حسين حازب -
ولقاءات الحوار التمهيدية والتشاورية كما يسمونها تنعقد في محافظة عدن بين المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك أو الأحزاب الممثلة في البرلمان.
وهم على هذه الحالة الأنظار والأسماع تتجه إلى هذا الحوار ويتم المتابعة لأي خبر أو تصريح يصدر عنهم أو عن أحدهم رغبة من المتابع بأن يسمع أخباراً طيبة تنهي هذه الدوشة التي أضرت بنا جميعاً، وأصبحت تخرج عن المألوف. وما يجب أن يكون.
ويبدو أن طرفي الحوار لا زالوا يعملون تحت سقوف أحزابهم ومصالحها وهوى بعض قياداتها وأمزجتهم، وهم الذين كانوا سبباً في هذه الخلافات والمشاكل كل من موقعه ومسؤوليته:
المؤتمر من خلال قصور قياداته التنفيذية والإدارية الذين تركوا كثيرا من القضايا تتفاقم ورحلوها من الزمان الذي كانت فيه قضايا مدنية وإدارية وقانونية وسهلة على الحلول، إلى الزَّمان الذي تحولت فيه إلى قضايا سياسية وخلافية وأصبح حلها مرهوناً بالقرار السياسي وبثمن أكبر من ثمنها الحقيقي، ووضعوا الرئيس علي عبدالله صالح في مواجهة مع هذه القضايا وأصحابها وهو الذي كان يجب عليهم أن يجنبوه ذلك، من خلال مواقعهم ومسؤولياتهم وما يفرضه عليهم القانون. وهم الآن بعد قصورهم هذا لا زالوا يتمسكون بمواقفهم التي لا تتجاوز العناد والمكابرة.
والمشترك من خلال تعامله مع كل قضية على أساس أنها فرصة أمامه عليه أن يستغلها لغرض لا يتجاوز مصالح حزبه وبعض قياداته ونرجسيتهم، ولو كان ذلك على حساب الإضرار بالوطن من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، لأنني لم أصل إلى القناعة الكاملة أن قيادات هذه الأحزاب قد قررت الإضرار بكل شيء من أجل أحزابها وتحقيق انتصارات على حساب الوطن ودستوره ووحدته وقوانينه ومنجزاته.
ومن خلال ما نتابع من التصريحات من الطرفين حول الحوار وماذا يريد كل طرف، يشعر الإنسان أنهم لا زالوا يعملون تحت سقوف أحزابهم، وأنهم لم يرتقوا إلى مستوى الوطن ووحدته ومصالحه وأنهم لم يعرفوا إلى حد الآن مدى الضرر الكبير الذي لحق بنا جميعاً، وبدأ يهدد كل ما هو جميل في هذا الوطن بصورة أنا متأكد ومعي الكثيرون، أن أي تفاهمات أو حوارات لم ترتق إلى مستوى الوطن وبصورة جديَّة ومسؤولة، فإن ضرر هكذا حوارات أكثر من نفعها.
وأول رقي إلى مستوى الوطن في الحوار من الطرفين يجب أن يتجاوز المؤتمر الشعبي العام، واللقاء المشترك إلى جميع الفعاليات السياسية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني، بل ويجب أن يتجاوز ذلك إلى مجتمعات الفكر والسياسة والقانون والاجتماع كيفما كانوا أو أينما كانوا، فالوطن ووحدته وجماهير الشعب أكبر من أحزاب الحوار الجاري الآن.
وأقول إن اللقاء المشترك إذا أصرَّ على أنه صاحب الحق الوحيد وصاحب الشارع وأن الحوار يجب أن يكون معه من السلطة والمؤتمر، فإنه بذلك يتجاوز حتى المشروعية لوجوده، لأن الشعب الآن تجاوز ذلك بكثير.. وهو بذلك يخطئ على نفسه وعلى الآخرين.
والمؤتمر الشعبي العام، إذا تمسك بالحوار فقط مع اللقاء المشترك فإنه يخطئ في حق من منحوه الموافقة والتأييد لبرنامجه الانتخابي في 20/9/2006، وبالتالي فإن رغبته في الحوار حول هذه المبادرة يجب أن يكون مع صاحب الحق في ذلك من خلال توسيع الحوار للجميع، وليس للقاء المشترك وحده. فالمبادرة ملك الشعب وبالتالي جميع فئات الشعب وأحزابه ومنظماته وعلمائه ومفكريه ومشائخه وأفراده هم أصحاب الحق في ذلك.
وأنا أختم هذا المقال، كمواطن قبل كل شيء، أقول للجميع اليمن فوق الأحزاب، واليمن مفهومه الوطني الشامل أكبر بكثير من المتحاورين ومن أحزابهم.. وأن الشعب اليمني فوَّض وانتخب الرئيس علي عبدالله صالح بمشروعه السياسي والتنموي الكبير، وإننا نرجوه ألا يضيع وقته في مراضاة أو محاورة من كانوا مع الكثير من قيادات المؤتمر التنفيذية والتنظيمية والإدارية سبباً في كثير من المشاكل لأنهم لن يكونوا سبباً في الحلول، وأن تنفيذ برنامجه الانتخابي، بصورة جلية وواضحة، هو الطريقة المثلى لرضا الناس. فجميع جماهير الشعب في المؤتمر والمعارضة والمستقلين يدركون جميعاً أن علي عبدالله صالح هو الأقرب إليهم والذي يشعر بهمومهم. وشكواهم ليست منَّة إلا في شيء واحد يحملونه المسؤولية الكاملة هو صبره الزائد على من يعمل معه، ومراضاته الزائدة للعائشين على حساب الشعب وهم لا يقدمون له إلا الكلام والأزمات.
وعاشت اليمن حرة كريمة، وفوق كل الأحزاب. والله من وراء القصد،،،
*عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام