لقاء/فيصل الحزمي - قال الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالحكيم الكحلاني مدير عام الترصد الوبائي ان الوضع الصحي بعد عامين و8 شهور من العدوان والحصار يمر بحالة خطيرة ويوشك على الانهيار فلم يعد يوجد مخزون استراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية والمعاناة شديدة في جميع المحافظات ومستشفياتها ومراكزها الصحية ووحدات الرعاية الأولية.
واكد الكحلاني لـ»الميثاق« ان التحالف العربي بقيادة السعودية استهداف النظام الصحي بشكل مباشر بالقصف الجوي وتعرضت 414 منشأة صحية للتدمير الكلي أو الجزئي، موضحاً أن هنالك أكثر من 60 سيارة إسعاف خرجت عن الخدمة بسبب العدوان. وارتقى 80 شهيداً من القطاع الطبي والاسعافي و220 جريحاً..
تفاصيل اكثر حول الوضع الصحي في اليمن وتداعيات الحصار الجائر الذي يفرضه التحالف العربي بقيادة السعودية على بلادنا يكشفها الناطق الرسمي لوزارة الصحة مدير عام الترصد الوبائي بالوزارة الدكتور عبدالحكيم الكحلاني في لقاء اجرته معه »الميثاق«.. الى التفاصيل.
لقاء/فيصل الحزمي
< ما تداعيات اغلاق تحالف العدوان بقيادة السعودية آخر المنافذ في اليمن على الوضع الصحي الحرج في البلاد؟
- لا شك أن إغلاق تحالف العدوان كل الممنافذ البرية والبحرية والجوية في بلد يستورد 90 ٪ من احتياجاته من الخارج هو كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة وهي جريمة مشهودة وقد دانت ذلك جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية التي تعرف ما معنى هذا الحصار الخانق تماما. والعجيب أن يأتي هذا من دولة جارة تقول عن نفسها إنها قائدة العالم الإسلامي وأنها خادمة الحرمين الشريفين. لقد أدوشنا علماؤها باستمرار بترديد حديث " دخلت النار إمرأة في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من حشائش الأرض " وهاهم يخنقون شعباً عريقاً شهماً كريماً تعداده 28-30 مليون نسمة!!
الوزارة سبق وان حذرت مراراً وتكراراً على لسان الأخ الوزير من أن الوضع الصحي بعد عامين و8 شهور يمر بحالة خطيرة ويوشك على الانهيار فلم يعد يوجد مخزون استراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية والمعاناة شديدة في جميع المحافظات ومستشفياتها ومراكزها الصحية ووحدات الرعاية الأولية. لقد تم استهداف النظام الصحي بشكل مباشر بالقصف الجوي ولدينا 414 منشأة صحية تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي. وهنالك أكثر من 60 سيارة إسعاف خرجت عن الخدمة بسبب العدوان.. وارتقى 80 شهيداً من القطاع الطبي والاسعافي و220 جريحاً.. وتعتبر وزارة الصحة أن قصف الكهرباء العمومية هو استهداف مباشر لكل المستشفيات لأن العالم كله يعرف أن الكهرباء مهمة جدا للمستشفيات على مدار 24 ساعة لاستمرار غرف العناية المركزة والغسيل الكلوي وغرف العمليات الجراحية وحاضنات الأطفال الخدج.. فهذه جريمة أخرى بحق النظام الصحي، كما أن منع 48 ألف موظف صحة من الحصول على مرتباتهم منذ 14 شهراً بعد نقل البنك المركزي إلى عدن يعتبر جريمة أخرى تستهدف الكادر الصحي حتى يتسرب الى القطاع الخاص أو حتى للعمل في أعمال خارج الصحة لسد رمق أسرته من الجوع ومن الصعب جدا في ظل هذا الحصار الخانق أن تتمكن الوزارة من تقديم خدماتها للمواطنين وخصوصاً مرضى الأمراض المزمنة كالسرطان والكلى والسكري والقلب وغيرها فما بالك بالجرحى وهم عشرات الآلاف.. لقد كنا نواجه هذا العجز خلال الفترة الماضية بما يصل وان كان قليلا من مساعدات من خارج اليمن عبر طائرات الأمم المتحدة والصليب الأحمر وأطباء بلاحدود. أما الآن فحتى هذه الطائرات ممنوعة من الهبوط في مطار صنعاء الدولي أو الوصول بسفن الأدوية إلى ميناء الحديدة.
فتح مطار صنعاء
وأعتقد أن هذه المقابلة ستنشر بعد أن أعلن تحالف العدوان تخفيف الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء لطائرات الإغاثة الإنسانية فقط وهذا ماسبق أن حذرت شخصيا منه بأن إعلان تحالف العدوان الأخير الاغلاق التام لكل المنافذ البرية والبحرية والجوية هو خدعة كبيرة للمجتمع الدولي لأننا كنا محاصرين منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م بنسبة 85 الى 90 ٪ ماعدا طائرات الأمم المتحدة إلى صنعاء وبعض السفن القليلة إلى ميناء الحديدة وثم أعلنوا الإغلاق 100 ٪ حتى إذا ضغط عليهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة بأن يفكوا الحصار يخدعون العالم بإعلان فك الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة يكون التخفيف 10 ٪ فيعودون إلى حصارنا بنسبة 90 ٪ كما كنا ويشكرهم العالم ويرحب بهذه الخطوة وتنطلي الخدعة على العالم .
والحقيقة أن ظروف الوزارة صعبة جدا حيث لاتوجد موازنات من وزارة المالية لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية والحق يقال إن المنظمات الدولية كالصحة العالمية واليونيسيف والصليب الأحمر وأطباء بلاحدود يقومون بدور كبير في توفير الأدوية الأساسية والمستلزمات بالكميات التي يستطيعون توفيرها وإن كانت لاتفي باحتياج البلد الكبيرة جداً.
إبادة جماعية
< ما اهداف السعودية من وراء منع دخول الادوية واللقاحات وبالذات الخاصة بالكوليرا وغيرها من الادوية المهمة.. وهل سيصبح الحصار سلاحاً وقنبلة لابادة اليمنيين؟
- نعم تهدف السعودية المصنفة دولياً بأنها قاتلة الأطفال إلى خنق الشعب اليمني وابادته قصفاً وجوعاً ومرضاً وتهدف إلى تدمير البنية التحتية لليمن التي ضحى الشعب خلال 50 سنة بموازنات ضخمة لبناء المستشفيات والمدارس والطرق والجسور وكل مشاريع التنمية وتريد أيضاً أن تحول حياة اليمنيين إلى جحيم وتهدف للإبادة الجماعية، فالتقارير تشير إلى أن 21 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية وان 8 ملايين شخص يوشكون على الدخول في مستوى المجاعة.. ان أكثر من 2 مليون طفل يمني يعاني من سوء التغذية الخفيف والمتوسط وأن نصف مليون طفل تقريباً يعانون من سوء تغذية شديد ( وخيم ).. وهكذا فالسعودية المتخمة بالسمنة التي تصل إلى نسبة 50٪ من سكانها لديهم سمنة مفرطة ( زيادة الوزن) تسعى إلى إبادة شعب عظيم جار لها بالجوع وسوء التغذية وتفشي الأوبئة كالكوليرا والديفتيريا والسحايا وحمى الضنك وغير ذلك.
130طفلاً يموتون يومياً
< ما مخاطر استمرار منع دخول الادوية من قبل تحالف العدوان.. على المرضى والاطفال والنساء الحوامل.. وما آثار هذه الكارثة المتوقعة؟
- استمرار الحصار والمنع بلا شك سيودي بحياة آلاف الأطفال، فتؤكد التقارير الصحية وتؤيدها المنظمات الأممية بأن 130 طفلاً يمنياً يموت يومياً بسبب سوء تغذية وأمراض وأسباب أخرى. ولاشك أن الفقر والمجاعة تؤثر على نمو الأجنة في بطون امهاتهم وقد يخرجون مشوهي الخلقة ، كما أن سوء التغذية للأمهات يضعفهن ويجعل مناعتهن متدنية وفريسة للأمراض المعدية وغير المعدية كالضغط وسكر الحمل.
55٪من المرافق الصحية مغلقة
< كم لدى اليمن مخزون من الادوية .. وكم المستشفيات المهددة بالاغلاق..؟
- بحسب المسوحات الوطنية والأممية فإن 55 في المائة من المرافق الصحية مغلقة وان 45 منها فقط تعمل وبقدرتها الدنيا وهذه الارقام في نهاية 2016م، ولا شك أنها قد تدهورت أكثر لأن كثيراً من موظفي الصحة البالغ عددهم 48 ألفاً بدون مرتبات منذ 14 شهراً وأن المعلومات لدينا في وزارة الصحة تفيد بأن الكثير منهم يغلقون المرفق الصحي ويشتغلون في قطف القات او أي أعمال أخرى غير الصحة لسد رمق أسرهم واطعامهم فهم يعانون معاناة شديدة بدون مرتبات بسبب نقل البنك المركزي إلى عدن.
< هل نستطيع القول ان كل الادوية واللقاحات المحتجزة في المنافذ انتهت صلاحيتها بعد 15 يوماً من الحصار؟
- ليست فترة 15 يوماً فترة كافية لانتهاء صلاحية الأدوية أو المستلزمات الطبية المحتجزة بسبب إغلاق المنافذ إلا إذا كانت ظروف تخزينها سيئة وليست وفق المعايير الدولية.
وضع كارثي
< ما تداعيات الحصار على الوضع الصحي في البلاد بشكل عام .. وما دور الوزارة في العمل مع المنظمات الدولية لوقف الكارثة ..؟
- تداعيات العدوان والحصار على الوضع الصحي في اليمن بشكل عام كارثية فهنالك عدة مستشفيات أطلقت نداءات استغاثة عاجلة ومناشدات إنسانية بسبب النقص الحاد في المشتقات النفطية وبسبب شحة الأدوية وآخر نداء وصلني من مرضى اللوكيمياء والسرطانات من مستشفى الكويت الجامعي وهنالك مراكز غسيل كلوي أعلنت الإغلاق بسبب المعاناة الشديدة وشحة الأدوية ومحاليل الغسيل الكلوي والكوليرا.. وعن دور الوزارة فهي تعمل يداً بيد مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطفولة اليونيسيف والصليب الأحمر وأطباء بلاحدود وغيرها لمساعدة الشعب اليمني بقدر الإمكان ولا ننسى التكافل الاجتماعي في اليمن ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية والشعبية وكل هذا جعل الشعب اليمني قادراً على الصمود والصبر والجلد وتحمل مالم يتحمله أي شعب في العالم وهذا ليس مبالغة فلم نعلم في التاريخ السابق والمعاصر أن شعباً واجه كل هذه الدول منفرداً وبدون اي إمكانات إذا قارنا ميزان القوى بيننا وبينهم، ولكننا نستمد قوتنا من الله العزيز القوي الجبار »وكفى بالله وكيلاً«.
موظفو الأمم المتحدة عالقون
< هل نجحت السعودية في منع وصول مسؤولي المنظمات الدولية من دخول اليمن ..؟ واين دور الأمم المتحدة؟
- نعم تمكن تحالف العدوان خلال الـ14 يوماً من الحصار التام ومنع طائرات الأمم المتحدة من الهبوط في اليمن وهنالك كثير من الخبراء وموظفي الأمم المتحدة عالقون خارج اليمن ويريدون العودة لأعمالهم في اليمن أو عالقون داخل اليمن لم يتمكنوا بعد من السفر خارج البلاد!
معالجات للتخفيف من تداعيات الحصار
< ما المعالجات التي تقترحها الوزارة للتخفيف من تداعيات كارثة الحصار..؟
- المقترحات من الوزارة:
1- ضغط أممي جاد وحقيقي لوقف العدوان فوراً دون تأخير لأن كل يوم يمر زيادة يتم فيه تدمير النظام الصحي أكثر ويتسبب في وفاة أطفال كثيرين.
2- فك الحصار فوراً عن جميع المطارات والموانئ والمنافذ البرية وخصوصاً أمام الطائرات المدنية لأن أكثر من 95000 مريض يمني بحاجة إلى السفر للخارج ولم يتمكنوا.. وتقديرات الوزارة أن أكثر من 14000 منهم توفوا بأمراض خطيرة ولم يتمكنوا من السفر.
3- إعلان الأمم المتحدة مبادرة لإعمار المستشفيات والمرافق التي دمرها العدوان وعقد مؤتمر دولي من أجل الصحة.
4- السماح لطائرات الأمم المتحدة وسفنها بنقل كل الكميات من الأدوية واللقاحات وغيرها في أسرع وقت ودون المرور على جيبوتي لأن كثيراً منها يتلف او يتعرض لسوء تخزين او يفقد في جيبوتي.
|