أمين الوائلي -
تمتلك الديمقراطية أكثر من خيار وأكثر من خلاصة في الوقت عينه، هي ليست فضيلة مطلقة ولا هي رذيلة مطلقة ، والعبرة دائماً بالنتائج والخلاصات التي تترتب عليها أو تفضي إليها.
المؤكد هو أن هذه «التركيبة» ليست تمتلك حلولاً سحرية ونهائية لكل مشاكلنا وقضايانا حتى وإن بالغ الحزبيون والسياسيون والمنافقون أو الممثلون في إلحاق الفضائل والخيرات كلها بالديمقراطية.
فنحن نرى أن الانتخابات من أكثر الآليات والمناسبات إشعالاً للفتنة وتأجيجاً للكراهية والحقد بين الفرقاء والشركاء والجماعات والأفراد في إطار المجتمع الواحد والبيئة الواحدة ، ويمكن بالفعل ملاحظة الديمقراطية من زاوية المأزق الكبير الذي تؤسس له.
يزيد الأمر سوءاً إذا ما نظرنا إليه في حالة مجتمعات متخلفة وشرق أوسطية وعالمثالثية وعربية تحديداً ونحن خيرة من «يمثلكم»!.
والواقع العربي يشهد أن البلدان العربية كانت في خير نسبي إلى أن دهمتهم ظروف العالم الجديد والقطب الواحد والديمقراطية الغربية والرأسمالية التي تجسد دين النظام الدولي الجديد وشريعته.
دعونا نفكر فحسب ، كيف أن أغلب، بل جميع النخب الفكرية والاقتصادية والسياسية في بلد ما ، مثل اليمن ، فرغت من عملها ورسالتها.. وأحيلت إلى التقاعد المبكر ، مع انصرافها نحو بطالة سياسية وحزبية مقنعّة ، وتشاغلها بتوافه الأمور والخطابة واستعراض العضلات البلاغية والنحوية والحزبية وصراعات لاتتناهى مع نفسها والآخرين ضمن نفس الدائرة.
وقد كان المنتظر من هؤلاء الخبراء والأكاديميين والمختصين الانخراط في أعمال ومشاغل منتجة حقاً وتعود بفوائد مباشرة على المجتمع والحياة عموماً ، فما الفائدة في أن يتخلى الجميع عن أعمالهم ووظائفهم وخدماتهم ثم لايكون لدينا إلا جماعات شغب سياسي ومكيدة.. وديمقراطية من هذا النوع؟.
شكراً لأنكم تبتسمون