحقق ذلك في الجنوب، وهذا الامر يحتم علينا في المناطق التي لاتخضع للاحتلال ان نكون اكثر توحداً وتكاتفاً في تعزيز الجبهة الداخلية ووضع خطط واستيراتيجيات تمكننا من الصمود والبحث عن حلول لمشكلاتنا على المستوى الداخلي والخارجي من خلال المشاركة في اتخاذ القرار والاستفادة من كل الخبرات والكفاءات في مختلف المجالات بعيداً عن الانفراد في اتخاذ القرارات والتصلب في الرأي وألا نجعل من بشاعة الواقع الموجود في الجنوب مبرراً لنا في التسلط والقمع وتجاهل رأي الشارع في اي قضية من القضايا التي تهم الناس بل ينبغي علينا ان نصغي لكل صوت ونتفهم مايريد لما فيه مصلحة الوطن وتماسك الجبهة الداخلية بعيداً عن اطلاق تهم التخوين او العمالة لكل من ينادي بمطلب معين مما يجعلنا نتبادل الاتهامات وتوغر الصدور، لان هذا يخدم العدوان ويوسع الهوة بين السلطة والشعب وبين المكونات التي تقف في مواجهة العدوان، وهذا مايراهن عليه العدوان لإلحاق الهزيمة بنا بعد ان فشل على المستوى العسكري.. وعلى الجميع ان يراجع سياساته على مختلف المستويات بعيداً عن تمسك اي طرف بموقفه وادعائه بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة لان التصلب والجمود يورد الجميع موارد الهلكة ويفتح للعدو آلاف الثغرات التي يمكن استغلالها بما يصب في خدمة اهدافه.
ومن هنا ادعو الجميع ومن منطلق المسئولية الوطنية والدينية الملقاة على عاتق الجميع ان نهتم بمد جسور التواصل واللقاء بين مختلف المكونات وعلى كافة المستويات القيادية العليا والوسطى واشراك جميع فئات المجتمع من مثقفين وحقوقيين واصحاب رأي ومؤسسات في فتح حوارات شفافة والاستماع لمختلف وجهات النظر وتفهمها بما يجعلنا نخرج برؤى موحدة لحل مختلف الاشكالات وبما يعزز من تماسك الجبهة الداخلية ويساهم في تفعيل مؤسسات الدولة وتعزيز بنائها لتقوم بدورها، أما اذا ظلت جسور التواصل مقطوعة وكل منا يرى ان ما يعمله الحق والباقي بنظره عملاء فإننا نسير في الطريق الخطأ الذي يقود الجميع الي الانتحار.. فهل الى رجوع من سبيل، ام أن ايادي سبأ ستستمر متفرقة حتى يرث الله الارض ومن عليها.. اتمنى ان يلقى هذا النداء استجابة من العقلاء، ولنبدأ من محافظة حجة.. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
|