يحيى نوري -
سطر فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية العديد من المضامين والأهداف ذات العلاقة بالتنمية الإدارية معتبراً في برنامجه أن من أبرز هذه الأهداف بلوغ إدارة فاعلة تخدم الوطن والمواطن وتدير باقتدار كبير دفة عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إطار من التنظيم والتخطيط السليمين لمختلف الأنشطة والفعاليات المناطة القيام بها أجهزة الدولة المركزية واللامركزية، أهداف نجدها اليوم تحظى باهتمام مختلف الفعاليات المعنية بالتنمية الإدارية من خلال ما ترصده من فعاليات ومناشط تهدف إلى بلوغ هذه الأهداف في إطار من الرؤية الاستراتيجية المعتمدة في الأساس على إجابة ناجعة وشافية للتساؤل المهم والمحوري الذي مفاده: ماذا نريد وما هي الوسائل والطرق والاساليب التي تمكننا من بلوغ ما حددناه من أهداف ومضامين؟. ولا ريب أن من أبرز الحراكات الراهنة التي تحاول بلوغ المستقبل الأفضل في ما يتعلق بالتنمية الإدارية ما نرصده اليوم من حراك إيجابي باتجاه بلورة الأهداف والمضامين التي عبر عنها فخامة الأخ رئىس الجمهورية في برنامجه الانتخابي والمتمثل في ما يقوم به المعهد الوطني للعلوم الإدارية باعتباره بيت الخبرة الإدارية اليمنية من دور فاعل باتجاه بلورة هذه الأهداف والمضامين ومن خلال ما يقوم اليوم من عملية تهيئة وإعداد لعقد فعالية عملية على درجة عالية من الأهمية والمتمثلة في عقد المؤتمر العام السابع للقيادات الإدارية والذي حدد الـ26 من الشهر الجاري موعداً لانطلاق أعماله وفعالياته العلمية. وحقيقة إن هذه الفعالية لا بد لنا من النظر إليها من خلال كونها جاءت في توقيت مهم وغير عادي يجعلها تكتسب مدلولات مهمة وغير عادية تميزها عن المؤتمرات السابقة لمؤتمرات القيادات الإدارية والتي انطلقت أعمالها وفعالياتها منذ العام 1982م. أي أن المؤتمر العام السابع جاء موعده في ظل ظروف ومتغيرات وتحولات مهمة جوهرية تجعل منه جديراً بأن يوصف بالفعالية الأكثر أهمية لكونه أي المؤتمر يمثل المحطة العلمية التي ستقف بمسئولية أكبر أمام كافة الجوانب والموضوعات والقضايا المرتبطة بالتنمية الإدارية وإلى كونه المحطة المهمة التي يمكن للباحث اليمني والعربي والأجنبي من استغلالها الاستغلال الأمثل لتقديم الرؤى والتصورات والمعالجات للعديد من المشكلات التي تعتور مسيرة التنمية الإدارية في بلادنا. ولا شك أن هذا التفاعل الايجابي والفاعل من قبل الباحثين والمهتمين بمسار التنمية الإدارية قد وجدوا في الفريق العلمي والإداري المناط بمهمة الإعداد والتهيئة لانعقاد المؤتمر العام السابع للقيادات الإدارية قد عمل وبحرص كبير على تهيئة المناخ المناسب لهم في المشاركة الفاعلة في اثراء كافة القضايا والموضوعات الإدارية التي سيقف أمامها المؤتمر، وهو اهتمام لا شك يعكس حرص المعنيين بالتنمية الإدارية وبكل جوانبها البحثية على إفساح المجال أمام هؤلاء باعتبارهم الشريحة العلمية الأكثر قدرة من غيرهم في تقديم التصورات الكاملة لطبيعة المشهد الراهن الذي تعيشه التنمية الإدارية في بلادنا وإلى ماتحتاجه من أنشطة وفعاليات تهدف إلى تعزيز أدوارها في الحياة اليمنية. وقد تشعر بسعادة أكبر أن عملية إفساح المجال أمام الباحثين في قضايا الإدارة قد استند هو الآخر على العديد من الأسس والقواعد التحكيمية التي حرصت اللجنة التحضيرية العليا على جعلها المنبر العادل الذي نتمكن من خلاله من اجتياز الأدوار العلمية المتخصصة الأكثر قدرة على الغوص في المشكلات الإدارية التي تعاني منها بلادنا ويعاني بسببها الكثير على حساب تطلعاتها الطموحة الهادفة إلى بلوغ تنمية حضارية تجعل من الحياة قادرة على إيصال هذه الجهود إلى تحقيق أهدافها بل وبلورتها إلى الواقع خدمة للوطن والمواطن. ولا شك أن هذه الإجراءات العلمية والإدارية التي أخذ بها المعهد الوطني للعلوم الإدارية ولجنته العليا التحضيرية للمؤتمر العام السابع للقيادات الإدارية قد مثلت وبدرجة عالية من الشفافية التعامل الحضاري والوطني المستشعر بالمسئولية الوطنية مع كافة الأهداف والمضامين التي عبر عنها برنامج فخامة الأخ الرئىس ذات العلاقة بالتنمية الإدارية. وذلك استشعاراً لا بد له أن يحقق الأهداف التي رسمت للمؤتمر وعلى مستوى كافة جوانب العملية الإدارية التخطيطية والتنظيمية والإشرافية والتوجيهية والتقييمية والرقابية إلخ.. من المتطلبات الفنية والعلمية التي تحتاج إليها الإدارة اليمنية حالياً.. أكثر من أي وقت مضى كما أن هذا الاستشعار بالمسئولية الوطنية والعلمية والأكاديمية التي يعبر بها فريق الإعداد والتهيئة للمؤتمر العام السابع تجسد على الواقع أروع صور التلاحم المعبر عنه أداء الجهات المعنية بالإدارة ويبين ماحمله برنامج فخامة الأخ الرئيس من أهداف ومضامين تصب جميعها لمصلحة الوطن والارتقاء بكافة وسائله وطرقه الإدارية. إطلالة مهمة ومن خلال إطلالتنا هنا بما سبق إعداده من قبل المؤتمر العام السابع للقيادات الإدارية من موضوعات وقضايا نجد أنه أي المؤتمر قد حرص على إيلاء التوجيهات الراهنة للقيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية اهتماماً كبيراً بجانب هدف الانتقال إلى الحكم المحلي حيث أعطى المؤتمر هذا الهدف حقه الكامل من خلال العديد من الأوراق العلمية المتخصصة التي تحاول تحديد معالم وطرق وأساليب هذا الانتقال الذي لا ريب سيمثل حدوثه بداية مرحلة جديدة من مسيرة التنمية الإدارية وهي مرحلة تستدعي من مختلف المعنيين بالإدارة سواء أكانوا في الأجهزة المركزية أو الأجهزة اللامركزية والتفاعل الايجابي معها باعتبار أن هذا الانتقال يحتاج إلى رؤية شافية وكاملة وناجحة من قبل مختلف المختصين والمهتمين والخبراء في شئون الإدارة وبالذات قضايا المحليات والتطلعات المستقبلية التي تهدف القيادة السياسية إلى إيلائها المزيد من المهام والمسئوليات والصلاحيات. كما إن التوجيهات الراهنة للقيادة السياسية وعلى صعيد بلورة الشفافية و تحقيق المزيد من النجاح على صعيد مكافحة الفساد وكذا الجوانب التشريعية والرقابية تجد أن المؤتمر السابع قد أولى هذا الموضوع درجة عالية من حيث الأهمية سيناقش المؤتمر باستفاضة هذه الموضوعات من خلال البحث المسئول عن مختلف المعالجات الناجعة لهذه الظواهر بالاضافة إلى محاولة تحقيق أعلى درجات الاستفادة من تجارب الأشقاء والأصدقاء ناهيكم عن القضايا التي سيقف أمامها المؤتمر ذات العلاقة بالعملية التدريبية والتأهيلية وهي العملية التي يعد المعهد الوطني للعلوم الإدارية مناطاً بمسئولية القيام بها من أجل المزيد من نشر الوعي الإداري والتثقيف الإداري بين صفوف موظفي الدولة والقطاعات المختلة. بناء الإنسان وحقيقة أن برنامج فخامة رئيس الجمهورية قد ركز في هذا الصدد على أهمية بناء الإنسان اليمني ورفع مهاراته ومعارفه الإدارية باعتبار أ ن التثقيف الإداري يعد شريطة أساسية لبلوغ تنمية إدارية أكثر قوة وتعبيراً عن التطلعات الكبيرة للقيادة السياسية في جانب الإدارة والتحديث الإداري. وهذا يعني أن التصورات التي يمكن للمؤتمر السابع للقيادات الإدارية الوصول إليها على مستوى هذه القضية يمكن أن تكون بمثابة المعالجات الناجعة التي من شأنها أن تقف تماماً على حالة الصور والقشور التي باتت تعتري ومنذ وقت غير بسيط عملية الاهتمام بالتدريب والتأهيل من قبل الجهات الحكومية. ورجوعاً إلى أهمية ما سيخلص إليه المؤتمر على صعيد التدريب والتأهيل فإننا نأمل أن يمثل المؤتمر بداية حقيقية لايجاد استراتيجية وطنية تعنى بالتدريب والتأهيل الإداري تضمن لكافة موظفي الدولة المزيد من المهارات والمعارف التي تمكنهم من تحسين أدائهم الوظيفي باتجاه تحقيق مجمل أهداف التنمية التي تقع على جهاتهم الحكومية مسئولية القيام ببلورتها إلى الواقع المعاش. ولكون التدريب الإداري لا يعد المسألة الوحيدة التي يوليها المؤتمر اهتمامه فإن المؤتمر قد أفسح المجال أمام كافة الباحثين الذين سيشاركون بتقديم أوراقهم على صعيد مختلف محاوره فإننا نجد أيضاً أن المؤتمر يتطلع إلى أحداث تطوير وتحديث على صعيد إعادة الهيكلة للمؤسسات الحكومية بما يتفق مع طبيعة التوجيهات.. تلك في نظرنا واحدة من قضايا الحراك التنموي والحضاري ذات العلاقة بالتنمية الإدارية نجد أنفسنا اليوم أكثر ثقة بالتوجهات الحكيمة للقيادة المحلية وأن المؤتمر السابع للقيادات الإدارية ليس بالفعالية الوحيدة التي ستنعقد خلال هذه المرحلة وإنما هناك ترتيبات أخرى تجري على صعيد عملية التهيئة والإعداد لعقد المؤتمر الخامس للمجالس المحلية.. وهو المؤتمر الذي سيمثل انعقاده في ديسمبر القادم إضافة مهمة وأساسية من شأنه أن يوفر إلى جانب مؤتمر القيادات الإدارية قاعدة معلوماتيه وبياناتية لمختلف القضايا ذات العلاقة بالإدارة العامة ومهامها والتي يتطلع فخامة رئيس الجمهورية - حفظه الله - إلى تحقيق إنجازات فاعلة على صعيدها وهو ما يعني أن هذه المؤتمر والفعاليات لن تكون إلا بداية حقيقية للعديد تستجيب برؤية عملية ثاقبة لمختلف التحديات والاشتراطات التي يتطلب منا التفاعل معها حتى نتمكن من ولوج المستقبل الأفضل الذي ينشده قائد مسيرتها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية باني اليمن الجديد الديمقراطي الموحد.