غيلان العماري - في كل بلاد الله التي تحترم نفسها، تظلّ الدولة بسلطاتها المختلفة في خدمة الشعب لا العكس..
الشعب اليمني وتحديداً طبقته الوسطى فما دون، هو من يتجشّم عناء خدمة هذه الدولة العالقة في شراك التعثر والخيبات منذ زمن بعيد.. هو من يدفع باستمرار فاتورة المشاريع اللئيمة التي يطلقها لصوص هذا الوطن وقراصنته.. وهو لا سواه -وكجزاء سنماريٍ وقح- من يتعرض لذلك الدهس اليومي الحقير من قبل المتاجرين بقضاياه ومشاكله وما أكثرها وأقدسها!!
باسمه يفتتحون جلساتهم.. ندواتهم.. مؤتمراتهم.. ويتضح اثر كل ذلك ألّا سوى نزوات ومؤامرات تحاك ضده في كل حين وحين!!
وباسمه ينطلقون لحجز مقاعدهم الفارهة في صفوف هذا الوطن الأولى بينما عليه أن يظل في المؤخرة كسلّمٍ بائسٍ يتنقلون عليه، ونحو مآربهم الوضيعة يصعدون!
هؤلاء »السفلة« الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته، لا يتوارون عن حياتنا،لا يغيبون، لا يخجلون عن تعرّيهم المستمر وتفاهاتهم العابرة للمبادئ والقيم،فمن يقنعهم بأننا ندرك تماماً أنهم هم أصل كل أوجاعنا وفصلها، حتى وإن استمرأوا الزيف والخداع، وأنهم على ادّعاء قربهم منا ؛ أبعد مِن أن يمثلوا حلم جائع في كسرة خبز تسدّ رمقه وتقيه شر المسألة والهوان، أو حلم عاطل على رصيف البطالة في عملٍ كريم يقيه ومن يعول شر التشرد والضياع؟
هاهم اليوم يتبارون في إحراق المراحل لتسهيل مهمة الفوضى من بسط سيطرتها على ما تبقى في هذا الوطن من فتات الطمأنينة والاستقرار،،قد يسددون في شباك هذا الواقع بعض أهدافهم "المتسللة" الخبيثة وقد ينعمون بفوز لبعض الوقت، لكنهم يخسرون، ونحن جميعاً وطناً بحجم اليمن السعيد.
|