راسل القرشي - شيء طبيعي أن يناقش كلٌّ من عادل الجبير وزير خارجية النظام السعودي ونظيره المصري سامح شكري جهود محاربة الإرهاب باعتبار بلديهما شريكين في قضايا عدة ومنها العدوان على اليمن..؛ لكن ماليس طبيعياً أن يؤكدا على عدم التدخل من أيٍّ كان - ويقصدا بدرجة رئيسية إيران - في الشئون العربية.. وينسيا تدخلهما السافر في اليمن وفي اكثر من بلد عربي آخر..
مصر والسعودية منحتا نفسيهما الحق في التدخل في سوريا واليمن والعراق وليبيا وفي قطر وفي أي دولة عربية أخرى، وذهبتا تحددان من له الحق في التدخل ومن لا يحق له في اشارة واضحة إلى انهما وصيتان على الدول العربية وهما من بيدهما حق تنصيب رؤساء وحكومات للبلدان العربية والاستيلاء على مقدراتها دون العودة إلى شعوبها..
ما دار في اجتماع وزيري خارجية البلدين نهاية الأسبوع الماضي يثير الضحك ويبعث على السخرية في آن.. فبلداهما اولا تجمعهما المصالح المدفوعة الثمن. وأي حلف ينشأ بينهما لابد أن يسبقه تحديد المبلغ الذي سيدفعه النظام السعودي للجانب المصري.. فمصر أم الدنيا -كما يقال- حوَّلها الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي إلى دولة تسبّح بحمد آل سعود وكأنها شركة لتقديم وتلبية مطالب آل سعود آياً كان شكلها أونوعها.. حتى وإن تحولت مصر وجيشها إلى مرتزقة..!!
النظامان السعودي والمصري شريكان في العدوان الإجرامي الإرهابي على اليمن.. شريكان في تدمير اليمن وقتل شعبها وفي الحصار الجائر المفروض منذ قرابة الثلاثة أعوام..
يدعيان معاً الشراكة في محاربة الإرهاب..؛ والمضحك أن القضية الرئيسية التي تمحور بحث وزيري خارجية بلديهما حولها هي ملف الإرهاب وايران، فيما مصر تعاني من الجماعات الإرهابية المدعومة من النظام السعودي.. من جانب ولها علاقات طيبة مع إيران.. وباستطاعتكم تخيل النتائج التي سيخرجان بها بعد بحثهما هذا الملف..!!
النظامان السعودي والمصري شنا عدواناً ظالماً على اليمن بحجة استعادة الشرعية من ايادي من يسمونهم "الانقلابيين" فقتلا عشرات الآلاف من المدنيين ودمرا أكثر من 80٪ من البنية الأساسية اليمنية ومنعا دخول المساعدات الإغاثية الإنسانية إلى اليمن وتسببا بكوارث بلاحدود.. أضف إلى ذلك دعمهما للجماعات الإرهابية القاعدية والداعشية وجعلهم شركاء في العدوان ومدهم بكل اشكال الدعم المالي والعسكري..؛ ويأتي هذان الوزيران ودون حياء ليتحدثا عن محاربة الإرهاب..!!!
سفاهة بلا حدود.. والأكثر قبحاً ووقاحة ما قالاه حول إيران وتهريب اسلحتها إلى "الانقلابيين".. وادانة واستنكار الوزير المصري لاستهداف الرياض بصاروخ باليستي "إيراني" اطلقه الانقلابيون"..!!
جلسة لتبادل "الهدرة" الفاضية؛ والكشف عن عجزهما عن تحقيق أي من أهداف عاصفة جرمهم بحق اليمن واليمنيين..؛ ولهذا كان توجههم صوب إيران التي تمثل غصة في حلق ولد سلمان ونظامه وعاجز عن كيفية التخلص منها ليكتفي بسلاح الكلام..!!
عَجْز هذين الحليفين وفشل عاصفتهم دفعهما للهروب إلى إيران وقصفها بكل عبارات الخزي والذل والمهانة التي اصابتهما في اليمن..!!
طبعاً هذان الحليفان في اليمن والعدوان في سوريا سيتفرقان لا محالة.. فمصر السيسي تريد أموال السعودية.. وسعودية ولد سلمان تريد بقاء مصر شريكاً في العدوان الإجرامي الإرهابي على اليمن مهما كان الثمن.. ولكن لكل شيء نهاية.. والنهاية بينهما ستكون وخيمة عاجلاً أم آجلاً..
|